لماذا تريد إسرائيل نفي السنوار من قطاع غزة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا تريد إسرائيل نفي السنوار من قطاع غزة؟

هدير عادل
نشر في: الجمعة 9 فبراير 2024 - 6:01 م | آخر تحديث: الجمعة 9 فبراير 2024 - 6:01 م
قائمة بـ6 من قادة حماس بينهم السنوار وضيف تريد إسرائيل خروجهم من قطاع غزة

"النفي من قطاع غزة" سيناريو إسرائيلي تردد في الإعلام الأمريكي منذ نوفمبر الماضي، فكان الحديث في البداية عن مغادرة مقاتلي حركة حماس، ومع فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق هدفه المعلن بتصفية قادة الحركة؛ أصبحت الفكرة تدور الآن حول مغادرة رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، وقائد كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح للحركة محمد ضيف وعدد آخر من القادة، مقابل إطلاق سراح جميع الإسرائيليين المحتجزين في القطاع وإنهاء حكم حماس.

ويعيد هذا السيناريو الذي طرحته تل أبيب في محادثات مع مسئولين أمريكيين، إلى الأذهان نموذج بيروت عام 1982 عندما غادر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية العاصمة اللبنانية إلى تونس.

ورغم أن إسرائيل تعهدت مرارا بالقضاء على حماس، بما في ذلك السنوار وضيف، لكن ربما يكون طول أمد الحرب وعدم وجود أفق لنهايتها خلق موقفا إسرائيليا مغايرا، بحسب شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية.

• المنفى حل سحري

وأفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل أخبرت المفاوضين الأمريكيين خلال محادثات باريس الأسبوع الماضي أن لديها قائمة بستة من قادة حماس، بينهم السنوار وضيف، تريد خروجهم من قطاع غزة، لكن وفقاً لـ"إن بي سي"، لم تصل الخطة إلى حماس؛ لأن الحركة قالت بالفعل إنها لن تؤيد المنفى.

وبينما تثير الفكرة الإسرائيلية تساؤلات حول دوافع تل أبيب، قال مستشار بارز آخر للحكومة الإسرائيلية إن فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حاكمة جديدة في غزة "غير متطرفة"- على حد زعمه - "مطروحة" منذ نوفمبر الماضي.

وقال مصدران مطلعان على المناقشات لشبكة "إن بي سي" الإخبارية، إن المنفى كان مجرد أحد مجموعة مقترحات طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة والتي تضمن استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية وإصلاح منظومة التعليم في غزة.

وكانت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قد كشفت الشهر الماضي عن خطة أعدها جيش الاحتلال لما بعد الحرب فى قطاع غزة، تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق تحكمها العشائر.

وقال مسئول أمني إسرائيلي بارز سابق لـ"إن بي سي" إن "المنفى هو الحل السحري الذي يريده الجميع، لكن بكل تأكيد لا سبيل لموافقة حماس على ذلك".

ويعتقد مسئولون إسرائيليون أن السنوار وضيف يختبئان في أنفاق خان يونس ورفح في جنوب غزة.

• السنوار متقدم بخطوة

في السياق ذاته، طرحت شبكة "إن بي سي" الأمريكية سؤالا صعبا وهو "أين يحيى السنوار؟"، قائلة إنه بعد أربعة أشهر على هجوم السابع من أكتوبر، تمكن السنوار الذي وصفته بـ"بعيد المنال" من التقدم بخطوة على أجهزة الجيش والمخابرات الإسرائيلية.

وبعدما وجدت قوات الاحتلال ما قالت إنه آثار لتواجد محتجزين في نفق تحت مدينة خان يونس، وهي مسقط رأس السنوار، قال مسئولون إسرائيليون سابقون وحاليون لـ"إن بي سي" إن السنوار وقادة حماس الآخرين على الأرجح يختئبون على مقربة من المكان، مع محتجزين إسرائيليين ومقاتلين من حماس.

وقال المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، جوناثان كونريكوس: "أعتقد أن وجوده (السنوار) قرب المحتجزين أنقذ حياته أكثر من مرة".

وأوضح مسئولون سابقون وحاليون في جيش الاحتلال، أن حماس بذلت أيضاً جهوداً كبيرة لمنع رصد المخابرات الإسرائيلية لاتصالات السنوار مع قادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، بما في ذلك خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر الذي تمخض عنه إطلاق سراح حوالي 100 من المحتجزين الإسرائيليين.

من جهته، قال مسئول سياسي في حماس – طلب عدم ذكر اسمه - لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، إن الحركة تحاول حماية السنوار وكبار القادة الآخرين، مضيفاً: "أعتقد أن هذا حق أي قيادة أو مقاومة. أنا على يقين أن الأمر هو نفسه في كل بلد".

وذكر قادة عسكريون ومسئولو أمن سابقون وحاليون وخبراء، تواصلوا مع حماس في الماضي، أن السنوار على الأرجح ظل يتنقل ويغير مواقعه لتجنب رصده.

وتكهن مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاكوب ناجل، أن السنوار لن يتخلى عن جميع المحتجزين، قائلاً: "سيبقي (السنوار) بعض المحتجزين إلى الأبد لأن هذه ستكون بوليصة التأمين الخاصة به بأن أحدا لن يقتله".

• استغلال ضعف إسرائيل

بدورها، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية خلال تقرير نشرته في نوفمبر الماضي أن السنوار تفاوض على كل نقطة من اتفاق الهدنة، من إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين إلى إطلاق الأسرى الفلسطينيين.

وخلال فترة وقف إطلاق النار التي بدأت في 24 نوفمبر، حدد قائد الحركة في غزة الوتيرة، ملمحاً إلى استعداده للتراجع إذا شعر بانتهاك إسرائيل للشروط التي جرى التفاوض عليها.

وأوضحت "لوموند" أن القائد الفلسطيني أثبت خطأ كل أولئك المتواجدين في إسرائيل الذين اعتبروه ميتاً بالفعل، مشيرة إلى أنه ليس فقط على قيد الحياة منذ بدء الحرب، بل أيضاً "يحصد انتصاراً سياسياً آخر".

وقال المستشار السابق للعديد من المسئولين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، ماتي شتاينبرج، إن "رجلاً مثل السنوار يفهم الإسرائيليين جيداً جداً"، مضيفا أن "قادة حماس فهموا الانقسامات في إسرائيل، وبالتالي نقاط ضعفها".

وأضافت "لوموند"، أن السنوار كان مسجوناً في إسرائيل لمدة 22 عاماً قبل أن يطلق سراحه بموجب صفقة لتحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط"، موضحة أن السنوار يفهم الأهمية الرمزية والاستراتيجية لمثل هذا الاتفاق أفضل من أي شخص، وأنه شخصياً دليل على أن هذا الشكل من "المساومة"- على حد تعبيرها- يمكن أن ينجح.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك