عاطف عبدالجواد لـ«الشروق»: الحزب الجمهوري متخوف من «ترامب».. و«كلينتون» الأقرب للرئاسة - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 9:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عاطف عبدالجواد لـ«الشروق»: الحزب الجمهوري متخوف من «ترامب».. و«كلينتون» الأقرب للرئاسة

عاطف عبد الجواد
عاطف عبد الجواد
حوار: نجلاء سليمان
نشر في: الخميس 10 مارس 2016 - 11:56 ص | آخر تحديث: الخميس 10 مارس 2016 - 11:56 ص


• لو أصبح ترامب رئيسًا سيكون الرجل الذي يضع إصبعه على الزر النووي

• هيلاري كلينتون هي الأقرب للفوز بالانتخابات الرئاسية حتى الآن

• انتخابات الثلاثاء الكبير «حزبية» لا تعبر عن رأي الشعب الأمريكي

• تصريحات ترامب ستتغير كثيرًا إذا أصبح الرئيس

بداية من انتخابات «الثلاثاء الكبير»، وحتى شهر نوفمبر القادم، تعيش الولايات المتحدة الأمريكية أجواء متغايرة تمهيدا لانتخاب رئيس جديد، خلفًا للرئيس الحالي باراك أوباما بعد انقضاء مدتين رئاسيتين له.

«الشروق» حاورت من واشنطن الدكتور عاطف عبدالجواد الإعلامي والأستاذ الجامعي في واشنطن، والخبير بالشئون الأمريكية حول نتائج «الثلاثاء الكبير»، وتوقعات الفوز، وفيما يلي نص الحوار:

• بعد أن حقق «الجمهوري» دونالد ترامب و«الديمقراطية» هيلاري كلينتون فوزًا في الانتخابات التمهيدية «الثلاثاء الكبير».. من هو المرشح الأقرب للفوز حتى الآن؟
- هيلاري كلنتون هي الأقرب للفوز عن الحزب الديمقراطي، لأنها ضمنت الآن نصف الأصوات اللازمة لتأمين ترشحها عن الديمقراطي.

أما الحزب الجمهوري يواجه مأزقًا، فهو لا يرغب في المرشح المتقدم دونالد ترامب لسببين، الأول: أنه يخشى أن يدمر ترامب الحزب الجمهوري ويحوله إلى مستنقع عنصري، والثاني: أن ترامب لو أصبح رئيسًا فسوف يكون الرجل الذي يضع اصبعه على الزر النووي.

والمأزق الآخر هو أن المرشح الجمهوري رقم 2، السناتور تيد كروز، متطرف أيضًا، حتى من وجهة نظر موسسة الحزب الجمهوري، لذا فمن المحتمل أن يظهر على الساحة مرشحون مستقلون يرضى عنهم الحزب الجمهوري، وحتى الآن لا يمكن ضمان فوز كلينتون نهائيًا إلى أن نعرف من هذا المرشح المستقل.

• لماذا يتخوف الحزب الجمهوري من ترشح ترامب رغم حصوله على نتائج تصويت مرتفعة في الانتخابات التمهيدية؟
- في الانتخابات الأولية، وهي انتخابات حزبية، لا يصوت إلا الجمهوريون فقط، أو الديمقراطيون فقط، أي أنها ليست انتخابات شعبية لكافة ناخبي الولايات المتحدة، وهي عملية هدفها غربلة مرشحي الحزبين.

إذا نظرنا إلى ترامب سنجد أن 35% فقط من الناخبين الجمهوريين صوتوا له، بينما صوت 65% للمرشحين الجمهوريين الآخرين، إذن ترمب حصل على تأييد تلث الجمهوريين فقط، والجمهوريون يشكلون ثلث عدد الناخبين الأمريكيين فقط.

هناك قواعد حزبية وضعها الحزب الجمهوري لضمان أن موسسة الحزب سيكون لها دورًا في اختيار من هو مرشح الحزب، على سبيل المثال هناك حوالي 600 صوت ليس لها انتماء معين، ويمكن أن تذهب لأي مرشح أثناء الموتمر القومي للحزب في يوليو المقبل.

وهناك أداة أخرى، وهي أن يتبرع المرشحون الجمهوريون الآخرون بالأصوات التي حصلوا عليها 65% لمرشح آخر يوافقون عليه؛ وبذلك يرغمون ترامب على الخروج من عملية الترشح «شديدة التعقيد».

• ما انطباع الشعب الأمريكي عن ترامب؟ وإذا فاز هل تتأثر علاقة أمريكا بالعرب؟ وبالمثل هيلاري كلينتون.. هل ستكون خلفًا جيدًا للرئيس الحالي؟
- بالنسبة لهيلاري كلنتون، نعم، هي امتداد لباراك أوباما في السياسات الداخلية والخارجية، والسبب في ذلك هو أن كلنتون وأوباما ينتميان إلى الجناح الليبرالي للحزب الديمقراطي، وسبب آخر هو أن كلينتون كانت عضوًا في حكومة أوباما كوزيرة للخارجية، وإذا نظرنا إلى برامجها الانتخابية سنجد أنها تتشابه إلى حد كبير مع سياسات أوباما.

فنجد أنها ستعمل على تحسين برنامج أوباما للرعاية الصحية بينما سيدعو مرشحون آخرون إلى إلغائه؛ وفي الشرق الأوسط نجد أنها تدعو إلى حل الدولتين، وإلى بناء دولة فلسطينية مستقلة.

أما فيما يتعلق بدونالد ترامب، فمن الصعب التنبؤ بسياساته لو فاز، لأنه لم يطرح برامج مفصلة بل اكتفى بـ«لسانه الطويل» في تحديد اتجاهاته استنادا على أساس انفعالي، وليس على أساس برامج مفصلة.

ولكنه قال إنه سوف يلتزم الحياد في أي مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن دور الولايات المتحدة هو دور الوسيط النزيه، وأعتقد أن ترامب سوف يعدل الكثير من مواقفه فور دخوله البيت الأبيض لأنه كمرشح لا يعلم الكثير عن واقع العالم الحقيقي، وسوف يكتشف كرئيس حقائق كثيرة كانت غائبة عنه كمرشح.

وبالنسبة لانطباع المواطنين الأمريكيين عن ترامب، فهناك شريحة من الجمهوريين يؤيدون ترامب، وهي شريحة نسبتها ثلث المواطنين الجمهوريين، أما الديمقراطيون والمستقلون فيشعرون بالفزع منه أو القلق الكبير.

حتى قيادات الحزب الجمهوري يشعرون بالقلق، وبعض الأمريكيين وصفوه بـ«هتلر»، والبعض الآخر وصفوه بـ«المتهور»، والنساء في أمريكا يشعرن بالإهانة بسبب ما قاله عنهن، والمهاجرون اللاتينيون قلقون، والمسلمون منزعجون، والسود يرفضونه.. نحن نتحدث عن شريحة من الجمهوريين تؤيده نسبتها فقط 35% من الجمهوريين الذين يمثلون ثلث الشعب الأمريكي فقط.

• ماذا عن باقي المرشحين.. مَن منهم الأقوى في القاعدة الجماهيرية؟ أو الأكثر ثقافة وفهمًا للأمور بخلاف كلينتون.. وقد يقلب الموازيين؟
- المرشح الديمقراطي بيروني ساندرز قريب من القاعدة الشعبية للشباب رغم أنه تجاوز السبعين من عمره، وهو اشتراكي، وفي الانتخابات الأولية الأخيرة فاز في أربعة ولايات بينما فازت غريمته كلنتون في سبع ولايات.

لكن عدد الأصوات لكل منهما يتوقف على حجم الولاية، وعلى الجانب الجمهوري للأسف فإن ترامب هو الأقرب للقاعدة الشعبية «35%» عن بقية المرشحين الجمهوريين، وسوف يبدأ هؤلاء المرشحون في الانسحاب من السباق، وانسحب بالفعل أحدهم، وأصبح عددهم الآن أربعة مرشحين بدلا من خمسة.. واضح أن الجمهوريين هم الأبعد عن القاعدة الشعبية حتى بين الجمهوريين.

• أثناء تغطية انتخابات الثلاثاء الكبير كان كل ولاية مكتوب أمامها عدد معين المندوبين يختلف من حزب لآخر، من هم المندوبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات بديلا عن المواطنين، وما هي الآلية التي تم تحديد أعدادهم؟
- كل ولاية أو جمهورية (الولايات هي في الحقيقة جمهوريات) لها عدد محدد من المندوبين يتناسب مع عدد السكان فيها، عدد المندوبين يوزع بين المرشحين وفقا لعدد الأصوات الشعبية التي يحصل عليها المرشح، أي أن الأصوات الشعبية تترجم في النهاية إلى عدد من المندوبين يتناسب مع عدد الأصوات الشعبية.

هؤلاء المندوبون يتوجهون إلى الموتمر القومي للحزب (في يوليو هذا العام) لتأييد المرشح الذي ينتمون اليه، وهناك عدد معين من المندوبين يلزم للمرشح الحصول عليه لضمان ترشحه النهائي عن الحزب.

وعلينا تذكر أن الانتخابات الأولية هي انتخابات حزبية يشرف عليها وينظمها الحزب نفسه، وفقا لقواعد يضعها كل حزب، واللجنة المحلية للحزب في كل ولاية هي المسؤولة عن اختيار المندوبين، لكن وفقا لعملية حسابية تعكس عدد الأصوات الشعبية.

أي أن المرشح الذي يحصل على 100 صوت يكون له مندوب واحد مثلا، بينما المرشح الحاصل على 200 صوت يكون له مندوبين اثنين، وهكذا.

وفي الموتمر القومي للحزب يجلس هؤلاء المندوبون في تجمعات، كل تجمع يمثل ولاية معينة من الولايات الخمسين ترفرف فوقه علم واسم الولاية، ورغم أن المندوبين ينتمون إلى مرشحين يلتزمون بتأييدهم، إلا أن من الممكن أثناء الموتمر القومي يتم إجراء مفاوضات، ومساومات بين المرشحين يتبرع فيها مرشح بأصواته (أي بمندوبيه) ليرشح آخر، ومن هنا يمكن للموتمر القومي التأثير في مصير مرشح ضد آخر، هذه العملية نادرة ولم تحدث في التاريخ الأمريكي إلا نادرا ولكنها موجودة، ومشروعة وقانونية في القواعد الحزبية.

هذه الآليات يضعها كل حزب على حدة، وتختلف من حزب لآخر ولكن الفكرة واحدة، وهي أن عدد المندوبين يمثل نسبة وتناسب مع عدد السكان في كل ولاية.

ولكن ربما اختار الحزب الديمقراطي عددًا معينًا قد يختار الحزب الجمهوري رقما مختلفًا، وبالتالي سوف نجد أن عدد المندوبين النهائي اللازم لفوز مرشح ما يختلف من حزب إلى آخر، وهو أعلى في حالة الحزب الديمقراطي، ويجب ملاحظة أن المرشح المستقل لا يخوض انتخابات أولية ولا يخضع لكل هذه الآليات لأنه لا ينتمي لأي حزب.

• تقديريا.. ماهي نسب تفاعل الشعب الأمريكي مع كل هذه التعقيدات الانتخابية واهتمامهم بالتغير السياسي الحالي؟
- إحدى الصحفيات في قناة تليفزيونية طرحت على الناس في الشارع صور مرشحي الرئاسة، وطلبت منهم أن يتعرفوا عليها، معظم الناس لم يتعرفوا على مرشح واحد، حوالي نصف الشعب الأمريكي فقط يدلي بصوته في الانتخابات (نصف عدد الناخبين المسجلين).

وبينما نجد مواطنون يشاركون ويتابعون العملية الانتخابية بحماس؛ فإن عددا أكبر من الأمريكيين مشغولون بأشياء أخرى في حياتهم اليومية، في حالات نادرة نجد المواطنون يتفاعلون بحماس مع الانتخابات كما حدث في حالة المرشح الديمقراطي باراك أوباما، ومن قبل مع المرشح الجمهوري رونالد ريجان المرشح الجمهوري في الثمانينات، وبشكل عام عندما يكون هناك مرشحًا يثير حماس الناس يزداد إقبال الأمريكيين على المتابعة.

• ما هو الجدول الزمني حتى إجراء المرحلة النهائية من الانتخابات؟
- تستمر الانتخابات الأولية في بقية الولايات، مثل الانتخابات الأولية التي اجريت السبت الماضي، ثم في 15 مارس وهكذا حتى 15 يونيو، وفي شهر يوليو يعقد الموتمر القومي للحزبين الواحد تلو الآخر.

ثم يقام الموتمر الجمهوري في مدينة كليفلاند من 18 إلى 21 يوليو، والموتمر الديمقراطي في مدينة فيلادلفيا من 25 إلى 28 يوليو، ويعلن كل حزب عن اسم المرشح لمنصب نائب الرئيس، أي أن الشعب ينتخب الرئيس ونائبه معا.

وتتم الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء الثامن من نوفمبر، ويودي الفائز اليمين الدستورية وينصب رئيسًا يوم 20 يناير 2017 الساعة 12 ظهرًا، وحتى تلك اللحظة يظل باراك أوباما هو الرئيس، وتبدأ صلاحيات الرئيس الجديد الساعة 12 ظهرا، وفيما بين موعد الموتمر القومي وموعد الانتخابات الرئاسية تجري مناظرات بين مرشحي الرئاسة في تواريخ يتفق عليها المرشحان أو المرشحون، وهناك غير المرشحين الرئيسيين عشرات المرشحين الآخرين المستقلين أو من أحزاب صغيرة لا يسمع عنها أحد، ومن بين المرشحين المستقلين مثلا فتاة من أصل سوري عمرها 35 عامًا، اسمها ثريا فقس أو Soraya Faas.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك