قال الشيخ ياسر الغاياتي، مدير الأوقاف بالمحلة في محافظة الغربية، إن مدينة المحلة الكبرى محفوظة ببركة الصحابة والعلماء، حيث فتحها الصحابي سعد الدين الأنصاري، وكان بها العديد من اليهود آنذاك، والذين نقضوا عهدهم مع عمرو بن العاص أكثر من مرة، حتى أرسل إليهم جيشاً من الصحابة، وكان منهم عبدالله بن عمرو بن العاص، وعبدالله بن الحارث الذي توفي ودفن بها وتحديدا بقرية صفط تراب.
وتابع، لـ"الشروق": "جاء عمرو بن العاص إلى المحلة خصيصا لمكر اليهود، حيث كانوا يسكنون تل ديدوسيا -سوق اللبن حاليا- وعسكر بها، وبني بها مسجد العامرية -العمري الآن- وهو أول مسجد بني في الدلتا، ومن أوائل المساجد التي بنيت في مصر، وبني في مدة قياسية".
وذكر أن جيش الصحابة عسكر أعلى سوق اللبن عند المسجد، حيث دارت معركة بسيطة بينهم وبين اليهود في منطقة تسمى -أرض الزغل الآن- حتى توارى اليهود في نفق لهم في الليل".
وأردف: "والتقى عمرو بن العاص سيدة عجوز تدعى (خوخة)، قالت له (أدلك على اليهود بشرط أن أظل على ديني ولا أدفع الجزية وتترك لي بيتي؟)، فوافق عمرو ودلته عليهم، وكان هذا النفق تحت أرض سوق بسيسة حاليا، وترك لها بيتها على حاله، وهو ما يعرف الآن بخوخة اليهود الذي تحول إلى معبد لهم بعد ذلك".
واستطرد: "وخضعت المدينة للإسلام وكان مركزها تل ديدوسيا أو سوق اللبن الآن، وظل بها كثير من الصحابة الذين عاشوا بها يعلمون الناس الدين"، مؤكدا أن أشهر من مات ودفن بها الصحابي عبدالله بن الحارث.
وأضاف أن الإمام البلقيني وهو أحد أئمة الفقه الشافعي، والإمام جلال الدين المحلي صاحب تفسير الجلالين، وابن الحجر الهيثمي أحد أئمة الحديث وعلماء أصول الفقه، والدكتور الحفناوي، والدكتور محمود عثمان، جميعهم من المحلة.
ومن علماء العصر الحديث كما يقول الغاياتي، الراحل الدكتور سعيد، وهو أول من رفع الأذان في مجلس الشعب عام 1976، والشيخ عبدالسلام أبو الفضل بمسجد المتولى، والراحل الشيخ المجدد محمد أبو زهرة، والراحل والفقيه الشيخ فرج غنيم بمسجد الغفران والنصر، والراحل الشيخ سيد شعبان بمسجد قادوس الكبير، والدكتور عبدالحليم عويس من قرية سندسيس، وجميعهم أيضا من مدينة المحلة.