يتميز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه الفريد، حيث تتجسّد ثقافات عدة في أطباقه ومشروباته. لا يقتصر غنى هذا المطبخ على مذاقه الشهي، بل يتجلى أيضًا في الحكايات الغريبة والمثيرة التي ترافق تاريخ كل طبق. فمن الأكلات التي تعود للعهود الأموية والفاطمية إلى الأطباق العثمانية والمملوكية، تندمج الثقافات وتتناغم في مائدة المطبخ المصري لتخلق تجربة غذائية فريدة ولا تُنسى.
وتستعرض الشروق الحكاية التاريخية المثيرة لدخول "الياميش" على المائدة المصرية في كل شهر رمضان، وذلك كما جاءت موثقة في كتاب "شهر رمضان بالجاهلية والإسلام" للمؤلف أحمد المنزلاوي.
وتسلط الشروق الضوء على أبرز الأحداث والتفاصيل المثيرة للاهتمام حول عصير "قمر الدين"، بدءً من نشأته وصولًا إلى سبب شهرته البارزة في مصر، متمحورة بشكل خاص حول هذا الشراب الشهير في البلاد.
- النشأة أموية
وذكر موقع إن بي آر الأمريكي أن أغلب الروايات التاريخية تدل على نشأة مشروب قمر الدين في سوريا وتحديدا بعصر الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان.
وكان الخليفة يوزع شراب المشمش على المسلمين مع حلول كل هلال لشهر رمضان ليكتسب المشروب اسمه من قمر شهر رمضان.
ويبدو من المنطقي اختصاص الشام بمنشأ قمر الدين لكثرة ثمار المشمش بها بخلاف دول كثيرة منها مصر تندر فيها زراعة المشمش.
وقد قارب عدد أشجار المشمش في غوطة دمشق وحدها ربع مليون، في بداية التسعينيات لتتراجع تحت وطأة الزحف العمراني لنحو ٢٠٠٠ قبيل اشتعال الحرب السورية وفقا لتحقيق لجريدة القدس الإلكترونية.
- شعبية قمر الدين في ظل الجمهورية المتحدة
وكانت صحيفة دنيا الاثنين المصرية عرضت تقريرا بكمية يميش رمضان المستوردة لرمضان سنة ١٩٥٣ وذكرت به أطنان من القراصيا والزبيب والمكسرات والتين والمشمش المجففين دون ذكر لفائف قمر الدين.
ونقل موقع باب مصر المهتم بقضايا التراث عن ٤ مسنين عايشوا فترة الرئيس السابق جمال عبد الناصر قالوا إن مشروب قمر الدين كان حكرا على الأثرياء وكان أول انتشار له عند الوحدة المصرية السورية بالجمهورية العربية المتحدة لترد بضائع ضخمة من لفائف قمر الدين والتي كان يظنها العامة حلوي للأكل قبل أن يعرفوا أنه منقوع يتم شربه.