هدى نجيب محفوظ: والدي تدرب على الكتابة مرة أخرى بعمر الـ84 بسبب إخلاصه لها - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 7:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هدى نجيب محفوظ: والدي تدرب على الكتابة مرة أخرى بعمر الـ84 بسبب إخلاصه لها

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
شيماء شناوي
نشر في: الجمعة 11 ديسمبر 2020 - 8:07 م | آخر تحديث: الجمعة 11 ديسمبر 2020 - 8:07 م

من بين مئات الأقوال التي تركها الأديب الراحل نجيب محفوظ في العشرات من مؤلفاته الأدبية الخالدة، تبقى عبارته: «أكبر هزيمة فى حياتى هى حرمانى من متعة القراءة بعد ضعف نظري»، شاهدة على أهمية ومكانة القراءة عند الأستاذ، وتظل اعتراف يتجلى فيه حجم الحزن الذى تركه في نفسه البعد عن عادة القراءة، بالإضافة إلى الحزن الآخر الذي ملأ نفسه بعد التوقف الإجباري عن الكتابة أيضًا إثر تعرضه لحادثة الاغتيال الشهيرة أمام منزله.

وفي الذكرى الـ109 لذكرى ميلاد الأديب الراحل تحدثت «الشروق»، مع ابنته «هدى»، للوقوف على تفاصيل ابتعاده عن هاتين العادتين وتأثيرهما النفسي على رجل قضى عمرًا بأكمله يمارسهما بشكل يومي.

وتقول هدى: العزيمة هى الوصف الأدق لمواجهة ما حدث له؛ إذ استمع إلى نصيحة طبيبه المعالج بعد حادثة الاغتيال فى التدريب على الكتابة من جديد وبالفعل فعلها وهو بعمر أربعة وثمانين عامًا، وظل يكتب فى دفتر وراء آخر، وفى تلك الدفاتر خرجت للنور «أحلام فترة النقاهة»، وهى دفاتره التى أهديتُها للمتحف الخاص به فى تكية أبوالدهب.

وتضيف: أما فيما يخص القراءة وكان بصره ونظره بدأ فى الضعف قبل الحادثة، فكان يستعين عليها بالصوت الجهورى لـ«الحاج صبرى»، سكرتير الكاتب الكبير ثروت أباظة؛ إذ كان يأتى كل صباح لمدة ساعتين يقرأ له الصحف أو ما يشاء من مؤلفات، وقد استعان به لكتابة أجزاء من «أحلام فترة النقاهة» واستمر الحاج صبرى فى مهمته بعد الحادثة فى 1995. كما كان يستعين ببعض أصدقائه خلال الندوات التى تجمعهم.

وعن كيفية تعاطي الأسرة مع مشهد الاغتيال تروى «هدى» لهذه قصة أخرى، ربما يجوز تسميتها بـ«رب ضارة نافعة»؛ ففى الوقت القصير اللاحق لوقوع الحادثة زار منزلنا صحفى أجنبى، وأثناء حواره مع أبى تطرق إلى موضوع الحادثة، وإذ بأبى يثور لمجرد تطرق الصحفى إلى ذكرها، حتى إننا فى المنزل اندهشنا من ردة فعله، كانت المرة الأولى التى نشهده فيها على هذه الحالة من الغضب. وتعاملنا مع ما حدث كأنه إشارة فلم نأتِ على ذكرها وكأن بيننا وبينه اتفاقا غير مكتوب بنسيانها كأنها لم تكن. وبرأى أن والدى نفسه لم يكن يريد تذكرها، بدليل أنه رفض الحراسة التى عرضتها الدولة المصرية لحمايته بعد جائزة نوبل ومحاولة الاغتيال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك