عزة الحسيني: نواجه أزمات الأقصر السينمائي بحلول خارج الصندوق - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 3:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عزة الحسيني: نواجه أزمات الأقصر السينمائي بحلول خارج الصندوق

حوار ــ حاتم جمال الدين:
نشر في: الجمعة 12 يناير 2024 - 7:26 م | آخر تحديث: الجمعة 12 يناير 2024 - 7:45 م

ــ القضية الفلسطينية حاضرة فى افتتاح مهرجان السينما الإفريقية.. ورسالة لدعم الشعب الباسل

بدأت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية العد التنازلى لإطلاق الدورة الـ13 «دورة المخرج خيرى بشارة»، والمقرر إقامتها فى الفترة من 9 وحتى 15 فبراير المقبل؛ تحول مقر المهرجان فى حى الدقى إلى خلية عمل، بعد إعلان حالة الطوارئ، واجتماعات دائمة حتى إسدال الستار على آخر فقرات حفل الختام.

تأتى الدورة الجديدة من المهرجان فى ظروف استثنائية بسبب الأحداث الجارية فى غزة، فضلا عن مواجهتها لأزمة اقتصادية حادة دفعت إدارة المهرجان لتغيير استراتيجياتها فى التعامل مع فعاليات هذا العام.

وفى محاولة لاستطلاع تلك الأجواء التى تحيط بالمهرجان ونسخته الجديدة التقت «الشروق» بالمخرجة عزة الحسينى مؤسس ومدير المهرجان، والتى كشفت فى حوارها معنا عن العديد من التحديات التى يواجهها الأقصر السينمائى فى عامه الـ13.

وفى البداية أكدت أن فلسطين حاضرة فى الأقصر السينمائى، ورغم كونه مهرجانا يهتم فى الأساس بالسينما الأفريقية، ولكن هذا لن يمنع صناعه من الإعلان عن موقفهم تجاه قضية الشعب الفلسطينى، والعدالة الإنسانية، وتوجيه رسالة دعم لهذا الشعب الباسل الذى نتمنى أن تنفرج أزمته فى غزة بأقرب وقت.

وقالت: البعض كان يرى أن وقف الأحداث الفنية والثقافية هو دعم للقضية الفلسطينية، لكن من وجهة نظرنا وجدنا أن الرسالة ستكون أقوى عندما نخصص فعاليات لدعم قضية فلسطين عبر هذه الأحداث المهمة التى تحظى باهتمام من أوساط ثقافية خارج حدود الوطن العربى، كاشفة عن أن المهرجان سيعلن موقفه مما يحدث فى غزة من خلال حفل الافتتاح وعبر بعض الفعاليات داخل الدورة 13.

وشددت على أن الأقصر السينمائى مهرجانا له طابع ثقافى أكثر منه نشاط تجارى، وتنظمه جمعية غير ربحية، وكل خدماته مجانية وبدون تذاكر، يحتفى بالفلكلور والفن الشعبى فى الافتتاح والختام، ويقدم أنشطته بشكل هادئ، والبهجة فيه من نوع آخر أقرب إلى العقل والوجدان منه إلى الاستعراض الإعلامى.

وعلى جانب آخر أوضحت مدير المهرجان أن دورة المخرج خيرى بشارة مهداة لأسماء اثنين من السينمائيين فى القارة الإفريقية رحلوا عن عالمنا خلال العام المنقضى، وهما الكاتب والسيناريست رءوف توفيق من مصر، والمخرجة السنغالية صافى فاى، والتى سيصدر المهرجان عنها كتاب جديد، فيما تكرم الدورة 13 ثلاثة من المؤثرين فى صناعة السينما فى إفريقيا، وهم المنتج جابى خورى من مصر، والممثلة آى كيتا يارا من بوركينافاسو، والناقد والكاتب المغربى نور الدين الصايل، مؤسس مهرجان «خريبكة» أحد أهم المهرجانات الداعمة للسينما فى إفريقيا على مدار ما يقرب من نصف قرن.

وكشفت عزة الحسينى عن عرض بانورما للفيلم المغربى بالأقصر هذا العام، وذلك فى إطار توإمة مع مهرجان «خريبكة».

> سألتها عن أهم التحديات التى تواجه الدورة الـ 13؟
ــ أجابت: طبعا المفترض فى الظروف العادية أن مهرجان عمره 13 سنة تكون الأمور فيه قد هدأت، وكنت أتمنى بعد هذه السنوات ألا أواجه نفس الأسئلة التى كانت تطرح علينا فى السنوات الأولى، لكن الحاصل غير ذلك لأن كل سنة لها تحدياتها ومشقتها ومشاكلها المختلفة، وفكرة التحديات والمشقة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طبيعة العمل فى المهرجان، والذى تعانى إدارته فى الحصول على دعم وتمويل مناسبين.
وأضافت: بعد ما حققناه فى 13 سنة لا يزال هناك من يسأل.. من أنتم؟.. وماذا تفعلون؟ والمؤسف أن من بينهم ناس من داخل وزارة الثقافة نفسها، والمفروض أن الوزارة لديها قاعدة بيانات عن كل المهرجانات المهمة التى تقام على أرض مصر، ونحن نقدم فى نهاية كل دورة تقريرا مفصلا عن كل الأنشطة التى قدمها المهرجان عاما بعد عام.

> الحديث عن أزمة التمويل مستمر منذ الدورة الأولى للمهرجان.. فكيف ستخرجون بالمهرجان فى ظل تفاقم الأزمة المالية والارتفاع الجنونى للأسعار؟
ــ ولأننا مهرجان ليس تجاريا؛ فلا يصاحبه شو إعلامى كبير، وهذا يحجب عنا بعض الدعم والرعاية، ونحاول أن نجد حلولا خارج الصندوق، وذلك عبر وضع تصورات لضغط التكلفة، وضم شركاء جدد، وإلى جانب الفعاليات الأساسية التى يقيمها المهرجان، وهى الخاصة بمسابقات الأفلام والندوات الرئيسية، نطرح إفكارا لتنظيم فعاليات أخرى مع شركاء لديهم قدرة الأنفاق عليها مثل بعض الورش والندوات وإصدار الكتب، وغيرها من الأنشطة قريبة الشأن بمحتوى المهرجان أو البيئة المحيطة به، والتى تعطى المهرجان حالة من الزخم.
وأحب أن أضيف هنا أننا نأخذ نفس الأرقام منذ 6 سنوات من وزارة الثقافة، ومع المتغيرات الاقتصادية أصبحت الفلوس لا تحمل نفس القيمة التى كانت تمثلها قبل عامين أو ثلاثة، وهذا يضعنا على المحك.. ويبقى التحدى كيف يمكننا أن تقيم نفس الفعاليات بنفس الحجم أو نفس الجودة فى ظل ارتفاع أسعار كل شىء، ومن هنا أطالب الداعمين والرعاة بإعادة النظر فى أرقام التى يتم رصدها لدعم المهرجان، بل يجب على الحكومة نفسها إعادة النظر فى ميزانية وزارة الثقافة، خاصة وأن نصيب الفرد من تلك الميزانيات أصبح قروشا قليلة، لا تتفق مع التحديات والمنافسة الكبيرة فى الداخل والخارج، والمسئوليات الملقاة على عاتق الوزارة من حفاظ على الهوية، ودعم أوجه النشاط من مسرح وسينما ومهرجانات وغيرها.

> هل يجبركم خفض الإنفاق على التخلى عن بعض الفعاليات الأساسية كما حدث من قبل مع مسابقة أفلام الحريات؟
ــ مسابقة أفلام الحريات كانت مسابقة دولية موازية، وكانت تستقبل أفلاما من جميع بلدان العالم خارج القارة الإفريقية.. والحقيقة أاننا كمهرجان متخصص فى شئون السينما الإفريقية؛ وجدنا موضوعا أقرب لتوجهنا، وهو سينما المخرجين الأفارقة فى المهجر، وبعد أن كنا نركز على أفلام مخرجين وسينمائيين داخل القارة، بدأنا نبحث عن أعمال مخرجين أفارقة يعيشون فى الخارج، ومن هنا جاءت مسابقة أفلام الشتات أو «الدياسبورا الإفريقية»، ووجدنا أننا بحاجة لها أكثر من حاجتنا لأفلام الحريات، لأنها أقرب لمحتوى مهرجان يعمل على الفيلم الإفريقى، ولكن هذا لا يقلل من أهمية مسابقة الحريات، والتى كنا فخورين بها، ولكن كانت تحتاج لميزانيات كبيرة لاستقدام أفلام وضيوف لها، ولو تمكنا من توفير ميزانيات لها مستقبلا عبر مشاركين جدد يمكنا استعادتها مرة أخرى.
ونحن نحاول إيجاد حلول إبداعية للمشكلات المادية، مثل دعوة الداعمين والرعاة لتولى الإنفاق على أحد الأنشطة التى ينظمها المهرجان، كذلك تخفيض أيام المهرجان من 7 أيام إلى 6 أيام، والاتفاق مع بعض المشاركين على تحملهم نفقات السفر، على أن يوفر لهم المهرجان إقامة كاملة طوال فترة انعقاد الدورة.

> وماذا عن مسابقات هذا العام؟
ــ ننظم أربع مسابقات أساسية، وهى مسابقة الأفلام الطويلة «روائى وتسجيلى»، ومسابقة الفيلم القصير «روائى وتسجيلى وتحريك»، إضافة إلى مسابقة الدياسبورا «الشتات»، ولدينا أيضا مسابقة محلية لأفلام الطلبة، وهى من الأنشطة المهمة بالنسبة لنا لأنها تجعلنا على اتصال بالجيل الجديد خصوصا وأننا لدينا قسم كامل لدعم صناعة السينما.. وأحيانا نقوم بتوسع فى نشاطه ليضم بعض الدول الإفريقية، ومسابقة الطلبة تفتح مساحة تواصل مع الشباب، يتعرفوا من خلالها على المهرجان وأقسامه وأهدافه والبعد الصناعى، بحيث يمكنهم المشاركة، والحصول على فرص لدعم لمشروعات أفلامهم عبر مبادرة «فاكتورى».

> يرى البعض أن خروج المهرجان فى الدورتين الأخيرتين من قلب الأقصر لإحدى الضواحى أخذ من حالة التواصل مع أبناء المدينة.. فما تعليقك على هذا؟
ــ اضطررنا فى العامين الماضيين لإقامة كثير من الفعاليات داخل فندق الإقامة بسبب كورونا، ولكننا احتفظنا بالأنشطة التى تقام فى قصر الثقافة، والذى يعرض كل أفلام المسابقة، وكذلك مكتبة الأقصر العامة، وفى العام الماضى أضفنا عروضا جديدة بساحة أبو الحجاج فى قلب المدينة، وكان لها جمهور كبير، وسنقيم فيها هذا العام عروض أفلام خيرى بشارة وبعض ندوات المكرمين.
وأود الإشارة هنا إلى أن الفعاليات التى أقمناها داخل الفندق بسبب كورونا؛ حرصنا فيها على تواجد الشباب من خلال اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة، والتى تنظم رحلة لـ100 شاب وفتاة من مختلف محافظات مصر لمتابعة فعاليات المهرجان، وكذلك هناك بروتوكولات أخرى مع مديرية التعليم، وكلية الفنون الجميلة بالأقصر، وهو ما أتاح حضور الجمهور المستهدف من الشباب، ولكننا نحتاج التحرك أكثر على المستوى الاجتماعى، وهناك ظاهرة رصدناها ويجب دراستها، وهى الخاصة بطبيعة أهالى الأقصر، والذين ينصب اهتمامهم بالعمل التجارى والسياحى بشكل يجعل فكرة الذهاب للدور السينما ليست من عادات الناس، وربما ترسخ هذا الاتجاه بسبب إغلاق لدور السينما فى المدينة منذ أكثر من 30 عاما. ولكن هذا لا يمنع أن الجمهور المهتم بالسينما يتابع المهرجان ويتواجد فى عروضه وندواته.

> يظل الفيلم المصرى الروائى المصرى الطويل أزمة كل عام فى كل المهرجانات.. فهل وجدتم فيلم للدورة 13؟
ــ هناك ندرة شديدة فى إنتاج الأفلام الصالحة للمنافسة بالمهرجانات، ورغم زيادة عدد الأفلام المصرية المنتجة خلال العام الماضى؛ لكن معظمها يتنمى للسينما التجارية، ولأننا لدينا قيم لاختيار الفيلم المناسب للعرض فى المهرجان، والذى يجب أن يكون عمل فنى مكتمل العناصر، ويحمل الهوية المصرية، فنحن ننتظر حتى اللحظة الأخيرة، وفى النهاية قد نضطر لاختيار فيلم تم عرضه، لأن وجود فيلم مصرى فى المهرجان يهمنا جدا.

> البعض يرى أن نادى السينما الأفريقية الذى ينظمه المهرجان شهريا بسينما الهناجر يجب أن يتحول إلى مؤسسة لمد الجسور مع صناع السينما الأفارقة.. فلماذ لا يتحقق هذا؟
ــ قدمنا خلال الأعوام الماضية عددا ضخما من الأفلام الأفريقية المهمة عبر هذا النشاط، كما نظمنا عروضا متزامنة للأفلام مع عدد من العواصم والمدن الإفريقية، ومنها الاحتفاء بسينما يوسف شاهين، وإحياء ذكرى المخرج السنغالى عثمان سمبين الملقب بأبو السينما الإفريقية، ولكن يظل نادى السينما الإفريقية نشاطا دوريا بسيطا بسبب كونه حدثا يقام بدون ميزانية أو تمويل ودعم من أى جهة.. نتطلع فى المستقبل لشراكات تحوله لمؤسسة لها ميزانيات، يما يمكننا من التوسع فى الفعالياته، واستعادة عروضه فى الأقاليم مرة أخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك