على مدار ليالي شهر رمضان الكريم نتشارك معكم في سطور من المحبة والامتنان عن أشخاص أسعدونا عبر سنوات متتالية بحضورهم على الشاشة في شهر رمضان، كان منهم الممثلين أو المطربين أو المؤلفين والمخرجين وغيرهم، اختلفت الأسماء ولكن اشتركوا جميعا في هدف واحد وهو امتاع الجمهور بأعمالهم المتنوعة، وكل منهم حفر اسمه في ذاكرة المٌشاهد على مدار أعوام من العطاء الفني.
عندما وقع اختيارنا على تقديم هذه السلسلة لم يكن الهدف فقط التركيز على الممثلين أمام الكاميرا ولكن جميع عناصر العمل الفني الذين كانوا طرفاً في امتاع الجمهور المتفرج، وفي هذه السلسلة لا يمكن أن تمر حلقاتها دون الاقتراب من أحد الأنواع الفنية المبهجة التي كانت جزء من شهر رمضان في التلفزيون المصري، وهي الفوازير، وحلقة اليوم عن مخرج الفوازير الشهير فهمي عبدالحميد.
منذ سبعينيات القرن الماضي، وانطلق فهمي عبدالحميد في صناعة أعمال مبهجة، وخفيفة الظل، وكانت البداية مع برنامج مغامرات "وليد وراندا في الفضاء" عام 1973، وبعد ذلك بدأت مسيرته مع الفوازير، حيث أصبح صاحب بصمة خاصة في هذا النوع.
في رمضان 1975 ظهرت نيللي بفوازير "صورة وفزورة" من إخراج فهمي عبدالحميد، وكانت تعتمد على الرسم الكاريكاتوري، وقيمة جوائزها 100 جنيه للفئة الأولى و75 للفئة الثانية و50 جنيها للفئة الثالثة، وفي 1977 قدم فوازير "صورة وثلاث وفوازير"، وفي 1978 قدم فوازير "صورة و30 فزورة".
استمر تعاون نيللي وفهمي عبدالحميد من السبعينيات وحتى الثمانينيات، وفي رمضان 1980 قدما برنامج الفوازير الشهير "عروستي"، وتلاها في عام 1981 واحد من أبرز فوازير نيللي وهو "الخاطبة".
ثم صنع عبدالحميد ثنائية جديدة كونها مع الفنان الكوميدي حينها سمير غانم، وصنعا سويا فوازير "فطوطة"، التي لعب فيها سمير شخصية فطوطة الشهيرة والتي صارت واحدة من أبرز الشخصيات التي قدمها على الشاشة.
وقدمت سويا سلسلة: "فطوطة الشخصيات"، "فطوطة الأفلام"، "فطوطة المعلومات العامة"، في أعوام 1982 و1983 و1984 على التوالي.
وفي النصف الثاني من الثمانينيات تعاون مع الفنانة الشابة حينها شريهان، وأخرج لها 3 من أشهر الفوازير التي قدمتها في شهر رمضان.
ظهرت شريهان أمام كاميرا المخرج فهمي عبدالحميد لأول مرة عام 1985 من خلال فوازير "ألف ليلة وليلة عروس البحور"، وفي رمضان التالي قدمت "ألف ليلة وليلة: وردشان وماندو"، وفي عام 1987 قدما "ألف ليلة وليلة: فاطيما وحليمة وكريمة"، واعتمدت فوازير الثنائي على الحكايات الغرائبية والاستلهام من قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة.
كانت الفوازير موجة فنية منتشرة في الثمانينيات ولم تقتصر فقط على الأسماء البارزة، نيللي وشريهان وسمير غانم، بل اعتبرها بعض النجوم الشباب حينها بوابة للتعارف وخلق قاعدة جماهيرية في شهر رمضان.
وصنع عبدالحميد مجموعة من الفوازير لنجوم شباب في ذلك الوقت، مثل فوازير المناسبات وكانت من بطولة هالة فؤاد، وصابرين، ويحيى الفخراني، عام 1988، وفوازير الفنون من بطولة مدحت صالح، وشيرين رضا، وفوازير ألف ليلة وليلة: الأشكيف وست الملاح من بطولة ليلى علوي.
رحل عبدالحميد عن عالمنا في 1990، وكشف أصدقاءه من الوسط مدى تفانيه وحبه لعمل الفوازير، التي جعلته يعمل ساعات طويلة متناسيا حاجته للراحة، وفي حوار للشاعر والسيناريست عبدالسلام أمين، لجريدة الجمهورية في يناير 1990، قال: "كان يعيش عبدالحميد على كبسولات الأعصاب وينام في الاستوديو للإشراف بنفسه على الديكورات، وغالبا كان يغفو على الكنبة أو كرسي حتى يأتي الفنانين ويبدأ التصوير، وكان يردد عايز شغلي يطلع قدام الناس متكامل".
اقرأ أيضا
فنانون أسعدونا في رمضان (11).. يسرا صاحبة الحضور النسائي القوي على ساحة الدراما