رسالة جديدة من السيسي للسادات: هزمت خصومك وانت مش موجود الله يرحمك

تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الرئيس الراحل أنور السادات في مناسبات مختلفة، في إطار تقديره الكبير الواضح لدور السادات في تاريخ مصر، خاصة فيما يتعلق بحرب أكتوبر 1973 واتفاقية السلام مع إسرائيل.

واليوم خلال افتتاح محطة السكك الحديدية الجديدة لقطارات الصعيد في بشتيل قال السيسي إن السادات يهزم منتقديه وأعداءه حتى بعد وفاته، تدليلا على أن "الزمن كفيل برد الاعتبار وتقدير بعض الأفكار والأطروحات المتقدمة التي تتجاوز عصرها" قاصدا بذلك إقدام السادات على زيارة القدس وإلقاء خطابه الشهير في الكنيست وإنهاء حالة الحرب بين مصر وإسرائيل والدخول في مفاوضات كامب ديفيد ثم إبرام اتفاقية السلام التي مازالت تثير جدلا واسعا في الشارع المصري والعربي حتى الآن.

ويشير السيسي عادة إلى السادات باعتباره شخصية تاريخية ذات رؤية استراتيجية شجاعة، مؤكداً على دوره المحوري في استعادة الكرامة الوطنية خلال الحرب، ثم توجهه لتحقيق السلام من إسرائيل.

ومع تكرار هذه المناسبات وحديث السيسي المتكرر عن السادات، يظهر تطوره من الإشادة بالقرارات العسكرية والحربية ليسلط الضوء على السادات كرائد للسلام.

في هذا التقرير، نرصد أبرز خطابات الرئيس السيسي عن السادات.

السادات قائد الحرب

في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة عام 2018، تحدث السيسي عن شجاعة السادات في اتخاذ قرار الحرب، مشيرًا إلى التحديات العسكرية وعدم التوازن في القوى بين مصر وإسرائيل في ذلك الوقت. يصف السادات بأنه "صاحب قرار كبير قوي" ويشيد بقدرته على اتخاذ قرار الحرب رغم الظروف الصعبة.

وقال إن السادات قام بـ"واحدة من أعظم وأشجع مبادرات العصر الحديث"، حين وقع معاهدة السلام مع إسرائيل، واعتبر أن حرب أكتوبر مهدت الطريق أمام التوصل إلى اتفاقية السلام.

التأكيد على مبادرة السلام

في خطابه في مئوية السادات ديسمبر 2018، ركز السيسي على السلام الذي حققه السادات، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر مهدت الطريق نحو معاهدة السلام. وقال السيسي إن السادات "قام بواحدة من أعظم وأشجع مبادرات العصر الحديث"، معتبرًا أن حرب أكتوبر مهدت الطريق أمام التوصل إلى اتفاقية السلام.

وفي كلمته عام 2019 بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر، أكد السيسي على نفس المعنى قائلًا: "شعب مصر العظيم، في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، نتقدم بتحية احترام وتقدير، إلى روح البطل الشهيد، محمد أنور السادات، الرجل الذي تحمل مسؤولية تنوء بحملها الجبال، فكان على قدر ثقة مصر وشعبها فيه، قائدا وطنيا ذا عبقرية استراتيجية، وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر، وبلغ بها بر الأمان والسلام".

توازن بين الحرب والسلام

وفي خطاب 6 أكتوبر 2021 تحدث السيسي عن تجاوز السادات "أدبيات مستقرة" في عصره، في إشارة إلى دور السادات في كسر التقاليد المتبعة باتجاهه نحو السلام بعد الحرب.

وقال إن السادات كان صاحب قدرة على قراءة وتجاوز أدبيات مستقرة في عصره، مؤكدًا أن اتخاذ قرار الحرب كان وضعًا طبيعيًا في عهد السادات.

وأضاف السيسي، خلال كلمة ندوة تثقيقية بمناسبة احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر «أي حاجة غير كدة مش طبيعية، كان يرى ويتجاوز ويتحدى عدم قدرة الكثير على رؤية الاختراق».

وتابع: «الله مكّن السادات أن يرى أن تلك الأدبيات والثقافة والأساسيات والمفاهيم لن تستمر بعد حرب أكتوبر، ولا بد من تجاوزها بمفاهيم جديدة ولذلك أطلق مبادرة السلام».

تضحيات السلام

سلطت كلمة السيسي في 4 أكتوبر 2023، الضوء على التضحية التي قدمها السادات عبر استشهاده.

قال السيسي "تحية من القلب للزعيم القائد محمد أنور السادات، البطل الذى استشهد في نصب السلام، بعد أن كلل جبينه بشرف الحرب من أجل الوطن.. تحية له ولشهداء مصر الأبرار في حرب أكتوبر الذين ارتوت أرض الوطن العزيز بدمائهم".

و في 16 أكتوبر 2013 خلال استقباله لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بشأن بحث الحرب الإسرائيلية على غزة، أشار السيسي إلى قتل السادات ورابين كأمثلة على التحديات التي يواجهها الساعون للسلام، وقال " لماذا قُتل السادات؟ ولماذا قُتل رابين؟ ومين اللي قتلهم؟ المتطرفين. فإحنا محتاجين نعمل سويًا".

التأكيد على الانتصار بالسلام

وخلال احتفالات أكتوبر هذا العام 2024 وافتتاح الأكاديمية العسكرية الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة احتل الرئيس الراحل أنور السادات أولوية بارزة حيث تم رسم صورته بالدرونز، كما وصفه الرئيس السيسي بكلمته بأنه وضع الأساس الراسخ ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا يحيا مرفوع الرأس على كامل أرضه، لا ينقص منها شبر، ولن ينقص بإذن الله؛ وذلك عهدًا مع المصريين.

وفي خطابه خلال افتتاح محطة بشتيل اليوم 12 أكتوبر 2024، تحدث السيسي عن انتصار السادات على خصومه حتى بعد وفاته، في سياق تأكيده على نجاح رؤى السادات وسياساته، قائلاً "إنت هزمت خصومك وإنت مش موجود".

وقال السيسي: "لما اتكلمنا الرئيس السادات وقلنا اللى عمله ساعتها كله خصومه كانوا كسبانين.. كل الدنيا قاطعت مصر.. متهأيلي إن كل 10 سنين بيتكتبله صفحة جديدة علشان إنت هزمت خصومك وإنت مش موجود.. الله يرحمك.. وأنت مش موجود كل خصومك هزمتهم وغلبتهم".