قبل عيد الأضحى.. هل عرف المصريون القدماء الحج والأضحية وتناول الفتة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل عيد الأضحى.. هل عرف المصريون القدماء الحج والأضحية وتناول الفتة؟

نسمة يوسف
نشر في: الخميس 13 يونيو 2024 - 3:29 م | آخر تحديث: الخميس 13 يونيو 2024 - 3:31 م

قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء كانوا يعلمون الثواب والعقاب، بل عرفوا أن هناك حياة بعد الموت أطلقوا عليها البعث وألخلود، فكانوا دائما يبحثون عن عمل الخير بشتى الطرق.

وأضاف، في بيان صحفي اليوم، أن المصريين القدماء عرفوا الحج، وكانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون، كما أنه لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج، وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة "أبيدوس" في محافظة سوهاج، وذلك لوجود معبد "خنتى أمنيتى"، ونجد المناظر المسجلة على جدرانه واحدة من أهم المصادر التي تفيد في دراسة الخدمة اليومية التي كانت تجرى لهذه الآلهة داخل المعبد، حيث نجد مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة، وقد حرص المصري القديم على زيارة الـ"ك_با"، وهي تقابل "الكعبة" الخاصة بـ"أوزير" أثناء حياته في رحلات يستخدم فيها المراكب.

وأوضح أن موعد رحلة الحج كان اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت احتفالات "أوزير" تجرى في الشهر الأول للفيضان، ويتواكب مع عيد "أوزير" الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم 26 من نفس الشهر، والليلة الكبيرة في يوم 22 من نفس الشهر.

وتابع: أما عن الملابس، فبدراسة الملابس المستخدمة في الحج الإسلامي والفرعونى، فإن الملابس تعتبر جزءًا هامًا من المناسك الإسلامية، وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة "أبيدوس"، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء، حيث اعتبرت مناظر رحلة الحج شيئاً حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته.

واستطرد: كما نجد أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوى والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهروغليفية "حدج"، كما أن هناك العديد من المناظر التي صورت مناظر الحج الفرعونية، حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية، وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب.

وأشار إلى أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحي كنوع من أنواع التقرب للآلهة، كما عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وانتشار الرخاء في الدولة.

ولفت إلى أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية، كما أن المصريين القدماء جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، فكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعده، تحت إشراف رئيس الجزارين، وتتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح.

وأكمل: كما أن المصريين القدماء كانوا يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة الكاهن "مننا" بالأقصر، والتي تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين، وخاصة في الأضاحي الكبيرة كالثيران، وكانت الأضحية تُقسم إلى ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، كما كانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

وقال إن المصريين القدماء عرفوا "الفته"، فقد كانوا يأكلوها بعد أن يقومون بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ"الفتة" حيث إنها كانت تُصنع من فتات الخبز، المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، كما أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ حكتها نقوش معبد "سوبيك"، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش، وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل وقطعته ووزعته في عيد الإله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك