هويدا الدر تكتب: الإذاعة والعودة إلى العصر الذهبي - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:38 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هويدا الدر تكتب: الإذاعة والعودة إلى العصر الذهبي


نشر في: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 6:41 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 6:41 م
يحتفل العالم في 13 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للإذاعة، والذي يواكب انطلاق أول محطة إذاعية لمنظمة الأمم المتحدة عام 1946.

وانطلاقا من دور منظمة اليونسكو على تسليط الضوء على الإذاعة في المشهد المحلي والعالمي، تقول الدكتورة هويدا الدر وكيل كلية الإعلام لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون- كلية الإعلام بجامعة المنوفية: "فقد وضعت شعار لاحتفال هذا العام وهو الإذاعة والثقة، والذي يحمل في طياته الثقة في الصحافة الإذاعية من خلال الدعوة إلى الاستمرار للإذاعة كمصدر موثوق لمواجهة ما نعيشه من عدم احترام المعايير الأخلاقية للصحافة في العصر الرقمي، ثم الثقة وسلامة الوصول للجمهور على اختلاف فئاته والاستمرار مع مساعدة المجتمع على بناء مستقبل أفضل مع الثقة في استمرارية محطات الإذاعة وكيفية مواجهة الصعوبات المالية التي تهدد الكثير من المحطات الإذاعية بالإغلاق وكيف يمكن تحويل مشاركة المستمع إلى مشاركة تدعم جهود المحطة الإذاعية؟".

والحقيقة أن السؤال المتكرر الذي يتردد في الأوساط الإعلامية والأكاديمية والمهنية هو هل ستبقى الإذاعة الوسيلة الإعلامية القادرة على الصمود والحياة في ظل عصر الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أم أنها في طريقها إلى الاندثار؟.

لقد تميز الراديو كوسيلة إعلامية مهمة تؤدي دورها في التقارب بين الثقافات والشعوب ومصدرا مهما للمعارف والعلوم عبر مختلف الأجيال، فبالإضافة إلى سرعة النقل الحي للأخبار، لا يمكننا أن نتغاضى عن مميزات التواصل بالصوت البشري بما فيه من دفء وعاطفة وغضب وألم وضحك أحيانا وما يتبعه من إثارة للخيال المستمع وتنمية إدراكه وتفاعله مع الرسالة الإعلامية، وفي مصطلح اللغة العربية تعرف لغة الراديو بأنها لغة التخاطب والمشافهة والشعور بالخصوصية والتفرد، تلك اللغة التي لا يحققها التواصل عبر أي وسيلة إعلامية أخرى إذا تم توظيفها بالأسلوب الأمثل.

ولم تقف الإذاعة عاجزة أمام التطور التقني والتكنولوجي الحديث، بل واكبت تلك التقنيات الحديثة من خلال إنشاء المواقع الإلكترونية للمحطات الإذاعية، وراديو الإنترنت وصناعة البودكاست الإذاعي، كما تطورت أجهزة ونظم البث الإذاعي تماشيا مع روح العصر وتطورت تبعا لذلك أساليب الإعداد للرسالة الإذاعية والإخراج والمونتاج الإذاعي.

ولكن هل يكفي هذا التطور التقني لتحتفظ الإذاعة بدورها الريادي في عصر السماوات المفتوحة وحرية التعبير والتفاعلات الاجتماعي وصناعة المحتوى بلا رقابة وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي والذي يحمل العديد من المخاطر على هوية وثقافة المتلقي الذي اعتاد الثقافة السطحية التي أفرزتها طبيعة تكنولوجيا الإعلام الرقمي الجديد؟

بالطبع لا. فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب المشهد الإعلامي الخاص بالإذاعة والذي يشمل تطوير متعدد الاتجاهات على مستوى القائم بالاتصال والجمهور والرسالة الإعلامية التي لا بد أن تواكب التطور التكنولوجي من خلال نشر الثقافة الإعلامية الراقية، فدور الإذاعة لا يقتصر على سماع الأغاني والموسيقى فقط، بل أن دورها يجب أن يمتد إلى الريادة في نشر الثقافة والعلوم وإحياء التراث الحضاري، وتنمية الوعي الاجتماعي والإعلامي بأهميتها كوسيلة إعلامية في المجتمع، بالإضافة إلى مخاطبة الجمهور من خلال واقعهم المعاش واهتماماتهم الأولية، وتصميم رسالة تعتمد على الوضوح والبساطة والمصداقية والجاذبية.

وإذا كانت التكنولوجيا الرقمية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي أفقدتنا متعة التواصل عبر الصوت وجعلت تواصلنا كلمات مكتوبة ورموز وأصوات زائفة فلتكن العودة إلى العصر الذهبي للإذاعة والثقة في مضمونها هو البداية لتنمية الفكر وإثارة الخيال والارتقاء بالمجتمع.

هويدا الدر
وكيل كلية الإعلام لشئون الدراسات العليا والبحوث
رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون - كلية الإعلام – جامعة المنوفية


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك