مناسك (8).. طواف الإفاضة والتحلل من الإحرام - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 3:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مناسك (8).. طواف الإفاضة والتحلل من الإحرام

محمد حسين
نشر في: الجمعة 14 يونيو 2024 - 5:04 م | آخر تحديث: الجمعة 14 يونيو 2024 - 5:13 م

يتميز شهر ذي الحجة بخصوصية عن باقي أشهر العام الهجري، حيث إنه يضم أحد أبرز أركان الإسلام وهو فريضة الحج، والتي يسرها الله -تعالى- فلا تعد فرضًا إلا على المستطيع والمقتدر بالمال والطاقة البدنية.

والحج ركن من أركان الإسلام، وفُرض على النبي إبراهيم -عليه السلام- كما جاء في القرآن الكريم: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ"، وبعد إقامة القواعد وتطهير البيت الحرام، كان الأمر الرباني لنبيه إبراهيم أن يدعو البشر من كل بقاع الأرض لحج بيت الله، ومنذ ذلك النداء ومكة المكرمة مجمع العرب والمسلمين للحج في كل عام.

ويلزم لصحة الحج مجموعة من الشروط والأركان تعرف بالمناسك، وورد ذكرها في سورة البقرة في الآية الكريمة: "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"، وانطلاقًا من تلك الآية نستعرض في حلقات مسلسلة واجبات الحج وأحكامه.

الحلقة الثامنة

تحدثنا في الحلقة السابقة عن منسك رمي جمرة "العقبة" الكبرى مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، لأنها كانت في أصل جبل والممر الضيق الوعر في الجبل يطلق عليه عقبة، جاء في معاجم اللغة "العقبة: الطريق الوعر في الجبل والجمع عقب، وعقاب، وعقبات"، فسميت جمرة العقبة نسبة لمكانها، وكان الحجاج قديمًا يصعدون على الجبل ويرمونها أسفل الجبل، ولكن الجبل الملاصق لها أزيل في الوقت الحالي.

ما ورد في الأثر لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض. ولهذا يظهر حكمة الاكتفاء في اليوم الأول بالعقبة حملًا لفعله مع آدم في هذا المقام، وفي الأيام الثلاثة تبعًا لإبراهيم، حيث وسوس له إبليس في المواضع الثلاثة، وبهذا يتضح وجه تكرير الجمرات في الأيام الثلاثة.

ما حكم طواف الإفاضة؟

ونكمل في حلقة اليوم بالحديث عن منسك آخر من أركان الحج وهو "طواف الإفاضة"، الذي يؤديه الحاج بعد أن يفيض من عرفة، ويبيت بالمزدلفة، فيأتي منى يوم العيد، فيرمي وينحر ويحلق، ويأتي مكة، فيطوف بالبيت.

ولطواف الإفاضة خمسة أسماء؛ هي: طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وطواف الفرض، وطواف الركن، وطواف الصدر.

وطواف الإفاضة في الحج يبدأ بعد طلوع الشمس يوم العيد عند أهل العلم، وأما الضعفاء من الشيوخ والنساء فيبدأ بعد نصف الليل ليلة عيد الأضحى عند جمعٍ من أهل العلم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رخَّص للضعفاء، فلهم أن يرموا في النصف الأخير من ليلة النحر، ولأتباعهم ومن معهم كذلك على الصحيح.

واختلف أهل العلم في آخر موعد لطواف الإفاضة. فعند الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- أن من أخَّره عن أيام التشريق فعليه دم، وعند الإمام مالك إلى نهاية الشهر، وعند الإمام الشافعي وأبي حنيفة أن وقته موسع حتى ولو بعد خروج وقت شهر ذي الحجة، ويجوز جمعه مع طواف الوداع وليس على الحاج دم، وفقًا لدار الإفتاء المصرية.

ما هو التحلل؟

يقال: حَلَّ المحرم أي حلَّ له ما يَحْرُم عليه من محظوراتِ الحج.

وقد اتفق الفقهاء على أنَّ للإحرام عدَّة محظوراتٍ يجب على المسلم اجتناب فعلها إذا كان محرمًا، كتغطية الرأس، وحَلْق الشَّعر أو شدِّه مِن أيِّ جزءٍ من الجسد، وقَصِّ الأظافر، ولا يَستخدم الطِّيب، ولا يُخالِط زوجتَه أو يَفعل معها دواعي المخالطة، كاللمس والتقبيل بشهوة، ولا يَلبس المَخِيطَ المُحِيطَ -وهو المُفَصَّل على أيِّ عضوٍ من أعضاء الجسم-، ولا يَتعرض لصيد البَرِّ الوَحْشِي ولا لشَجَرِ الحَرَم، وفقًا لكتاب تحفة الفقهاء.

فأما التحلل الأول أو الأصغر: فإنه يحصل برمي جمرة العقبة الكبرى كما هو مذهب المالكية، أو الحَلْق -ومثله التقصير- كما هو مذهب الحنفية، أو بفِعل اثنَيْن من أعمال يوم النحر الثلاثة السابق ذِكرُها كما هو مذهب الشافعية في المشهور والحنابلة في الصحيح، أو بفِعل واحدٍ منها وهو وجهٌ عند الشافعية والرواية الثانية عن الإمام أحمد.

وأما التحلل الثاني أو الأكبر: فإنه يحصل بأداء أعمال يوم النحر الثلاثة كلها.

وبحصول التحلل الأول يَحِلُّ للمُحرِم كلُّ ما كان قد حَرُمَ عليه بسبب الإحرام إلا النساء وما يتعلق بهنَّ من عقد نكاحٍ أو جماعٍ أو مقدماتٍ لذلك من المباشرة ونحوها، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وزاد المالكية إلى ذلك: تحريمَ الصيد، وكراهةَ استعمال الطيب حتى يتحلل المُحرِمُ التحللَ الأكبر، وفقًا للموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك