حذر الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الأممي الخاص لأجندة التمويل 2030، من خطورة «أزمة الثقة» التي تعصف بالعالم، مؤكدا أنها السبب الرئيسي وراء تفاقم العديد من الأزمات.
وأضاف خلال تصريحات لبرنامج «بالورقة والقلم» مع الإعلامي نشأت الديهي، المذاع عبر شاشة «Ten»، مساء السبت، أن العالم يحتاج اليوم إلى «ملائكة لا شياطين»؛ للخروج من الأزمات الراهنة، مشيرا إلى أن أزمة الثقة نتيجة طبيعية للسياسات الدولية القائمة، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة بقوله «إن العالم يعاني من أزمة ثقة».
وأشار إلى أن آخر تقارير البنك الدولي الصادرة منذ أيام حول آفاق الاقتصاد العالمي حذرت من «أزمة كبرى» تواجه العالم لا تقتصر على أزمة الديون؛ بل أيضا التغيرات المناخية والتحول الرقمي وتحديات الذكاء الاصطناعي، مشددا أن مجموع هذه الأزمات المترابطة يصب في «واقع رقمي مؤسف» بأن العالم إزاء «مشكلة عالمية كبيرة» في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي اعتمدها قادة العالم عام 2015.
ونوه أن أقل من 5 سنوات أصبحت تفصل العالم عن موعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن 15% فقط من هذه الأهداف تسير في سبيلها نحو التحقيق، في حين أن أكثر من 55% منها «انحراف» بشكل كبير أو محدود عن جدية مسار تحقيق هذه الأهداف.
ولفت إلى أن أكثر من 35% من أهداف التنمية المستدامة أصبحت في وضع أسوأ مما كانت عليه عند نقطة البداية عام 2015، ولا سيما ما يتعلق بمكافحة الفقر وتراجع تمويل التعليم والرعاية الصحية، فضلا عن تراجع الكبير بمؤشرات العدالة في توزيع الدخل والثروة، مختتما بأن «ترجمة كل ذلك على حياة الناس أنهم سيكونوا أكثر فقرًا مما مضى وأقل تعليما».