أحمد الفخراني: بار ليالينا ليست رواية واقعية.. وأبطال أعمالي في رحلة تطهر من الزيف - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 11:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد الفخراني: بار ليالينا ليست رواية واقعية.. وأبطال أعمالي في رحلة تطهر من الزيف

أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 15 يوليه 2022 - 6:37 م | آخر تحديث: الجمعة 15 يوليه 2022 - 6:37 م

- انفصال المثقف الواضح عن الناس والتنمر باسم التحضر بواعث حقيقية ألمهتي لكتابة الرواية
- رهان الرواية هو استخدم إطار الخفة لتمرير أسئلة ثقيلة
- أميل لكاتبين متناقضين نجيب محفوظ وإيتالو كالفينو
- الصحافة المكتوبة والعمل الصحفي الميداني يفيدان الروائي
- القراءة في أساسها فعل هادئ و تأملي يجلب المتعة


يملك عوالم روائية قادرة على تخيل الواقع وإعادة إنتاجه عبر سرديات خاصة، ينحاز إلى السلاسة والبساطة في التعبير كأحد الوسائل نحو إزالة التعقيد الذي يحول بين القارئ وفهم النص، الكاتب الصحفي والروائي أحمد الفخراني، الذي يرى أن كلا من الكاتب والناقد يجب أن يكونوا في خدمة القارئ.

"كيفية تحويل المعنى المجرد إلى محسوس كي نتمكن من رؤيته والاشتباك ومعه".. هكذا عبر الفخراني عن مسعاه في سرد ونسج الأحداث في أحدث رواياته "بار ليالينا"، الصادرة عن دار الشروق، والتي يطرح من خلالها تساؤلات عن إمكانية التفكير خارج المقولة المقدسة والنص الواحد المؤسس.

يصف الفخراني أحدث مؤلفاته بأنها رواية الشخصية الواحدة بامتياز، موضحا خلال حوار مطول مع الشروق، أن انفصال المثقف الواضح عن الناس، والتنمر باسم التحضر، كانوا بمثابة بواعث حقيقية ألمهته من أجل كتابة الرواية.

♦ شعرنا عند مطالعة بار ليالينا أنك لا تكتب لمجرد الحكي والسرد فقط، ولكن هناك ما تبحث عنه من معاني وقيم جمالية مبطنة.. هل تتفق مع ذلك الشعور؟
أفكر أن طريقتي في الانشغال بالواقع ليس بالاشتباك المباشر معه، لكن مع المقولات المؤسسة له، حيث يعيش عالمنا العربي تحت وطأة قداسة لغته، وهذا لا يعني التقليل من شأن اللغة العربية، بل أراها لغة من أجمل لغات العالم وذات طاقة مبدعة، لكن أتحدث عن الجانب الذي يطوقنا جميعا وربما يدهسنا أحيانا، عندما تتجمد تلك اللغة على هيئة مقولات ذات سلطة سواء سياسية أو دينية أو اجتماعية رغم أن الزمن قد تجاوزها، هذا ما يجعل الظاهرة مجرد سبب للإلهام، لكن بحثي الحقيقي يكون حول المقولة المؤسسة لتلك الظاهرة. هل يمكن التفكير خارج المقولة المقدسة والنص الواحد المؤسس؟ لذا تختلف الآليات من عمل لعمل لدي، عبر محاكاتها وتضخيمها أحيانا لفضح هشاشتها، السخرية منها.

تماما كما في بار ليالينا تعتمد الرواية سواء في تقنية سردها أو لغتها على محاكاة الإكليشه أو المقولة التافهة التي فقدت صلاحيتها ومع ذلك تسيطر على رؤانا، لعبة الابتذال هنا كانت المغامرة الحقيقية للرواية، فهي قد تكون مربكة للقراء، لكني سعيد بالنتيجة.

كما أن أحيانا تكون صعوبة البحث عما وراء الظاهرة لا الظاهرة، هو كيفية تحويل المعنى المجرد إلى محسوس كي نتمكن من رؤيته والاشتباك ومعه، وكذلك تحويل المحسوس إلى مجرد، حيث تتحول الأفعال السائلة إلى فكرة شديدة الوضوح يمكن القبض عليها.

♦ نشعر أحيانا أن البطل في بار ليالينا هو "المكان"، ثم نشعر أحيانا أخرى أن الشخصيات أهميتها من أهمية المكان، كيف استطعت خلق هذا المزيج، ومن هو البطل الحقيقي في الرواية؟
المكان والشخصية الرئيسية يتبادلان الأدوار، رغم أنها رواية الشخصية الواحدة بامتياز، إلا أن مضمون الرواية فرض علي أن أجعل من المكان بطلا، لأنه بتحديده وضيق مساحته وتبدله من مكان واعد إلى مكان محطم، ساعدني على التعبير عن التحول الداخلي سواء لنوح أو لشخصيات جماعة البار، بل واختصار وتكثيف مساحة تلك الشخصيات بما يخدم فكرة العمل، أما عن كيف استطعت خلق هذا المزيج، فأنا لا أخطط بتلك الدقة لرواياتي، فقط أؤمن بالإنصات الأمين لصوت القصة أو الحكاية نفسها والعمل من خلال عدد كبير من المسودات والكتابة وإعادة الكتابة، من أجل التصحيح المستمر للحدس الذي لا يأتي نقيا أبدا، حينها سيتولد الشكل بلا تعسف.

♦ الشخصيات في أحدث رواياتك مكتوبة باحترافية شديدة، ونشعر أنه يمكن إيجادها في واقعنا بسهولة، هل لشخصياتك في الرواية ظل في عالمك الواقعي أم كلهم من وحي الخيال؟
بالطبع هي من عالمي الواقعي، لكنها لا تمثل شخصا بعينه، بل هي نتيجة إعادة تركيب للصفات الشكلية والنفسية من عدة شخصيات مضاف إليها التخيل. بشكل عام، لا تميل كتابتي الروائية إلى نصوص السيرة الذاتية أو التسجيلية، بل على التخيل منطلقا مما رأيته أو شغلني.

♦ شخصية نوح في الرواية كانت تحب كل شيء في العالم وترى فيه الجمال.. ما هو الفارق الضئيل بين الرومانسية المفرطة والحماقة التي قد تضر صاحبها؟

فكرتي ببساطة أن نوح ليس محكوما عليه بالحماقة أو سوء المصير نتيجة خطأ في تكوينه، لكن لغياب الثقافة أو المعرفة التي لم يتمكن من تحصيلها، فرواية بار ليالينا ليست في تمجيد الحماقة أو الحمقى، بل عن أحمق أدرك حماقته وقرر أن يفهم فقرر أن يحاكي من ظنهم يمتلكون تلك المعرفة ليكتشف زيفهم. أما الرومانسية المفرطة فهي تعبر عن شخصية نوح في بداية تكوينه، مثلنا جميعا في مراهقتنا أو في صدر شبابنا، مرحلة ما قبل النضج وإدراك العالم لكنها صفة ضرورية للحالمين بالتغيير. أما الحمقى، بمعنى الجهلة بشكل عام فرأيي أنهم آفة تعيق الجميع، لكن الأحمق أو الجاهل الحقيقي هو شخص على عكس نوح لا يمكنه أبدا أن يدرك حماقته أو جهله ولا يسعى للتخلص منهما.

♦ ما منبت فكرة الرواية؟
انفصال المثقف الواضح عن الناس، التنمر باسم التحضر، الأفعال التي أراها تصدر باسم الثقافة، لم تعد تمثل أكثر من سلوكيات فارغة من المعنى، يتحول المظهر في الثقافة إلى شيء أهم من الجوهر كل ما يهم فيه هو صلاحيات الانتماء إلى طبقة، وتصير محاكاة الآراء التقدمية أهم من فهمها أو الإيمان بها، ورفع سقف تلك الآراء إلى ما يشبه الامتيازات الإلهية، تقليد العلامات والإيماءات المثقفة دون فهم معناها هو ما أراه من قطاع واسع من المثقفين.

♦ استخدمت لغة جذابة للتعبير بسلاسة عن عوالم كالمثقفين والكومبارس حدثنا عن ذلك؟
أتمنى أن أكون نجحت بالفعل في ذلك، رهان الرواية هو أن استخدم إطار الخفة لتمرير أسئلة ثقيلة، اعتقد أني استفيد من مرونة اللغة عندي وتطويعها بما يناسب أجواء النص، كان التمييز بين لغة المثقف ومحاكاة نوح لها ضروريا، وقد وجدته في ميل نوح إلى الثرثرة والمباشرة الفجة، وميل المثقفين إلى الاقتصاد والمعنى المكثف.

♦ عناوين رواياتك دائما مختلفة.. هل هناك مدلول معين وراء ذلك؟
لا أعرف إن كنت في كل مرة أوفق في اختيار العنوان، لكن في كل مرة لدي أسبابي دون أن أتعمد مرة محاولة الاختلاف أو الغرابة، في "بياصة الشوام"، كنت فقط حريصا على اختيار اسم مكان، للتأكيد على المفارقة في اللعبة الروائية وهي أن المكان لا يقدم واقعيا كما هو، كما اعتدنا في الروايات الواقعية التي تحمل عنوان مكان كزقاق المدق مثلا، بل تستلهم عناصره الأساسية ويعاد تخييله بمزجه مع عناصر أخرى متخيلة، وتمنح أبعاد أسطورية. في إخضاع الكلب، كنت أعلم أن العنوان قد يبدو فجا في البداية، لكني كنت أراهن أن من سيقرأ الرواية، سيعلم أنه العنوان الوحيد المناسب وسيستيغه بما يمثله من إضاءة للعمل، أما بار ليالينا، ففضلا عن أني أراه عنوانا ظريفا، فكان هدفه التأكيد على أن المكان هو أحد أبطال الرواية، سواء بكونه ملتقى شخصياته، أو بتقديمه مرتين في عز تألقه وفي انحداره.

♦ رغم غرائبية عوالم رواياتك، لكنها تستلهم أحداثها من أجواء واقعية.. كيف تحافظ على تلك المعادلة؟
أظن أن المعادلة ببساطة كما أسلفت سابقا هي أني لا أعمل من خلال الذاكرة التسجيلية، بل إعادة تخييل ينطلق من تلك الذاكرة، وهي الطريقة الأنسب لجعل الملموس مجردا، والمجرد ملموسا.

بار ليالينا تستلهم الواقع، لكنها ليست رواية واقعية، بل هي تعييد تخييل ذلك الواقع من خلال تقنيات سرد شعبية وأفلام الدرجة الثالثة التي تخاصم المنطق أحيانا، وكذلك الاستفادة من الواقعية السحرية، خصوصا فيما يخص التأسيس لفكرة مرآة الحقيقة التي يمكن العبور منها إلى عالم آخر وتخلص الناظر من زيف صورته. الروائي المبدع والناقد النابه طارق إمام هو أول من نبه إلى أن عوالمي الروائية تعمل على هذا التهجين بين الأساليب المختلفة للسرد، وأنتهز الفرصة لشكره على دقة ملاحظته التي تفسر لمن يقرأونني كيف أفكر وأعمل، وأيضا فرصة لشكر ناقد كبير كمحمد عبد الشكور الذي قدم لنص مركب كبياصة الشوام، إضاءة شديدة السلاسة والذكاء، وكذلك محمد سمير ندا مع روايتي إخضاع الكلب، وهناك كاتب شديد النباهة والفرادة في تناوله للأعمال الأدبية هو حسام علي، في كل مرة يدهشني بقدرته على ربط النص الروائي بأصوله الفلسفية والجمالية.

هؤلاء في نظري يمثلون دفعة جيدة للنقد المتطور المتخلص من التعقيد وترسانة المصطلحات النقدية العقيمة التي صارت عائقا للفهم، وهو ما نحتاجه ككتاب وقراء، عدم حاجتنا للنقد أكذوبة، استبدال النقاد بالقراء، أمر خطر، من يكتب انطباعه اللحظي الذي يتحكم فيه مزاجه أو ثقافته أو حدود ذائقته، ذلك المتيقن والواثق مما يقوله، الذي يدين بجرة كيبورد نصوص راسخة لكبار الكتاب دون أن يفكر فيما يقوله مرتين، أو يتهم كل نص معاصر لمجرد أنه معاصر وبالتالي متهم، لا يمكن أن يحل محل النقد.

القراءة في أساسها فعل هادئ و تأملي يجلب المتعة، وليس كما أرى الآن فعل وجاهة، المتعة فيه مرتبطة بالكم لا الكيف وبالتالي تقاس جودتها على معيار تشويق المسلسلات، هذا لا ينفي إدراكي أن كلاً من الكاتب والناقد هم في خدمة القارئ، لكن الكاتب يخدم شيئا أكبر من الجميع، اسمه الأدب، لذا الناقد الذي يمثل جسرا وإضاءة بين الكاتب والقارئ، وبين الكاتب والأدب هو عنصر هام لا يمكن أن يغيب من المعادلة.

♦ هل هناك من رواد الأدب من كان لهم تأثير ملموس على ذائقتك الأدبية؟
كل من يكتب جيدا، أو أرى في مدونة سلوكه الأدبي شيئا مفيدا لي، هو أستاذي، لكن من رواد الأدب، أظن أني أميل لكاتبين متناقضين نجيب محفوظ فيما يخص انكبابه على الكتابة وترفعه عن الصغائر دون أن يقلقه شيء، وإيتالو كالفينو بقدرته على التجريب واكتشاف مساحات جديدة للكتابة الروائية والقصصية وقدرته على تغيير تقنية السرد باختلاف موضوعه، مازلت مفتونا إلى درجة الشعور بالعجز أمام بنية نص لو أن مسافرا في ليلة شتاء وكذلك الحرافيش، محفوظ وكالفينو هما رفيقي اللذين لم يتبدلا منذ أن عرفت أني سأكون روائيا وقاصا، محفوظ مرجعية ضميري، وكالفينو مرجعية طموحي، وأمام تلك المرجعية الهائلة يبدو الأمر مستحيلا ويدعو لليأس، كل ما أطمح إليه هو الاقتراب درجة مما يمثلانه.

♦ في نشر القصص القصيرة، لماذا يشغلك على الدوام البحث عن وحدة ما بينهم أو الترابط بين عوالمهم، وهل قد يؤثر ذلك على وتيرة نشرك للقصص القصيرة؟
أنشر القصص القصيرة بكثرة، لكني أكتبها بالصدفة، وباستثناء عدد قليل منها، لا أشعر أني كنت مخلصا فيه لفن القصة، بل كنت أجرب عبر أغلبها بعض العوالم التي يعاد كتابتها بشكل أفضل في رواياتي المنشورة، وحتى انتهى من عدد من القصص التي كتبت بإخلاص لهذا الفن وحده، فلن أنشر مجموعات قصصية.

♦ ما المكانة التي تمثلها تلك الأنواع الأدبية بالنسبة لك: الرواية، القصة القصيرة، الشعر؟.
أكره النظر إلى فن الرواية بوصفه قمة هرم الأدب، هذا لا يجعلها فن الضرورة كفن القصة والشعر، بل فن يكتب بدافع الأمل في الرواج والوجاهة لا بدافع اليأس من إيجاد أشكال أخرى من التعبير. أنا مؤمن بفن الرواية من حيث كونه أفضل شكل أتمكن عبره من تحقيق رؤياي، أما مكانة الشعر عندي فهي الأهم بلا منازع، وأرى في التعلم من لغته بقدر محسوب لا يتخطى المسحة الشعرية، أهمية كبرى تعينني على تكثيف المعنى في أقصر عبارة ممكنة. في فترة جربت النفور من فن الرواية، القصة القصيرة وكتابة مقالات لتحليل نماذج منها، ساعدتني بشدة بوصفها فن الضرورة على التخلص من هذا النفور واستعادة الإيمان بجدوى كتابة الرواية وسط هذا الكم اللانهائي من الروايات التي تسيء لفن الرواية في رأيي.

♦ ما هي مساحات التداخل والنقاط المشتركة بين الصحافة والأدب بالنسبة لتجربتك؟
الصحافة المكتوبة والعمل الصحفي الميداني يفيدان الروائي بلا شك، هذا ما تخبرنا إياه تجربة ماركيز، لكن للأسف حتى العام 2015 انحسرت تجربتي في الجانب الإداري ورئاسة الأقسام في المواقع والصحف، وهو جانب استنزفني لفترة طويلة وأعاقني عن التطور في الأدب، لذا كان قراري بترك العمل الثابت في الصحافة هو القرار الأنسب.

♦ في أغلب رواياتك تستعين بالتيمة نفسها، عوالم متخيلة تتصارع في ذهن شخص يكافح لمقاومة سلطة الجموع.. ما السبب وراء ذلك؟
أليس هذا ما نعيشه بالفعل، عوالم متخيلة في أذهاننا أحيانا بدافع مقاومة سلطة الجموع والحفاظ على فرادتنا من الانسحاق وأحيانا بشكل عكسي من أجل إعلاء نرجسية زائفة وتمجيد الذات وكمبرر لكره الآخر، لكني بعد الرواية السادسة بار ليالينا، والقادمة أيضا بما أني صرت أعرف موضوعها، انتبهت إلى أن أبطال أعمالي هم في رحلة تطهر من الزيف، أو محاولة لتمييز الزائف عن الحقيقي سواء داخل نفوسهم أو في العوالم التي تحيط بهم.

في رأيك ما هي الأهمية التي تشكلها الجوائز بالنسبة للمبدع والأديب؟
نصوصي بشكل عام، تعمل خارج حسابات الفوز بجائزة من عدمه، وهذا واضح منذ روايتي الأولى، أعمل في خدمة الأدب أولا ثم القارئ ثانيا، الجائزة تأتي بالصدفة أو لا تأتي، أنا مستمر.
لذا أرى أن الجوائز باستثناء تلك التي تقدم لكاتب يملك تاريخا كبيرا مجرد دفعة معنوية للكاتب لفترة محدودة من الوقت تتيح له تسليط الضوء على أعماله، سيثبت الزمن إن كان يستحق تلك الدفعة أم لا.
لا أحب المزايدات الأخلاقية التي تخص الجوائز وأرى أن الأمر بسيط، فقط أتعجب من هذا الهوس الذي يجعل مثل ذلك السؤال فقرة ثابتة في الحوارات مع الصحفيين، الأمر الذي يضبط دفة هذا الهوس ويعيد فكرة الجوائز إلى نصابها كفكرة عادية ومقبولة وغير مضخمة في العقول، هو الشيء الغائب عن كتاب كثيرين في رأيي لدرجة محزنة، غياب الكرامة، مما يجعل الشجار والصوت العالي عند عدم الحصول على جائزة هو السائد، هذا محزن، الكاتب من وجهة نظري هو شخص يتحلى بالكرامة، متى توقف الكتاب في الأساس عن الكتابة من أجل وجه الكتابة، وصار كل همهم هو افتعال معارك من أجل جائزة أو سفر أو حضور ندوة أو مؤتمر، منذ الأزل؟ أعلم، لكن ذلك يحزنني وينفرني. أيضا الجملة التي يكررها البعض على سبيل الإهانة أنها "شوية فلوس" عندما أحتاج إلى فلوس من أجل العيش لا أنتظر جائزة، بل أعمل، ليس على العالم أن يطعمني، أو يضمن الاستقرار لي ولعائلتي كي أتفرغ للكتابة، عندما يفوز الكاتب بجائزة فهو لا يأخذ منحة من سلطان يرمي بصرة دنانير، هذا تفكير جوعى، بل هو فرصة قد تأتي وقد لا تأتي للإضاءة على جهد ، على هذا الهوس وتلك التفاهة أن تنضبط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك