بعد تصريحات أممية.. ما هي متطلبات تنفيذ خطة مارشال في غزة؟ - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 12:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد تصريحات أممية.. ما هي متطلبات تنفيذ خطة مارشال في غزة؟

آية صلاح
نشر في: الجمعة 16 فبراير 2024 - 9:48 م | آخر تحديث: الجمعة 16 فبراير 2024 - 9:48 م
بعد الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن القطاع يحتاج إلى "خطة مارشال" جديدة للتعافي من آثار الحرب.

وقال ريتشارد كوزول رايت، المدير في منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، على هامش اجتماع للأمم المتحدة في جنيف، إن الأضرار تعادل بالفعل أربعة أضعاف الأضرار التي لحقت بغزة خلال الحرب التي استمرت سبعة أسابيع في عام 2014.

وتابع: "نتحدث عن نحو 20 مليار دولار إذا توقفت الحرب الآن"، موضحًا أن التقدير يستند إلى صور الأقمار الصناعية ومعلومات أخرى.

وذكر أن إعادة الإعمار ستتطلب "خطة مارشال" جديدة، في إشارة إلى الخطة الأمريكية لتعافي اقتصاد أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

فمن هو مارشال وماذا كانت خطته؟ وماذا عن متطلبات نجاح تلك الخطة في الحالة الفلسطينية؟

• جورج مارشال

يرجع تاريخ خطة "مارشال" إلى 5 يونيو 1947، حين ألقى وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال كلمة في جامعة هارفارد، أوجز فيها برنامجا للمساعدة في إعادة بناء أوروبا التي مزقتها الحرب العالمية الثانية، وسمي هذا البرنامج بخطة "مارشال".

ومارشال، هو جنرال أمريكي متقاعد عرض عليه الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان منصب وزير الخارجية في إدارته.

وفي ذلك الوقت تنافست مجموعتان سياسيتان في الولايات المتحدة، "الصقور" وهم مع التدخل المستمر في الشئون العالمية، والانعزاليون الجدد الذين أرادوا حصر هذا التدخل في العالم الجديد فقط.

وانتصر الصقور، على الرغم من أن الاتجاه الثاني كان مدعوما من قبل هنري والاس، نائب رئيس الولايات المتحدة، الذي وصف خطة "مارشال" بأنها أداة للحرب الباردة.

• ملامح خطة مارشال

نصت الخطة على أن تقدم الولايات المتحدة قروضاً لإعادة الإعمار، على أن يتم تسليم البضائع والمواد الخام والمواد الغذائية إلى أوروبا.

وبين عامي 1948 و1952، تدفق أكثر من 12 مليار دولار على 16 دولة أوروبية، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، كما لعبت دوراً حيوياً في إعادة التأهيل السياسي والاقتصادي لأوروبا، وخاصة ألمانيا.

وكانت عائدات المساعدات مرجعها إلى واشنطن، مما وفر قوة دفع قوية لتنمية الاقتصاد الأمريكي.

وتعتبر خطة مارشال بشكل عام برنامجاً ناجحاً، ضمنت الخطة تعافي الاقتصاد الأوروبي وتمكين الهياكل الديمقراطية من ترسيخ جذورها.

وغالباً ما يتم الاستشهاد بخطة مارشال اليوم كمثال عندما يتعلق الأمر بإعادة الإعمار بعد الحروب أو الأزمات.

• خطة مارشال للفلسطينيين

ووفقا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، تكررت الدعوات على مر السنين إلى خطة مارشال للفلسطينيين، لا سيما وأن البنية التحتية التي توفرها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في غزة ليست كافية لحياة مستدامة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين يستحقوا أن يحصلوا على مساكن ومدارس ومستشفيات ومرافق صرف صحي وشبكات نقل مناسبة، وهي الوعود التي تم التعهد بالكثير منها في عملية أوسلو للسلام في تسعينيات القرن الماضي، ولكن لم يتم الوفاء بها.

وسيتطلب ذلك عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات، لتحسين جودة حياة الفلسطينيين من الظروف الحالية التي لا تطاق إلى مستوى يمكن أن يضمن القدرة على توفير التغذية والتعليم بل والأمل في حياة ومستقبل أفضل، وهي مهمة لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك.

وبحسب "لوس أنجلوس تايمز"، يجب أن يكون مثل هذا الاستثمار مصحوباً بأفق سياسي والأكثر منطقية هو حل الدولتين، مشيرة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتولى زمام المبادرة في توفير التمكين الاقتصادي والسياسي للفلسطينيين وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.

وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن النسخة الجديدة من "خطة مارشال" تعتمد على منطق الحل السياسي الذي من شأنه أن يحقق فوائد ملموسة، ولكنه يتطلب حوافز خارجية وفيرة لتحقيق النجاح.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك