هل يسبب التوتر الإصابة بالسرطان؟ - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 12:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يسبب التوتر الإصابة بالسرطان؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأربعاء 17 يوليه 2024 - 2:08 م | آخر تحديث: الأربعاء 17 يوليه 2024 - 2:08 م

على مدى سنوات، لاحظ الأطباء المعالجون للمرضى، أن الأحداث الحياتية الشديدة مثل فقدان أحد الأقارب، والطلاق، والصدمات الخطيرة غالباً ما تحدث في السنوات التي تسبق ظهور المرض مباشرة.

ولكن الأدلة الفعلية ليست قاطعة على الإطلاق، وحتى مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة تقول إن هذه الروابط ليست غير مؤكدة فحسب، بل إنها قد لا تكون أكثر من مجرد أسطورة.

ولكن مع ارتفاع مستويات التوتر، وتوقع زيادة عدد المصابين بالسرطان بنحو الثلث ليصل إلى 4 ملايين بحلول عام 2030، ويقول بعض خبراء السرطان الآن، إن الأدلة الناشئة عن تأثير التوتر على الجسم تعني أنه "لن يكون مفاجئا" أن يكون هناك رابط بين الاثنين.

وتقول البروفيسور ميلاني فلينت من جامعة برايتون، التي تدرس تأثير هرمونات التوتر على السرطان: "هناك الكثير من التقدم في هذا المجال، ولا أعتقد أننا نستطيع استبعاد مساهمة التوتر في الإصابة بالسرطان".

وتابعت، "ووجهة نظري هي أنها تساهم بالفعل، سواء في بدء الإصابة بالسرطان في المقام الأول أو في انتشار السرطان بمجرد الإصابة به، ولكنها عامل مساهم، وليس بالضرورة سببًا مباشرًا."

ويبدو أن بعض الدراسات التي تابعت أعداداً كبيرة من السكان على مر الزمن تؤكد هذا الرأي.

وجدت دراسة أجريت في فنلندا على 10 آلاف امرأة، وتم متابعتهن لمدة 15 عاماً، أن النساء اللاتي عانين من الحزن على فقدان أحد أفراد أسرهن كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي في غضون 5 سنوات.

وارتبط التعرض للتوتر في مكان العمل بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وعلى الرغم من أنه كان رابطًا أضعف، فإنه يرتبط بسرطان الثدي لدى النساء.

ومع ذلك، فإن دراسات مماثلة أخرى -بما في ذلك مراجعة الأدلة ذات الجودة الأفضل- فشلت في إظهار أي ارتباط على الإطلاق.

ويقول البروفيسور تريفور جراهام، مدير مركز التطور والسرطان في معهد أبحاث السرطان، إن جزءاً من المشكلة هو أن التوتر غالباً ما يسير جنباً إلى جنب مع سلوكيات أخرى تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسرطان.

ويضيف تريفور، أن "الحياة المليئة بالضغط والتوتر قد تكون مرتبطة بالعديد من عوامل الخطر الأخرى للإصابة بالسرطان، مثل التدخين، والإفراط في شرب الكحول، وقلة النشاط، والنظام الغذائي غير الصحي، لذا فمن الصعب التمييز بين العوامل المسببة".

والمعروف عن التوتر أنه يسبب سلسلة من التأثيرات على الجسم وخاصة إذا كان مزمنًا.

ويقول البروفيسور فلينت: "التوتر يسبب إطلاق هرمون التوتر الكورتيزول المرتبط بمستقبلات موجودة على كل خلية، وهذا ينظم العديد من العمليات الأخرى، بما في ذلك الالتهاب وقمع جهاز المناعة".

وحاول العلماء أيضًا محاكاة تأثير الإجهاد على الخلايا في المختبر، والذي يبدو أنه يُظهر إتلاف الحمض النووي ويسبب تغييرات في الخلايا، والتي إذا سُمح لها بالتكاثر، يمكن أن تتحول إلى سرطان.

ولكن بما أن الإجهاد يصعب نمذجته، فقد لا يكون هذا مؤشراً جيداً لما يحدث بالفعل في جسم الإنسان، كما يشير البروفيسور جراهام.

ومن المرجح أيضًا أن يتمكن معظم الأشخاص من إصلاح هذا الضرر بشكل طبيعي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك