قالت صحيفة الجارديان اللبريطانية، إنه في ظل تفاقم تأثيرات التغير المناخي، يتعرض العالم الحيواني لخسائر فادحة جراء موجات الحرارة الشديدة.

وأشارت الصحيفة إلى حادثة مؤلمة شهدتها جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث فقد خروف صغير يُدعى "أولي" حياته بسبب الحرارة المرتفعة، حيث بلغت درجة الحرارة يوم وفاته 40 درجة مئوية.

"أولي"، الذي تم إنقاذه في حالة يرثى لها عندما وُجد مغطيًا بالديدان في أحد الحقول، تحدى التوقعات الطبية وتعافى بسرعة بفضل رعاية ملجأ للحيوانات هناك، كوّن علاقة صداقة مع خروف آخر يُدعى "ستار" وأصبح خروفًا سعيدًا ونشيطًا.

لكن "أولي" لم يتمكن من تحمل موجة الحر الشديدة التي اجتاحت المنطقة، وأصيب بمرض نقله إليه البعوض، الذي ازداد تكاثره بسبب الطقس الحار.

ومع تدهور حالته الصحية بسرعة، فشلت محاولات إنقاذه.

وتروي نيكول إيدن، التي تدير ملجأ "إيدن" للحيوانات المهجورة في الجزيرة، كيف كان "أولي" يختنق بلسانه يوم وفاته، وكيف اضطرت لدفنه بيديها بسبب سرعة انتشار الذباب حول جثته، مع عدم قدرتها على ترك الحيوانات الأخرى التي كانت تعاني من الحرارة الشديدة.

وتعكس هذه المأساة التحديات الكبيرة التي تواجهها الملاجئ الحيوانية خلال فترات الطقس الحار.

وتقول إيدن إنها تعيش في قلق دائم من أن الحيوانات قد تصاب بضربة شمس إذا لم تتم مراقبتها باستمرار.

وأوضحت أنها فقدت كلبًا هذا العام بسبب الحرارة، وتعتقد أن بعض الدجاج والخنازير الغينية أيضًا قد نفقت لنفس السبب، مما يضع عليها عبئًا كبيرًا من الشعور بالذنب.

وتتعدى آثار التغير المناخي المأساوية الحيوانات الأليفة لتصل إلى الحياة البرية، حيث يُعد انهيار المناخ المستقر أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في فقدان الحياة البرية بشكل غير مسبوق حول العالم.

وفي أستراليا، يقول بن تشرش، رجل الإطفاء الذي يكافح حرائق الغابات في أستراليا الغربية، إنه واجه مشاهد مؤلمة خلال عمله، حيث عثر على جثث حيوانات كبيرة مثل الكنغر والإيمو بين الرماد بعد الحرائق.

وتابع تشرش، "أنه لأمر محزن أن ترى مدى الدمار بعد اندلاع الحرائق، حيث يتحول كل شيء إلى صحراء قاحلة."
وتظهر التقارير أن حوالي 3 مليارات حيوان قد قتلت أو شُردت بسبب موسم حرائق الغابات المدمر في أستراليا 2019-2020.

وفي مواجهة هذه الظروف، يدعو العلماء إلى ضرورة تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الطقس العنيف لحماية حياة البشر والحيوانات على حد سواء.

ويؤكد تشرش أن الحيوانات تشعر بنفس الحزن الذي يشعر به البشر عند فقدان منازلهم، وأنهم يعانون من حرارة الطقس كما يعاني البشر؛ مما يستدعي زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على بيئاتهم الطبيعية.