«الثقافة الفلسطينية» تحيي الذكرى الـ 50 لاستشهاد غسان كنفاني - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 10:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الثقافة الفلسطينية» تحيي الذكرى الـ 50 لاستشهاد غسان كنفاني

ماجي درويش
نشر في: الإثنين 18 يوليه 2022 - 2:28 ص | آخر تحديث: الإثنين 18 يوليه 2022 - 2:33 ص

أشتية: كنفاني يظل حيا بما تركه من إرث أدبي وصحفي وحضور وطني

أحيت وزارة الثقافة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، الذكرى الخمسين لاستشهاد الأديب المناضل غسان كنفاني.
وحضر فعالية إحياء الذكرى التي نظمتها وزارة الثقافة واللجنة الوطنية لإحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد كنفاني، في قصر رام الله الثقافي، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أسحق سدر، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، إضافة إلى حشد من ممثلي الفعاليات الوطنية والمجتمعية والأدبية.

وقال أشتية في كلمته خلال الفاعلية: "نقول لغسان كنفاني إننا نطرق الخزان كل يوم وبكل ما لدينا من قوة، أمس الأول عبر الرئيس محمود عباس عن موقفنا الثابت أثناء الاجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيت لحم، هذا الموقف الذي يصون حقوقنا وثوابتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال، والحرية، والاستقلال، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين".

وأضاف: "لقد أوصل الرئيس عباس بثقة وأمانة رسالة وصوت الشعب الفلسطيني الصامد إلى الرئيس بايدن، فزيارته كانت مهمة، وكذلك الموقف العربي الراسخ من قضية فلسطين الذي تجلى في قمة جدة من خلال خطابات الملوك والأمراء والرؤساء العرب المشاركين فيها، الذين قالوا إن قضية فلسطين العادلة ستبقى مفتاحا وشرطا لأي سلام واستقرار في هذه المنطقة".

وتابع أشتية: "رؤية غسان الثورية لم تغرق في الأيدولوجية وظل بعيدا عن الشعاراتية منحازا للوحدة الوطنية، أدبه وفنه كان بمثابة سلاح الوعي الذي يشحذ به الهمم بعد النكبة، وكانت صرخته المدوية لماذا لم يطرقوا جدران الخزان بمثابة جرس الإنذار للبقاء في كامل اليقظة وعدم الاستسلام للواقع ورفض الموت بصمت".

وأضاف: "روايات غسان من عائد إلى حيفا، وما تبقى لكم، وأرض البرتقال الحزين، وأم سعد، ورجال في الشمس، شكلت وعيا لنا وللأجيال التي عاشت مرحلة المد الثوري، ووثقت رحلة التشتت والشتات بعد نكبة فلسطين".

واستطرد: "كان اغتيال غسان كنفاني مؤلما وصادما، فاغتيال المفكرين والكتاب هو اغتيال للأمة، لكنه ظل حيا بما تركه من إرث أدبي وصحفي وحضور وطني".
وتابع : "في ذكرى غسان نردد ما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش في وداعه طوبى للجسد الذي يتناثر مدنا، ونضيف يشعل أملا متوهجا في قلوب الأجيال المتعاقبة التي لم يسقط الوطن من ذاكرتها المشتعلة بحق العودة إلى فلسطين".

واختتم رئيس الوزراء الفلسطيني كلمته بقوله: "أمامنا خيار واحد وهو الصمود المقاوم".

من جانبه، قال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف إن تشكيل اللجنة الوطنية لإحياء الذكرى الـ 50 لاستشهاد كنفاني، يتزامن مع إطلاق ملتقى الرواية العربية في فلسطين بدورته الخامسة كجزء مركزي من عمل اللجنة، الذي أقرته الحكومة قبل خمس سنوات في ذكرى استشهاد كنفاني.

واشار إلى أن الحكومة الفلسطينية عملت على إطلاق برنامج شامل للحفاظ على الرواية الفلسطينية وصون وتعميم وترويج السردية الوطنية حول فلسطين وشعبها، بما يشمل عدة مجالات منها استعادة الموروث الثقافي كإعادة طباعة 50 كتابا طبعت قبل النكبة، إضافة لتطوير المحتوى الرقمي وأرشفة الثقافة الوطنية الفلسطينية قبل النكبة وبعدها.

من جهته، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر إن هذا اليوم يمثل تخليدا لذكرى كنفاني، مستشهدا بمقولة كنفاني "ليس من المهم أن يموت الإنسان قبل أن يحقق فكرته النبيلة، بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت".

وأضاف أن الراحل كنفاني استطاع أن يحفر في الذاكرة الفلسطينية فكرة وطنية نقية متأصلة في الأرض، فكرةٌ لا تُنسى، تتناقلها الأجيال، ويخطها التاريخ، وتشهدها القضية.

كما أعلن عن إطلاق طابع بريدي في ذكرى الاغتيال الخمسين لأديب المقاومة غسان كنفاني، إيمانا بأن الطابع البريدي سبيلٌ للحفظ والتوثيق، وأداةٌ للنقل عبر التاريخ والحدود، يحمل فكرة تؤرخ على مدار عمل البريد الفلسطيني.

وتخلل فعالية إحياء الذكرى الإعلان عن الرواية الفائزة في جائزة غسان كنفاني للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2022، وهي رواية "قماش أسود" للأديب المغيرة الهويدي من سوريا، كما تم منح درع غسان كنفاني للرواية العربية للعام 2022، للروائي السوري حيدر حيدر لدوره الإبداعي والريادي في إغناء الثقافة العربية والوطنية ولدوره في إثراء الوعي للأجيال.

وقالت رئيسة لجنة تحكيم جائزة غسان كنفاني للرواية العربية الدكتورة رزان إبراهيم إن جائزة غسان كنفاني للرواية العربية كانت حريصة على السير على خطى غسان في انحيازها لرواية نجحت في تمرير الفكرة والمعنى دون التجني على القيمة الفنية، وأنها تحمل في انطلاقتها الأولى دعوة للكتاب في مختلف الأقطار العربية إلى سد الفراغ الذي يتصور الأعداء أنهم قد خلقوه بغياب غسان كنفاني، وأنها فوق هذا كله اعتراف بما قدمه كنفاني في فترة زمنية وإن قصرت.

وعبرت آني هوفر، زوجة غسان كنفاني، بالنيابة عن عائلته ومؤسسة غسان كنفاني، عن تقديرها للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الثقافة، على قرار اللجنة الوطنية الفلسطينية تكريم كنفاني في ذكراه الـ 50، وتخصيص جائزة باسمه للرواية العربية.

من ناحيته، قال الكاتب محمود شقير إن لقاء اليوم يأتي احتفاء بذكرى غسان في الدورة الخامسة لملتقى فلسطين للرواية العربية، وعبر أنشطة ثقافية أخرى من بينها جائزة غسان كنفاني للرواية، الجائزة التي تحمل بجدارة اسم الراحل الكبير الذي ما زال في سماء فلسطين وفي سماوات أخرى عديدة، وسيظل نجمه ساطعا.

وأضاف: في هذا اليوم نستذكر كنفاني وكم كان تأثيره على جيل مجلة "الأفق الجديد" المقدسية الذي بدأ الكتابة أوائل ستينيات القرن العشرين، وظهر منه شعراء وقاصون ونقاد، كانوا وما زالوا على درب الأدب، غير أن رواية غسان الأولى "رجال في الشمس" ظلت تحرضهم على كتابة السرد بعد تأثرهم بها وبقصصه المتميزة التي ظهرت في "موت سرير رقم 12"، وفي "أرض البرتقال الحزين".

واختتمت فعاليات إحياء الذكرى بعرض دبكة شعبية لفرقة الفنون الشعبية، ونص الشاعر الراحل محمود درويش في رثاء كنفاني ألقاه الفنان محمد البكري، إضافة إلى عرض مسرحي لفرقة المسرح الشعبي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك