السيد أمين شلبي: مذكرات نبيل فهمي إضافة للمكتبة الدبلوماسية المصرية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيد أمين شلبي: مذكرات نبيل فهمي إضافة للمكتبة الدبلوماسية المصرية


نشر في: الجمعة 19 يوليه 2024 - 3:45 م | آخر تحديث: الجمعة 19 يوليه 2024 - 3:45 م

قال السياسي والدبلوماسي الدكتور السيد أمين شلبي، إن مذكرات وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي الصادرة عن دار الشروق، تحت عنوان "من قلب الأحداث"، هي إضافة حقيقية إلى المكتبة الدبلوماسية المصرية.

جاء ذلك خلال مقال مطول له بموقع الاهرام جاء فيه: أضيف إلى المكتبة الدبلوماسية المصرية أخيرا، كتاب مهم، حيث أصدر وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى مذكراته التى جاءت تحت عنوان: من قلب الأحداث. الدبلوماسية المصرية فى الحرب والسلام وسنوات التغيير (دار الشروق، 2022). والواقع أنه منذ التحاق نبيل فهمى بالسلك الدبلوماسى عام 1976، أتاحت له الظروف أن يكون فى قلب الأحداث قريباً وشاهداً ومشاركاً فى قضايا السياسية الخارجية المصرية. ففى سنواته الأولى فى السلك الدبلوماسى عمل فى مكتب وزير الخارجية ثم بعد ذلك لست سنوات مستشاراً لوزير الخارجية فى بعثات مصر فى الأمم المتحدة ونيويورك، ونلاحظ أنه فى البعثتين كان مسئولاً عن قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار، وهو ما سيطوره بعد ذلك ليصبح من خبراء هذه القضايا حيث تدعوه المراكز البحثية العالمية للمشاركة فى مؤتمراتها والتحدث فيها، وكان طبيعياً أن يخصص فى مذكراته فصلا خاصاً عن هذه القضايا، ورغم غزارة مادة المذكرات والمناقشة التفصيلية لقضايا عربية، خاصة النزاع العربى والفلسطينى مع إسرائيل، والقضايا الإفريقية، فإننى سوف أركز فى هذه المقالة على سنواته فى الولايات المتحدة، بوصفها أطول فترة متصلة قضاها فى الخارج سفيرا لمصر 1999 ـ 2008 وربما لأنى عملت فى الولايات المتحدة، (1982 - 1986)، متصلة وتابعت سياساتها وكتبت عنها.

يروى الكاتب أن وصوله إلى واشنطن فى أكتوبر 1999 تزامن مع حادثين متناقضين: حصول الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل للكيمياء الذى كان موضع فخر له، أما الحادث الآخر فهو حادث سقوط طائرة شركة مصر للطيران رحلتها رقم 990 بالقرب من منطقة رود إيلاند. أما عن العلاقات المصرية الأمريكية فهو يتابعها منذ بدايات ازدهارها بعد التوصل إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل خلال ولايةالرئيس كارتر، وكذلك خلال ولاية جورج بوش الأب التى توجت بمشاركة مصر فى الائتلاف الدولى لإخراج القوات العراقية من الكويت وإعفاء مصر من ديونها، لكن هذه العلاقة السلسلة تحولت إلى التراجع البطيء، خلال ولاية الرئيس الأمريكى بيل كلينتون ونائيه آل جور، ويرجع فهمى هذا التراجع فى العلاقات إلى أن الولايات المتحدة لم تكن مرتاحة لتبنى مصر مواقف مستقلة وبشكل متكرر، ولذلك بدأت إدارة كلينتون تقديم مشروعات قرارات إلى الكونجرس بخفض المعونة الاقتصادية إلى مصر وإن كنت أتذكر أن إدارة كلينتون قررت تحويل المساعدات الاقتصادية إلى مشروعات اقتصادية وتنموية ومن هنا تبلورت مبادرة «مبارك ـ جور».

أما التراجع الأكبر الذى حدث فى العلاقات فجاء مع انتخاب جورج بوش الابن واختياره مجموعة المحافظين الجدد الذين التفوا حوله وأقنعوه باستخدام القوة وهو ما أدى إلى سياسات نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط وما سمى الشرق الأوسط الكبير، وهو ما عدَّه النظام المصرى محاولة لتقويضه، أما الحادث الأكبر فجاء مع تعرض الولايات المتحدة لحادث إرهابى، أحداث 11 سبتمبر الإرهابية عام 2001، هز الأمن القومى الأمريكى ربما للمرة الأولى فى تاريخها، وتداعيات هذا على الفكر الأمريكى باعتبار أن المجموعة التى ارتكبت هذا الحادث جاءت من خلفيات عربية.

وقد تلاشت هذه التوترات عندما أخذ الرئيس مبارك زمام المبادرة وقال إن الحرب ضد الإرهاب لا تعنى الحرب ضد الإسلام وهو التصريح الذى كان موضع تقدير للرئيس الأمريكى شخصياً إلى جانب ما ذكره السفير المصرى بأن مصر دعت منذ الثمانينيات إلى تحالف دولى ضد الإرهاب، ويقدر السفير نبيل فهمى أن توتر العلاقات بين مصر وإدارة بوش الابن كان بسبب تبنى بوش والمحافظين الجدد فكرة تغيير أنظمة الحكم فى الشرق الأوسط واعتبار أن مصر هى النموذج الذى تحتذى به دول المنطقة. والحقيقة أن المؤسسة العسكرية الأمريكية كانت تدافع عن علاقات إيجابية مع مصر، ويشير السفير نبيل فهمى إلى الحالة التى وصلت اليها العلاقات خلال حكم بوش الابن وتوقف زيارات الرئيس مبارك إلى واشنطن منذ الزيارة التى قام بها عام 2004.

وينتقل السفير نبيل فهمى إلى مرحلة مهمة من التاريخ المصرى حين بدأ الشعور بنهاية حكم مبارك والبحث عمّن يخلفه خاصة بعد ثورة يناير 2011. خلال هذا البحث عن مستقبل الحكم فى مصر رأت الإدارة الأمريكية أنها لا تود أن تكرر تجربة ظهور حكم إسلامى متشدد فى إيران، لذلك بدأت مقاربة مع الجماعات الإسلامية ورأت فى جماعة الإخوان قوة معتدلة يمكن أن تواجه الفكر الاسلامى المتطرف، ولذلك بدأت شخصيات الجماعة تدعى بانتظام إلى السفارة الأمريكية فى القاهرة، وقد تداخل هذا مع ثورة 25 يناير، ولعبت السفيرة الأمريكية آن باترسون دوراً فى إقناع الإدارة الامريكية بأن الجماعة هى الأكثر قوة وتنظيماً، وتحقق تقديرها حين فاز مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة عام 2012، وعلى مدى عام فى الحكم كانت ممارسات الجماعة غير ديمقراطية وإقصائية. ويختتم السفير نبيل فهمى سنواته فى واشنطن بثورة 30 يونيو وقبوله منصب وزير الخارجية الذى اعتبره واجبًا وطنياً.

وفى اجتماعات مجلس الوزراء سجل نبيل فهمى أن إصلاح العلاقات المصرية الأمريكية سيستغرق بعض الوقت وفى كل الأحوال يجب إدارة هذه العلاقات بطريقة مختلفة وأن الاعتماد والتركيز على الولايات المتحدة أو أى دولة أخرى فقط، يكون ضارا بمصر وهو ما بلوره بالدعوة إلى تبنى إستراتجية توسيع قاعدة علاقات مصر الدولية وهو ما شرع فى تنفيذه، وهو ما تسير عليه الدبلوماسية المصرية بنجاح.

وفى الختام، نحن أمام مرجع يغطى بموضوعية قضايا السياسة الإقليمية الدولية والعلاقات الأمريكية مع مصر فى مرحلة حرجة، وكتب بأسلوب رصين وبلغة محددة ومحكمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك