استقال مسئول في وزارة الخارجية البريطانية كان يعمل في مجال مكافحة الإرهاب؛ احتجاجًا على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الحكومة البريطانية قد تكون متورطة في جرائم حرب.

وكتب مارك سميث، الذي كان يعمل في السفارة البريطانية في دبلن، لزملائه يوم الجمعة، أنه أثار هذه المخاوف على جميع المستويات داخل وزارة الخارجية، بما في ذلك عبر آلية رسمية للإبلاغ عن المخالفات، لكنه لم يتلق سوى ردود أساسية.

ورفضت وزارة الخارجية وشئون الكومنولث والتنمية التعليق على القضية، لكنها أكدت التزام الحكومة بالقانون الدولي.

منذ عام 2008، منحت المملكة المتحدة تراخيص لتصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة لا تقل عن 740 مليون دولار.

وبين السابع من أكتوبر، عند بدء الحرب على غزة، ونهاية مايو، أصدرت المملكة المتحدة أكثر من 100 ترخيص لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وفقًا لبيانات وحدة الصادرات البريطانية.

وتقدر القيمة الإجمالية لصفقات الأسلحة التي تم منحها في عام 2023 بنحو 18.2 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ أقل بكثير مقارنة بما يزيد على 200 مليون جنيه إسترليني في عام 2017.

- ماذا تقدم المملكة المتحدة لإسرائيل؟

وفيما يتعلق بما تقدمه المملكة المتحدة لإسرائيل، فإن الحكومة البريطانية لا تقدم مساعدات عسكرية مباشرة، لكنها تمنح تراخيص للشركات البريطانية لبيع الأسلحة. وفي ديسمبر 2023، بعد شهرين من بدء الحرب على غزة، أشار وزير الدفاع البريطاني السابق جرانت شابس، إلى أن صادرات المملكة المتحدة من السلع العسكرية إلى إسرائيل تعتبر "صغيرة نسبيًا"، حيث بلغت 42 مليون جنيه إسترليني (53.2 مليون دولار) في عام 2022، و18 مليون جنيه إسترليني (22.8 مليون دولار) في عام 2023.

وبالمقارنة، تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل بقيمة 3 مليارات دولار كجزء من اتفاقية لمدة عشر سنوات، وفي نوفمبر 2023، أقرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 14.5 مليار دولار لإسرائيل بعد بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر.

وتشير تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إلى أن 69% من إجمالي واردات إسرائيل من الأسلحة تأتي من الولايات المتحدة.

أما في أوروبا، فتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة كأكبر مزود للمساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث بلغت صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل 326.5 مليون يورو (354 مليون دولار) في عام 2023، بزيادة قدرها عشرة أضعاف عن العام السابق.

وتشمل صادرات المملكة المتحدة إلى إسرائيل أجهزة متفجرة، وبنادق هجومية، ومكونات طائرات إف-35 المقاتلة.

ووفقًا لأبحاث حملة مناهضة تجارة الأسلحة (CAAT)، تنتج المملكة المتحدة "ما لا يقل عن 15% من قيمة" كل طائرة مقاتلة من طراز إف-35 تصنعها الولايات المتحدة.

أما بالنسبة للطائرات الـ39 من طراز إف-35 التي تم تسليمها لإسرائيل منذ عام 2016، فهي تحتوي على مكونات بريطانية تصل قيمتها إلى ما لا يقل عن 364 مليون جنيه إسترليني، دون احتساب قطع الغيار.

وأوضحت المجموعة، أن الطائرات التي لا تزال قيد الطلب، إلى جانب الدعم المستمر، من المتوقع أن تصل قيمتها إلى نفس المبلغ مرة أخرى.