اعتبر المبعوث الأممي السابق في ليبيا، غسان سلامة، أن ليبيا حالياً في وضع جيد جداً، مقارنة بالحالة التي وجدها عليها لدى توليه مهمته، مشيرا إلى أنه خلال مهمته في ليبيا تم معالجة مشكلتين رئيسيتين وهما ضمان التدفق المنتظم لإنتاج النفط والتوصل لوقف إطلاق النار.

* مغادرة في وضع ليبي جيد

وقال سلامة في مقابلة أجرتها معه مجلة "جون أفريك" الفرنسية إنه غادر منصبه كمبعوث أممي إلى ليبيا وهو سعيد للغاية بأنها دولة في وضع جيد، مقارنة بالحالة التي كانت عليها عند تسلمه مهام منصبه الأممي، مضيفا: "وأفضل بكثير مما يقول الناس...وآمل أن يستمر ذلك".

وأوضح سلامة:" لقد تمكنا من حل مشكلتين رئيسيتين أولاً، ضمان التدفق المنتظم لإنتاج النفط والتأكد من حفاظ ليبيا على مكانتها كمنتج رئيسي للطاقة الرخيصة ذات الجودة الجيدة".

وتابع: "هذا أمر ضروري لنظام الدخل، الذي وضعه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي والذي يضمن لأي فرد تقريباً وظيفة حكومية عندما يبلغ الثامنة عشرة من العمر"، مضيفاً أن هذا يمثل ثلثي ميزانية الدولة".

وأشار سلامة إلى أنه على مدى ثلاث سنوات منذ أن بدأ النفط يتدفق بانتظام، تم إعادة توزيع هذا الدخل على الجميع؛ ويجب أن يستمر النفط في التدفق لضمان حصول الليبيين على حياة كريمة".

وأضاف المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا :" يبقى الثلث الأخير من الميزانية، الذي تتفق عليه المجموعات المختلفة المتحاربة".

* وقف إطلاق النار

أما عن المشكلة الثانية التي تحدث عنها سلامة فتمثلت في حاجة الليبيين إلى وقف إطلاق النار، قائلا: "لقد حققنا ذلك بعد قمة برلين (19 يناير 2020) وإنشاء لجنة "5+5"، التي تضم خمسة ضباط من الجانبين (شرق وغرب ليبيا) والتي تواصل الاجتماع بانتظام".

وأشار سلامة إلى أنه "تم الحفاظ على وقف إطلاق النار، والطرق مفتوحة بين الشرق والغرب. ولذلك أستطيع أن أقول إن ظروف الحياة المدنية الكريمة قد عادت إلى حد ما، وقد غادرت ليبيا وأنا سعيد لأنني تمكنت من تحقيق ذلك".

وأضاف:"بالتأكيد هناك مناوشات وهم معتادون على ذلك، لكن وقف إطلاق النار صامد".

وأشار سلامة إلى أن مسألة الانتخابات التي يتم تأجيل تنظيمها باستمرار، لا تزال موضع جدل"، قائلا: "إذا قادت الانتخابات إلى انقسام الليبيين مرة أخرى، فلسنا بحاجة إليها"، على حد قوله.

* الفيدرالية الليبية

وحول ما إذا كانت ليبيا تتجه نحو الفيدرالية بحكم الأمر الواقع، قال سلامة: "ربما! وكما تعلمون، فإن الترتيبات السياسية ليست هي ما يقلق المواطن الليبي العادي، بل تقلق النخبة السياسية والغرب".

وتابع: "مشكلة ليبيا أن الأوروبيين مهتمون بها لكنهم لا يهتمون بالليبيين، ومشكلتي أنني كنت مهتمًا بالليبيين"، موضحاً أن الأطراف الخارجية تود أن تكون هناك قوة واحدة مواتية لها، ولكن هناك توازن دائم للقوى ولا تستطيع أي قوة خارجية أن تفرض رجلها"، على حد تعبيره.

وتابع:"قد تكون محاولات القيام بذلك مكلفة وأتمنى ألا تحدث".

* فاجنر"أسبرين" مفيد في الساحل الأفريقي

أما فيما يتعلق يتأثير الوضع الليبي في زعزعة استقرار منطقة الساحل منذ 2012-2013، قال سلامة: " كنت أسمع دائما من قادة منطقة الساحل قبل الانقلابات التي شهدتها ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي أن ليبيا كان لها تأثير ضار على بقية منطقة الساحل".

وأضاف سلامة:" نعم، في بعض النواحي. وحقيقة أن الأسلحة وصلت من ليبيا، حيث جمع القذافي 20 مليون قطعة سلاح كان من الممكن بيعها جزئيا لجماعات في منطقة الساحل،

وتابع: "لكنني أعتقد أن دول الساحل تبالغ في تقدير تأثير ليبيا على استقرارها. وأن لدي تلك الدول مشاكل هيكلية"، مضيفاً:" ما كانوا يحتاجون إليه هو أن يكون القذافي إلى جانبهم في القتال ضد الإرهابيين... هذا ما تفتقده دول الساحل".

وتابع:" لكنها لا تستطيع أن تظل عالقة في الحنين للماضي بعد مرور اثني عشر عاما، ويجب عليها أن تنظم نفسها.

أما عن وجود عناصر مجموعة "فاجنر" الروسية بشكل كبير في الساحل الأفريقي، قال سلامة :" أعتقد أن فاجنر هي "أسبرين" (مسكن) مفيد، بمعنى أنها ليست العلاج ضد الإرهابيين، لكنها يمكن أن تساعد في حالات معينة".

وأضاف: "لكن العلاج مكلف للغاية بالنسبة للسيادة الوطنية وموارد المواد الخام لهذه البلدان".