في واحدة من أصعب اللحظات التي تمر على لاعب كرة القدم، هي تلك التي يكتب فيها سطر النهاية مع محبوبته، واذ كانت كرة القدم هي المحبوبة الأولي لـ "الرسام" اندريس انيستا، نجم برشلونة والمنتخب الاسباني، فلا شك أن الفضل في ذلك يرجع إلى البلوجرانة، وهي تلك القلعة التي شهدت نضوج وبلوغ اللاعب بين الكبار، وكانت بوابته للمنتخب الإسباني إيضًا.

توج فريق برشلونة بلقب كأس ملك إسبانيا، وذلك للمرة الـ 30 فى تاريخه، والرابعة على التوالى، وذلك بعد فوزه الساحق على نظيره إشبيلية بخماسية نظيفة، فى اللقاء الذى جمع الفريقين مساء السبت، على ملعب "واندا متروبوليتانو"، معقل فريق أتلتيكو مدريد، وهي تلك المباراة التي شهدت لحظة اكتمال لوحة "الرسام" مع برشلونة والآن حان وقت الوداع في رحلة أخرى، لم تحدد بعد من قبل إنيستا، والذي بكي في أخر مباراة مع الفريق.

القائد الكتالوني، جعل مشهد الوداع يحفر في أذهان الجماهير، بعد ان نجح في تسجيل هدفًا في ليلة انتصار "البارسا" على إشبيلية بخماسية بيضاء والتتويج بالكأس، وذلك بعدما راوع الحارس بطريقة رائعة مسجلا رابع أهداف فريقه، وذلك في الدقيقة 88، ليعلن بها أخر مشهد له على المستطيل الأخضر رفقة نادي "الصغر".

في واحدة من المرات القلائل التي تحدث مثل هذه الاحتفالات، وأثناء خروج انيستا ودخول دينيس سواريز وقف كل الحضور في ملعب "واندا ميتروبوليتانو" سواء من مشجعي برشلونة أو إشبيلية لتحية أندريس وتكريمه، بعد ان قضي في رحلته مع برشلونة، 699 مباراة خلال مسيرته، وذلك منذ تصعيده إلى الفريق الأول لكرة القدم عام 2002، حقق خلالها 31 بطولة محلية وقارية، و8 ألقاب دوري إسباني و6 ألقاب كأس الملك و7 سوبر إسباني و4 دوري أبطال أوروبا، و3 سوبر أوروبي، ومثلهم في كأس العالم للأندية، وتعد البطولة رقم 32 في الطريق له مع برشلونة حيث يقترب الفريق من تحقيق الثنائية المحلية والتتويج بلقب الدوري هذا الموسم.

قدم فريق برشلونة، مستوي أكثر من رائع خلال المبارة ، وعلى وجه الخصوص إنييستا الذي ظهر بروحة العشرين وكأنه يعلم الجميع "الرسام" مازال امامه الكثير ليعطيه لكنه في نفس الوقت يقول حانا وقت الوداع ، أدت هذه المستويات إلى فوز كبير ومقنع على النادي الأندلسي "إشبيليه" وتحقيق اللقب.

وتحدثت الصحف العالمية صباح اليوم الأحد، عن مباراة برشلونة المميزة، ووداع إنييستا، أفضل لاعب أوروبي في عام 2012، والذي أصبح في طريقه إلى الدوري الصيني، لخوض تجربة جديدة، حيث كانت البداية مع صحيفة "موندو ديبورتيفو"، والتي كتبت عنوان فوق صورة الأسطورة انيستا، أنه "البطل الأبدي"، في إشارة منها لما قدمه الساحر مع كرة القدم سواء مع برشلونة او المنتخب الاسباني.

قالت صحيفة “سبورت” الكتالونية “يعيش الملك” في إشارة لآندريس إنيستا، وذلك عقب تقديمه مباراة مميزة مع البلوجرانا، ووداعه للجماهير واللاعبين والنادي بصورة طيبة وهو متوج بالكأس، واقترابه من التتويج بدرع الدوري إيضًا، بينما قالت صحيفة "الموندو ديبورتيفو" بعد انتهاء اللقاء "وداع مثير" لآندريس إنيستا، وحسم اللقب بطريقة مثالية.

في الوقت الذي طالبت فيه صحيفة “آس” المدريدية من قائد برشلونة، آندريس إنيستا،عدم الرحيل بنهاية هذا الموسم قائلة "إنيستا لا ترحل"، في إشارة منها لتأثير الرسام الواضح مع فريقه، ومساعدته للاعبين زملائه ونقل خبراته للأجيال المقبلة في إسبانيا وهو ما سيقل بكل تأكيد برحيله عن الدوري الإسباني، بينما تحدثت صحيفة “ماركا” المدريدية أن آندريس إنيستا سيرحل عن برشلونة “كالملك”، مشيرة إلى أن الفريق قدم مستوى مميز أمام إشبيلية، وجاء في غلافها الرئيسي صورة لإنييستا مكتوب عليها "الإمبراطور الأخير"، في إشارة منها لرحيل القائد الكبير والذي كان يعد أحد ابرز لاعبين الوسط سواء مع برشلونة أو منتخب "اللارواخا"، والعالم إيضًا، ويقول الكاتب أن عصر اللعب والحياة والموسيقى انتهى تقريباً ، الآن هنالك فترة حداد لأن برشلونة يستغني عن لاعب يقدم مردود كبير ورائع.

يذكر أن آندريس إنيستا سيعلن عن قراره النهائي سواء باستمراره أو رحيله عن برشلونة الأسبوع المقبل، ويعد الرسام أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الدوري الإسباني، بل في كرة القدم بشكل عام، بعد كل ما قدمه في خلال 17 موسم مع نادي برشلونة، من ألقاب جماعية مع فريقه ومنتخب بلاده إلى الجوائز الفردية، قائد برشلونة، هوالذي أضحك جماهير البلواجرانا عام 2009، عندما قاد فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بهدف قاتل أمام تشيلسي الإنجليزي، وفعل نفسي الشيء عندما سجل هدف فوز منتخب بلاده إسبانيا ببطولة كأس العالم 2010 على حساب منتخب هولندا.

ويعد نادي برشلونة هو أكثر فرق إسبانيا تحقيقا للقب كأس الملك، بفارق 7 ألقاب عن أتليتك بيلباو صاحب الـ 23 لقبا، بينما ريال مدريد في المركز الثالث بـ19 لقب.