اعتبرت مجلة "نيوزويك الأمريكية أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي وصفتها بـ"حلف الناتو المصغر لبوتين" على وشك الانهيار، مستشهدة بقول رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن بلاده قد تنسحب من المنظمة التي تقودها موسكو، مشيرا إلى أن استمرار عضوية أرمينيا في التكتل يمكن أن يكون لها عيوب.

وتصاعد التوتر بين أرمينيا وروسيا، التي لطالما كانتا حليفتين مقربتين، بسبب ما وصفه باشينيان بنقص الدعم من بوتين في نزاع أرمينيا المستمر مع أذربيجان المجاورة.

وقال باشينيان خلال مؤتمر صحفي: "لا يمكنني استبعاد احتمال انسحاب أرمينيا من منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو تجميد عضويتها"، مضيفا أن "أرمينيا قد تغادر الكتلة إذا لم تحصل علي أي شيء من استمرار عضويتها"، وتابع أن "البقاء في المجموعة يمكن أن يكون له عيوب على بلاده"، بحسب وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية.

وتتكون منظمة معاهدة الأمن الجماعي من 6 دول، وهي تحالف عسكري تم تشبيهه بنسخة أصغر من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتعد تصريحات باشينيان بشأن الكتلة هي أحدث مثال على الإحباط العام الذي أعرب عنه في الأشهر الأخيرة والذي يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ودخلت أرمينيا في حرب استمرت 6 أسابيع مع أذربيجان في عام 2020، ومنذ ذلك الحين، ظلت القضايا قائمة بين البلدين، واتهمت أرمينيا أذربيجان في عام 2021 بنقل قوات إلى أراضيها وطالبت منظمة معاهدة الأمن الجماعي دون جدوى بإدانة هذه الخطوة.

ومن المقرر أن يتحدث باشينيان مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في اجتماع في موسكو، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، يستضيفه بوتين.

وأشار باشينيان إلى أنه قد يتم حل قضية واحدة على الأقل بين البلدين قريبا، لافتا إلى أن أرمينيا يمكن أن تعترف بمنطقة ناجورني كاراباخ المتنازع عليها كجزء من أذربيجان إذا تم استيفاء شروط معينة.

ووفقا لنيوزويك، من المرجح، خلال محادثات موسكو، أن يتم الاهتمام بالتفاعلات بين باشينيان وبوتين، حيث بدا أن رئيس الوزراء الأرميني تجنب بوتين خلال صورة لقادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في نوفمبر الماضي، والتي أعقبت رفض باشينيان التوقيع على إعلان منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

كما تجسد التوتر بين أرمينيا وروسيا بشكل أكبر، في يناير، بإعلان باشينيان أن بلاده لن تستضيف مناورات عسكرية بقيادة روسيا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في عام 2023، على الرغم من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن أرمينيا ستكون موقع التدريبات السنوية لهذا العام.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن تصريحات باشينيان الأخيرة لم تكن المرة الأولى التي يلمح فيها إلى الانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ففي مارس الماضي، قال إن بلاده لم تنسحب من الكتلة ولكن منظمة معاهدة الأمن الجماعي "تغادر" من أرمينيا، على حد تعبيره.

من جانبه، علق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على تصريحات باشينيان، قائلا إن روسيا ستواصل الحوار مع أرمينيا بشأن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مؤكدا أن "المنظمة أثبتت فعاليتها مرارا وتكرارا في مواقف مختلفة، كما أن لديها القدرة على التطور"، وفقا لوكالة أنباء "تاس" الحكومية الروسية.