رأت الولايات المتحدة أن إسرائيل تخاطر ببطاريات منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، بتعريضها لضغط متزايد في حال تصاعد الصراع مع حزب الله إلى حرب شاملة، معتبرة أن القبة الحديدة ستواجه خطر الانهيار.

وخلص تقييم لمسئولين أمريكيين في أواخر الأسبوع الماضي، إلى أن ثمة مخاوف من أن تكون الحرب مع حزب الله أكثر خطورة بكثير من حرب لبنان عام 2006، والتي تسببت في أضرار جسيمة ودمار في لبنان.

*قدرات حزب الله العسكرية

وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال إن الحزب يمكنه الاعتماد على 100 ألف رجل مسلح، إلا أن قوته العسكرية الأساسية ربما تصل إلى حوالي ثلث ذلك، ولكن عدد كبير منهم لديهم خبرة قتالية في سوريا، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.

ورجحت الصحيفة أن يكون حجم ترسانة حزب الله الصاروخية، وعقيدته العملياتية في حال احتدام الصراع مع إسرائيل، هو الأمر الأكثر صعوبة.

ورغم أن غالبية مخزون حزب الله يتألف من عشرات الآلاف من الصواريخ غير الموجهة، سواء القصيرة أو الطويلة المدى ، إلا أنه حصل منذ عام 2006 على مئات الصواريخ الباليستية الموجهة، مع القدرة على إطلاقها من مخابئ محصنة ومنصات إطلاق متحركة، وفقا للصحيفة.

كما أن استخدام حزب الله المتزايد والفعال للطائرات بدون طيار يعقد الأمر، بما في ذلك الأسلحة الانتحارية، والتي كافحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الحالية لمواجهتها.

إلى ذلك، خلص مشروع بحثي مدته ثلاث سنوات أجراه معهد مكافحة الإرهاب التابع لجامعة ريشمان في إسرائيل، والذي اكتمل قبل وقت قصير من أحداث 7 أكتوبر، إلى أن حزب الله يستطيع إطلاق ما يصل إلى 3 آلاف صاروخ يوميا، وهو معدل يمكن الحفاظ عليه لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، وسيكون هدفها الرئيسي هو تقويض الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

*توقعات بفشل الردع الإسرائيلي

ووفقا للتقرير، فإن "توقعات الجمهور وجزء كبير من القيادة بأن سلاح الجو الإسرائيلي وأنظمة المخابرات الإسرائيلية الفعالة ستنجح في منع معظم الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ستتحطم".

ووفقاً لمقالة موجزة حديثة حول تقييم قدرة حزب الله الصاروخية، أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث أمريكي، فإن "العثور على قدرات حزب الله الصاروخية وتدميرها سوف يتطلب جهداً هائلاً من حيث الضربات الاستطلاعية".

وتضيف المقالة أن "ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تشمل أيضا صواريخ بعيدة المدى. ومن المرجح أيضًا أن يتم استخدامها بشكل أساسي، حيث يهاجم حزب الله بضربات بعيدة المدى المراكز السكانية الإسرائيلية لتقويض الدعم الإسرائيلي للحرب".

ويعتقد الخبراء أن التحدي الأكثر خطورة من المرجح أن يكون العدد الهائل من الصواريخ القادمة التي يتم إطلاقها في موجات مصممة عمداً للتغلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وقال سيث جي جونز، المحلل في مركز الأبحاث في واشنطن، الأسبوع الماضي، مرددا تحذيرات مسؤولي البنتاجون: "سيكون من الصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية أن تواجه الترسانة الصاروخية واسعة النطاق القادمة من الشمال".

من جانبه، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن لشبكة CNN، التي أفادت أيضاً أن إسرائيل تنقل أصولاً إضافية للدفاع الجوي إلى الشمال: "إننا نقدر أن بعض بطاريات القبة الحديدية على الأقل سوف تنفد".

وتمتلك إسرائيل حوالي 10 بطاريات للقبة الحديدية تحتوي كل منها على حوالي أربع قاذفات فردية، كل بطارية متصلة بنظام رادار يكتشف الصواريخ القادمة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأنظمة، مقيدة ماديًا بعدد التهديدات التي يمكنها التعامل معها في وقت واحد.