شهدت أسواق بيع الأضاحي والأغنام بأسوان حالة من الانتعاشة في عمليات البيع والشراء، قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، فيما جاءت أسعار البيع مماثلة لنفس أسعار العام الماضي، يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فية التجار زيادة معدلات الإقبال والبيع مع نهاية الأسبوع الجاري بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، مع توقعات أيضا بانخفاض الأسعار.
واشتهرت عدة مناطق بمدينة أسوان ومدن المحافظة بانتشار شوادر بيع الأضاحي خلال موسم العيد، التي يعد من أشهرها على الإطلاق سوق منطقة البشارية، أو سوق الخميس القديم بمدينة أسوان، حيث توافد عشرات الباعة وتجار المواشي والأغنام من مختلف المحافظات وخاصة من منطقة مثلث حلايب وشلاتين بالبحر الأحمر؛ لبيع مختلف أنواع الخراف الحية البلدية والمجنسة والضأن والعجول في شوادر أقيمت في المنطقة.
ورصد مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بأسوان عمليات البيع والشراء للأضاحي بسوق منطقة البشارية أشهر أسواق الأضاحي بالمحافظة.
وفي البداية، كشف عدد من تجار الأغنام والماشية البلدي بسوق منطقة البشارية أن الاقبال إلى حد ما ما زال في مرحلة المقبول؛ نظرًا للظروف الحالية التي تشهدها البلاد مع فيروس كورونا المستجد، وحالة التخوف لدى العديد من الأسر المصرية من التوافد على الأسواق، فيما قال الكثيرون إنه من المتوقع زيادة الإقبال خلال الأيام القليلة القادمة قبل حلول عيد الأضحى خاصة أن الأسعار مماثلة كثيرا لنفس أسعار العام الماضي.
وقال أسامة عز الدين، تاجر أغنام من منطقة شلاتين بالبحر الأحمر، إنه يأتي إلى سوق منطقة البشارية كل عام مع حلول الأيام العشر الأولى من ذي الحجة لطرح مختلف الأنواع من الأغنام، التي يتصدرها الخراف البلدي والمهجن والبشاري وأنواع أبو دليق، وغيرها، والتي شهدت إقبالا مقبول مقارنة بحالة التخوف لدى العديد من الأسر المصرية من انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما توقع تزايد معدلات البيع خلال الأيام القادمة مع قرب حلول العيد.
وأوضح شعبان البرنس، تاجر خراف من محافظة سوهاج، أنه يحرص سنويا على القدوم إلى أسوان لبيع الخراف الحية بمنطقة البشارية، وقال إن أسعار هذا العام متوازنة مقارنة بالعام الماضي حيث تراوح بيع الكيلو من الماعز من 55 لـ66 جنيها للكيلو جرام، ومن 50 لـ55 جنيها للكيلو من الخراف.
أما شريف عوض، أحد أشهر تجار الأغنام بمنطقة البشارية بأسوان، فيقول إن أهالي البشارية بأسوان يعتبرون موسم عيد الأضحى المبارك عيداً خاصاً بالنسبة لهم، حيث يطرح مربيين الأضاحي أكثر من 5 آلاف رأس من الأغنام والضأن خلال الموسم بمناطق البيع الشهيرة، التي يفد إليها الأسوانيون والتجار من كافة المحافظات.
وتابع أن نظام بيع الأضاحي في معظم أسواق أسوان، وخاصة سوق منطقة البشارية، يعتمد خلال الموسم على طريقتين: الأولى، نظام البيع بـ"الرأس" دون التقيد بالوزن، حيث يتراوح سعر الضأن ما بين 2000 إلى 2500 جنيه، ويزداد السعر مع زيادة حجم الأضحية، الذي قد يصل إلى 5 آلاف جنيه كحد أقصى، أما الطريقة الثانية لشراء الأضحية، فتعتمد على الوزن "القائم"، التي تختلف في العادة على حسب نوع الخراف ويتراوح سعر كيلو الضأن "قائم" حاليا ما بين 50 - 55 جنيها.
من جهته، قال عوض هدل، شيخ مشايخ البشارية بأسوان، إن منطقة البشارية تتميز بأنها أول سوق مصرية تستقبل الضأن والأضاحي القادمة من خارج مصر من ناحية الجنوب، التي تُستورَد من السودان والصومال وتدخل البلاد عبر منفذ شلاتين شرقا وأبوسمبل وأرقين جنوبا، وهي من الأنواع التى يطلق عليها البشاري، أو المجنس وخراف أبو دليق الشهيرة في السودان ، بالإضافة إلى الخراف البلدية التي تربى داخل مصر.
وأردف قائلاً إن المواطنيين من المضحيين كانوا يقوموا بحجز الخراف والأضاحي في السنوات الماضية قبل وقت طويل من العيد، لكن الآن تغيرت الأمور، إذ أصاب سوق الماشية والضأن كساد غير مقبول نظرا لارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية التي تشهدها مصر حاليا، والتي يمكن أن تضطر الكثيرين منهم لإلغاء فكرة شراء الأضاحي، والاكتفاء بشراء اللحوم المذبوحة.
وكان أشرف عطية محافظ أسوان قد قرر فرض 3 آلاف جنيه غرامة مالية لعمليات ذبح الأضاحي في الشوارع، وخاصة في ظل التصريح لكافة المواطنين بذبح الأضاحي الخاصة بهم داخل المجازر الحكومية المعتمدة مجاناً أيام العيد، كما قرر المحافظ أيضا حظر إقامة أية شوادر لعرض الذبائح الحية بالطرق العامة سواء للمواطنين أو محلات الجزارة، وفي حالة المخالفة يتم فرض غرامات مالية تصل إلى 20 ألف جنيه، مع القيام بإزالة هذه الشوادر.
وأكد المحافظ أن هذه القرارات تأتي للحد من ظاهرة انتشار ذبح الأضاحي في الشوارع خلال أيام العيد لما لها من تأثير سلبي بيئي وصحي، وكذلك للحفاظ على النظافة العامة وشبكات الصرف الصحي، وهو الذي يتوازى مع قيام مسئولي المحليات بمنع ظاهرة انتشار شوادر بيع الخراف والماشية على الأرصفة لما تسببه من تعديات وإشغالات وانتشار للمخلفات والحشرات الضارة.
وكلّف المحافظ مسئولي المحليات بالتنبيه على أصحاب محال الجزارة الراغبين بالذبح بالمحال الخاصة بهم أو بإقامة شوادر ملحقة بها بأن يتقدموا للحي المختص للحصول على الترخيص اللازم وسداد مقابل المعاينة الميدانية.