مقابر الإمام الشافعي.. رفات ملكية وتاريخية مهددة بأمر القانون - بوابة الشروق
الخميس 24 أكتوبر 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقابر الإمام الشافعي.. رفات ملكية وتاريخية مهددة بأمر القانون

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأربعاء 23 أكتوبر 2024 - 8:50 م | آخر تحديث: الأربعاء 23 أكتوبر 2024 - 8:50 م

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صورًا منسوبة لمقابر الإمام الشافعي في القاهرة القديمة.

وأظهرت الصور المتداولة أحد القباب التاريخية مهدومًا بشكل عشوائي، حيث رصدت بعض الصور وجود "حفار" بجانب القبة، مما يوحي بأنه يقوم بهدمها، إذ اعتاد أهالي المنطقة تواجده عدة مرات لتنفيذ أوامر الهدم.

 

وتفاعل النشطاء مع الصور على نحو غاضب، معتبرين أن القبة أثرية توثق لحقبة هامة من تاريخ مصر، وهي الحقبة الإسلامية.

- أين تقع منطقة الإمام الشافعي؟

تقع منطقة الإمام الشافعي بالقرب من قلعة السلطان صلاح الدين الأيوبي في القاهرة العتيقة، وتضم أكثر من 150 مقبرة يعود تاريخها لأكثر من قرن ونصف.

تضم مقابر الإمام الشافعي رفات عشرات الشخصيات التاريخية، مثل الملكة فريدة وأمير الشعراء أحمد شوقي والفنان يوسف بك وهبة.

- من هو الإمام الشافعي ومتى نشأ مسجده؟

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلب، وثالث الأئمة الأربعة وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، مؤسس علم أصول الفقه.

يلتقي نسب الشافعي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لقب بعالم العصر وناصر الحديث وإمام قريش والإمام المجدد، وأحد أبرز أئمة أهل السنة والجماعة عبر التاريخ.

بحسب الموقع الرسمي لوزارة الآثار المصرية، أنشأه الأمير عبد الرحمن كتخدا مسجد الإمام الشافعي سنة 1176هـ الموافق 1762 ميلاديًا، ليقع بجوار ضريح الشافعي. ظل المسجد على تخطيطه إلى أن جدده الخديوي توفيق، لكنه لم يكتمل ليتمه من بعده الخديو عباس حلمي الثاني. للمسجد واجهات من الحجر، وتميزت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله مئذنة تشبه المآذن المملوكية وله منبر من الخشب المطعم بالعاج والآبنوس.

يوجد أيضًا مركز زوار الإمام الشافعي، الذي يقع في مبنى ملحق بقبة الإمام الشافعي، متصل بردهة القبة، ويعود تاريخ بناء هذا الملحق إلى القرن التاسع عشر ميلاديًا، وقد استخدم سابقًا كملحق متعدد الغرف من قبل الأوقاف، ويوفد إليه الزائرون في الوقت الحالي.

- مسجد الإمام الشافعي.. افتتاح بعد الترميم

في عام 2020، افتتح مسجد الإمام الشافعي، حيث أقيمت به شعائر صلاة الجمعة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وصيانته. يأتي ذلك بعد مشروع ترميم ورفع كفاءة قبة الإمام الشافعي، والتي بدأت في مارس 2017 تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، بتمويل من صندوق السفراء الأمريكي بتكلفة تقدر بنحو 20 مليون جنيه.

وترميم الجامع هو مشروع ضخم قامت به شركة المقاولون العرب لما لها من خبرة في هذا المجال تحت إشراف الوزارة بتكلفة تقدر بنحو 13 مليون جنيه بتمويل من وزارة الأوقاف.

جرى مشروع ترميم ورفع كفاءة قبة الإمام الشافعي على مراحل عدة، حيث انتهت أعمال المرحلة الأولى للمشروع في عام 2018، والتي تضمنت الانتهاء من كل الدراسات التاريخية والإنشائية للقبة وأعمال التوثيق الأثري للمكونات والزخارف الخاصة بها.

كما تم وضع الأسلوب الأمثل لمعالجة التدهور الإنشائي واتخاذ إجراءات الحماية اللازمة لجميع المفردات والعناصر المعمارية والزخرفية للقبة من الداخل والخارج، بالإضافة إلى الانتهاء من جميع أعمال ترميم الواجهات الخارجية.

بدأت أعمال المرحلة الثانية من المشروع عام 2019، حيث تم الانتهاء حتى الآن من نحو 65% منها، ومن المتوقع الانتهاء منها كليًا في عام 2021. شملت هذه المرحلة جميع أعمال الترميم ورفع كفاءة القبة من الداخل والموقع العام الخارجي ووضع نظام إضاءة حديث للقبة.

بالإضافة لذلك، تمت أعمال حفائر أثرية أثناء أعمال المرحلة الأولى، والتي أسفرت عن اكتشاف بقايا لمبنى كان مقامًا على الضريح في العصر الفاطمي، أي قبل بناء القبة الحالية التي تعود لعصر الملك الكامل الأيوبي سنة 608 هجرية، بالإضافة إلى ترميم المقصورات الخشبية.

- لماذا يتم هدم بعض مقابر الإمام الشافعي؟

يأتي هدم المقابر في الإمام الشافعي منذ عام 2021 بقرار من الحكومة المصرية في إطار خطتها لتطوير منطقة الفسطاط الإسلامية العتيقة وإقامة جسر يمنع التكدس. في أبريل الماضي، أصدرت محافظة القاهرة قرارًا برقم 2557 لسنة 2024، نص على وقف الدفن في المقابر والمدافن الواقعة في نطاق محور صلاح سالم البديل، الموجودة في منطقتي الإمام الشافعي والسيدة نفيسة بالقاهرة.

دفع الوضع الحالي الكثيرين للتخوف من آلية التعامل مع المقابر الأثرية المميزة في منطقة الإمام الشافعي، والتي تضم رفات العائلة الملكية لأسرة محمد علي وبعض الشخصيات التاريخية المصرية، وذلك بسبب الإزالات العشوائية التي طالت بعض المعالم الأثرية من القباب والمآذن وغيرها من المباني العتيقة في المنطقة.

- منطقة مقابر الإمام الشافعي.. رفات ملكية وتاريخية مهددة بأمر القانون

1- شاهد قبر الأمير رضوان بك الفقاري

تضم منطقة مقابر الإمام الشافعي قبر الأمير رضوان بك الفقاري عام 1060هـ/1650م، الذي عرف بـ "أمير الحج" وافر الحرمة مسموع الكلمة ملازما للصوم والعبادة، وهو الذي عمر القصبة المعروفة به خارج باب زويلة عند بيته وأنشأ الزاوية التي بها وبعض الزاوية الأخرى، وصاحب وقفا للمحتاجين، وقد دفن في صحراء الإمام الشافعي بالقرب من عين الصيرة، بشارع أبو جبل متفرع من شارع عين الحياة، والمرقم بآثار 383.

سكنت رفاته وروحه قرافة الإمام الشافعي وسط سكون وهدوء الموتى وبعيدا عن صخب الملوك والأمراء. مع مرور الزمن، تعرض الضريح لتسلل المياه إلى التربة، ثم أجريت له بعض أعمال الترميم للحفاظ عليه.

 

2- (حوش الباشا).. مقابر أسرة محمد علي

شراء الوالي محمد علي أرض حوش إبراهيم باشا عام 1220هـ/1805م ليبني عليه مدفناً من قبتين له ولأسرته، وعند وفاة ابنه طوسون عام 1231هـ/1816م، قام بعمل تركيبة فخمة لقبره وأحاطها بمقصورة برونزية.

تم إنشاء قبتين أخريين خلال الفترة من 1231هـ/1816م إلى 1238هـ/1823م، وتم بناء قبتين جديدتين عام 1246هـ/1830م اشتملت على 15 مدفناً، وفي عام 1301هـ/1883م، قام الخديوي توفيق بإنشاء حجرة دفن لوالدته شفق نور.

تمت عدة أعمال إنشائية في عهد الملك فاروق، منها بناء المدخل الرئيسي للمدفن وقبة المدخل والدهليز الرئيسي المؤدي إلى المدافن.

وبحسب الصفحة الرسمية للملك فاروق الأول، يقع حوش الباشا بالإمام الشافعي كامتداد للقرافة الصغرى. ورغم أن محمد علي أنشأه ليكون مدفنا له ولأسرته من بعده، لكن شاءت الظروف أن يدفن بجامع محمد علي بالقلعة.

الحوش مقسم إلى مجموعة من المقابر تحت ثلاث قباب كبيرة الحجم وبجوارها ثلاث قباب أخرى أقل حجمًا، وقد زخرفت باطن هذه القباب بزخارف متنوعة بديعة ما بين نباتية وهندسية وكتابية، وتبدو متأثرة بالطراز التركي، وحملت تلك القباب على أعمدة حجرية ضخمة.

من أهم الشخصيات التي دفنت بالحوش: إبراهيم باشا بن محمد علي، وأمينة هانم زوجة محمد علي، وإسماعيل بن محمد علي الذي مات محروقًا في السودان، وأحمد طوسون بن محمد علي، وعباس حلمي الأول، والخديوي سعيد، وشفق نور هانم أم الخديوي توفيق، وإلهامي باشا بن عباس الأول، وأحمد رفعت بن إبراهيم باشا.

كما دفن بالحوش الملك فاروق قبل نقله إلى جامع الرفاعي، وغيرهم من أفراد العائلة الملكية.

4- مقابر عائلة ذو الفقار

في عام 2022، أوضح الدكتور ماجد فرج، الباحث والمتخصص في شؤون الأسرة المالكة، أنه حتى الآن لا أحد يعرف مصير رفات أسرة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، أنه: "حتى الآن نقلنا فقط جثمان الملكة فريدة، والقرار النهائي في عملية نقل المقابر لم يصدر، وهناك حوالي 70 شخصًا في هذه المقابر، أتمنى حل مشكلة نقل رفات أسرة ذو الفقار لأنها أسرة قدمت الكثير لمصر وأتمنى نقل رفات الأميرة فوزية إلى جامع الرفاعي".

4- مدفن عائلة ثابت (سوزان مبارك)

في مطلع أكتوبر الجاري، انتقد علاء مبارك، ابن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، إقدام السلطات المصرية على إزالة مدفن عائلة «ثابت»، عائلة والدته سوزان مبارك، بمنطقة الإمام الشافعي، على حد قوله.

وكتب علاء عبر حسابه على منصة "إكس": "مدفن عائلة ثابت بالإمام الشافعي ضمن مدافن أخرى يتم نقل رفات الموتى منها مع إزالة المدن"، ووصف الأمر بأنه «محزن ومؤلم».

وتابع قائلا: "إزالة مدافن تجاوز عمرها الـ120 عاما من أجل تنفيذ مشاريع توسعية من دون أي مراعاة لحرمة الموتى"، بحسب صحيفة أنباء الشرق الاوسط.


اقرأ أيضا...
https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=17042023&id=80cfb476-f983-4252-ab31-4c3adcca7b23



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك