بعد حديث أم كلثوم.. كيف وصلت المسلات الفرعونية في الأقصر لساحات باريس؟ - بوابة الشروق
الجمعة 13 سبتمبر 2024 7:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد حديث أم كلثوم.. كيف وصلت المسلات الفرعونية في الأقصر لساحات باريس؟

محمد حسين
نشر في: السبت 24 أغسطس 2024 - 8:14 م | آخر تحديث: السبت 24 أغسطس 2024 - 8:15 م

انتشر في الساعات الأخيرة، على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو قصير من لقاء تلفزيوني كانت ضيفته السيدة أم كلثوم، وقت زيارتها للعاصمة الفرنسية باريس.

وسألت المذيعة السيدة أم كلثوم، خلال المقابلة: "إيه أجمل مكان عجبك هنا وكل ما تيجي باريس تحبي تفوتي عليه؟"؛ لتجيبها أم كلثوم: "المسلة"، لتسألها عن السبب وراء ذلك، فترد ضاحكة: "عشان بتاعتنا".

ومع تداول الفيديو على نطاق واسع، في سياق خفة ظل السيدة أم كلثوم، نتناول حديث كوكب الشرق من زاوية قصة انتقال "مسلة الأقصر" الشهيرة لساحة الكونكورد الشهيرة بالعاصمة الفرنسية باريس.

*مسلة الأقصر.. هدية محمد علي الشاهدة على أمجاد رمسيس

وتُزين ساحة الكونكورد بباريس تحفة معمارية فريدة، هي مسلة الأقصر، التي قدمها محمد علي باشا كرمز للصداقة بين مصر وفرنسا.

وتظهر على ظهر المسلة نقوش بديعة، تتجلى عظمة رمسيس وسلطته المطلقة فيها؛ حيث يظهر وهو يسيطر على العالم؛ فحكام الدول الأجنبية يقفون خاضعين تحت قدميه، وشعوب الأرض تعترف بسلطانه، وأن هذه النقوش هي شهادة حية على قوة الإمبراطورية المصرية في عهده، وفقا للمؤرخ الفرنسي من أصل مصري روبير سولي.

وبحسب سولي، شيدت المسلة المصنوعة من قطعة واحدة ضخمة من الجرانيت، في عهد رمسيس الثاني بين 1279 و1213 قبل الميلاد ووضعت عند مدخل معبد الأقصر المكرس للإله آمون في قلب مدينة طيبة القديمة في مصر السفلي، ويعزي شكلها وطولها وارتفاعها الكبير إلى كونها وسيلة بالنسبة للمصريين القدماء للتقريب بين الأرض والسماء.

*أقدم نصب تذكاري في باريس

وتُعتبر مسلة الكونكورد، بتاريخ يمتد لأكثر من 3000 عام، أقدم نصب تذكاري في باريس، شاهدة على عراقة الحضارة المصرية، وتندمج بشكل كامل في نسيج المدينة، لتصبح أيقونة باريسية لا تُنسى.

*أم كلثوم: صوت الأمة العربية في قلب باريس

وفي أعقاب نكسة يونيو عام 1967، شاركت أم كلثوم بدور وطني لا يُنسى، حيث وظفت صوتها في دعم ساحات معركة استعادة الكرامة المصرية، بأن رتبت عددا كبيرا من الحفلات خارج مصر، ووهبت ما تلقته عنها من أجر لخدمة المجهود الحربي.

*التذكرة الواقفة

ومن بين أشهر تلك الحفلات كان حفلها في فرنسا؛ وكانت ترتيبات الحفل في الأصل قد بدأت قبل 1967 حين حاول مدير مسرح أولمبيا، برونو كوكا تريكس، التعاقد معها في إطار مبادرة له للانفتاح الفرنسي على الثقافة العالمية، فاشترطت أم كلثوم أن تتقاضى 7000 جنيه إسترليني في الحفلة، على أن يتكفل كوكا تريكس بنفقة جميع أفراد فرقتها، وقد أطلقت شركة الطيران العربي التي نقلت أم كلثوم اسمها على الرحلة تكريماً لها.

وحول تفاصيل الحفل في العاصمة الفرنسية، تطرقت السطور إلى أن التذكرة التي كانت لا تزيد على 30 إلى 50 فرنكاً في المسرح الفرنسي الذي استضاف الحفل، وبلغت 300 فرنك في حفلة أم كلثوم، وحين نفدت التذاكر أصدر المسرح ما سماه بـ«التذاكر الواقفة»، والتي لا تمكن أصحابها من الجلوس، والتي بلغ سعرها 500 فرنك، ووصل الأمر من ندرة الأماكن أنه بعد أن اكتمل بيع التذاكر أن حاول شخص ثري شراء تذكرة بمبلغ 100 ألف فرنك، ففشل، ووصل بالمبلغ إلى 500 ألف فرنك، وفشل أيضاً، فما كان منه إلا أن أخرج مسدسه وهدّد بإطلاق الرصاص ما لم يجب طلبه.

وانتهى الأمر بتدبير المسرح تذكرة له بين الواقفين، بعد أن تحول الموقف إلى قصة طريفة، كما شهد الحفل وقائع غير متوقعة مثل تقبيل شاب يدها، وانكباب آخر على تقبيل قدميها، بما تسبب في وقوعها على الأرض، وفقا لكتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي"، للكاتب كريم جمال.

*ملوك وشعوب في حضرة الست

وبحسب الكتاب، فقد حفلت المقاعد الأمامية بوجود شخصيات مهمة، من أبرزها الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، الذي تصادف وجوده في باريس، و13 سفيراً عربياً، من بينهم ممثل جامعة الدول العربية في باريس، كما حضرت على الصعيد الشعبي أعداد مقدرة من الجالية العربية بفرنسا، ومن الجاليات العربية في أوروبا، و500 يهودي شرقي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك