على أحد أطراف الأراضى التركية المطلة على البحر المتوسط، وقف شاب سورى يعتزم الحفاظ على حريته تحت أى ظروف، حتى لو كان مضطرا للسباحة لمدة ست ساعات متواصلة فى المياه المفتوحة وصولا لأقرب جزيرة يونانية من السواحل التركية.
هشام معضمانى، الشاب السورى الذى يبلغ من العمر 24 عاما، خاض رحلة غير عادية عبر مياه البحر المتوسط من أجل الحرية، بعد أن فقد كل أمواله وممتلكاته، وكل ما تبقى لديه ثلاثة مقتنيات فقط، وهى قلم ليزر وهاتف محمول وجواز سفر، وضع ثلاثتها فى كيس بلاستيك قبل أن يقفز فى المياه الباردة، حفاظا عليها من البلل، بحسب شبكة «بى بى سى» الإخبارية.
وكانت سباحة 5 كيلومترات فى مياه البحر المتوسط الواسعة للوصول إلى أوروبا، هى خيار معضمانى الوحيد، نظرا لعدم امتلاكه أى أموال، ويستحيل عليه جمع ألف دولار تضمن له مقعد فى أحد القوارب المطاطية الخاصة بالمهربين، وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية التى نشرت قصته، أمس، قال معضمانى: «كانت هناك جزيرة فى الوسط على بعد نحو 3 كيلومترات، أقنعت نفسى بأنى سأحاول بلوغها وأطلب المساعدة فى الصباح».
لم تسر الأمور كما خطط لها معضمانى، بعد أن قفز فى مياه البحر الواسعة، ومع اقترابه من الجزيرة المهجورة، وجد منحدرات حادة يستحيل تسلقها، فاستمر فى السباحة حتى رأى قاربا عابرا، استخدم قلم الليزر خاصته للإشارة للمركب، وانتشلته قوات خفر السواحل اليونانية إلى الشواطئ الأوروبية.
وبالرغم من أن معضمانى يعرف السباحة جيدا، ولكن بحسب تقرير الصحيفة، فهو لم يسبح فى البحر إلا مرتين فقط، ولم يسبق له أن سبح مثل هذه المسافة، كما يعتقد معضمانى أنه أول لاجئ يسبح فى المياه بين الأراضى التركية والجزر اليونانية.
بدأت رحلة معضمانى عام 2012 انطلاقا من سوريا، مرورا بـ11 دولة ووصولا إلى وجهته المرجوة ألمانيا، بعد رحلة ملحمية عاشها الشاب الذى لم يغادر وطنه سوريا طوال حياته.