كيف يمكن للولايات المتحدة الدفاع عن تايبيه في ظل تصاعد التوترات بمضيق تايوان؟ - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 3:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يمكن للولايات المتحدة الدفاع عن تايبيه في ظل تصاعد التوترات بمضيق تايوان؟

د ب أ
نشر في: الأربعاء 25 أغسطس 2021 - 11:29 ص | آخر تحديث: الأربعاء 25 أغسطس 2021 - 11:29 ص
رغم تعهد الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة، بالدفاع عن ألمانيا الغربية، إلا أنها لم تعترف بها كدولة مستقلة.

كما واجهت واشنطن فرض قيود شديدة على قدرتها على نشر قوات على أراضي ألمانيا الغربية ومساعدتها في ترسيخ شرعيتها الدبلوماسية.

ويقول المحلل الامريكي، هال براندز، في تقرير نشرته وكالة "بلومبرج للانباء، إن الوضع يبدو غير منطقي، ولكنه تقريبا هو ما تواجهه الولايات المتحدة اليوم فيما يتعلق بتايوان. وهي مشكلة حاولت الإدارتان الرئاسيتان الأخيرتان في الولايات المتحدة حلها، من خلال قلب استراتيجية الصين المفضلة ضدها.

والخلفية وراء ذلك هي وجود علاقة غريبة جدا بين الولايات المتحدة وتايوان، فمنذ أن مرر الكونجرس "قانون العلاقات مع تايوان" في عام 1979، كان هناك التزام غامض من جانب الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان، كما قامت من حين لآخر، ببيع الأسلحة إليها.

وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل تصاعد التوترات بمضيق تايوان، جعل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الدفاع عن تايوان أحد أعمدة الإستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ثم أعلنت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن - وسط القيام بتدريبات عسكرية مهددة للصين - أن الدعم الأمريكي لتايوان "ثابت لا يتزعزع".

ويقول براندز إنه مع ذلك، فإن الولايات المتحدة ليس لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان منذ عام 1979، عندما نقلت هذا الاعتراف إلى بكين.

ولم يعد البنتاجون يبقي على قوات مقاتلة أو طائرات هناك، مما يعني أنه إذا رغبت الولايات المتحدة في الدخول في نزاع، فإنها ستحاول الدفاع عن تايوان بواسطة قوات توجد على بعد المئات، أو حتى الآلاف من الأميال.

ويحظى محور إستراتيجية الولايات المتحدة في شرق آسيا بقدر قليل من الشرعية العالمية: وترتبط تايوان بعلاقات دبلوماسية كاملة مع 15 دولة فقط، وهي مستبعدة من الكثير من المنظمات الدولية، مما يسبب معضلة بالنسبة لواشنطن.

ويقول براندز إنه إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى جعل فكرة أنها ستقاتل من أجل الدفاع عن تايوان، تتسم بالمصداقية، فإنه من المتوقع أن تبدأ بالاعتراف بتايوان دبلوماسيا. وقد تعرض على تايوان تعهدا دفاعيا لا لبس فيه، بصورة أكثر رسمية، وأن تقوم بتوسيع نطاق العلاقات العسكرية بين البلدين بصورة أكبر، وأن تعيد تايبيه إلى المنتديات الدولية.

ومن ناحية أخرى، يوصي المحلل دان بلومنتال، بأن تعامل أمريكا تايوان بصفتها شريك حيوي، وليس كمشكلة خلفتها الحرب الباردة.

ويتمثل التحدي الواضح في إمكانية أن تستخدم الحكومة الصينية نفوذها لجعل هذا النهج صعبا للغاية، كما يمكنها أن ترد بصورة خطيرة، بل وعنيفة، على التغييرات السريعة في الوضع السياسي أو الدبلوماسي لتايوان. وتوضح مديرة المخابرات الوطنية، أفريل هاينز، أنه لهذا السبب اختار بايدن عدم إعطاء تايوان تأكيدا دفاعيا صريحا، خوفا من أن تقوم الصين بتصعيد الضفط العسكري والاقتصادي على تايبيه بشكل كبير، بينما تعمل على "تقويض المصالح الأمريكية بقوة في أنحاء العالم."

وبدلا من ذلك، اتخذ كل من ترامب وبايدن، بدفعة من الكونجرس، نهجا تدريجيا أكثر مهارة .

فقد زادت إدارة ترامب وعجّلت من مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، بناء على نظرية أنه كلما زادت هذه المبيعات، كلما صارت كل واحدة أقل إثارة للجدل. وقد قام كل من ترامب وبايدن بتعزيز الزيارات رفيعة المستوى إلى تايوان، وسهلا على العسكريين الأمريكيين الذهاب إلى هناك. كما التزم المسؤولون الأمريكيون بمساعدة تايوان على تعزيز مكانتها، وإن كان ذلك ببطء، في منظمات مثل جمعية الصحة العالمية.

وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت إدارة بايدن أنها ستجري مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وتايوان، بينما حثت العديد من الدول الأخرى – وتحديدا دول مجموعة السبع وأستراليا - على التصريح علنا، وإن كان بصورة غير مباشرة، بمعارضتها للعدوان الصيني في المضيق.

وبصورة فردية، لا تعتبر أي من هذه الخطوات دراماتيكية. ولكن بصورة تراكمية، فإنها ترقى إلى مستوى بذل جهد هادئ من جانب الحزبين الامريكيين (الجمهوري والديمقراطي)، لعكس التدهور الطويل لمكانة تايوان العالمية، وهو جهد يقلصإلى حد ما من مخططات الصين.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك