عرف الإنسان العلاج الوهمى (Placebos) منذ بدايات الطب الحديث درج العلماء فى برامج البحث العلمى عامة ومجال تقييم فاعلية الأدوية الحديثة على إجراء تجاربهم على مجموعة من المرضى وربما كان بهم قدر معلوم من الأصحاء أيضا بعد تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين فى العدد والنوع (رجال وسيدات) وإعطاء مجموعة منهم الدواء الفعلى والمجموعة الأخرى ذلك الدواء الوهمى الذى عادة ما يشبه الدواء الفعلى تماما فى شكل الأقراص ولونها وربما شكل العبوة لكنه خالٍ تماما من المادة الفعالة. فهى غالبا أقراص مصنوعة من الدقيق أو النشا بقصد ألا تحدث أى تغيير فى حالة من يتناولها.
يخفى الأطباء تماما عن المجموعتين أيهما يتناول الدواء وأيهما يتناول أقراص العلاج الوهمى بينما يرصدون أحوال الجميع الصحية بدقة لمعرفة أثر العلاجين الفعلى والوهمى.
الجديد فى التجربة التى جرت هذا الأسبوع وأعلنت نتائجها من كلية طب هارفارد فى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية أن العلاج الوهمى نجح فى علاج أعراض متلازمة الأمعاء سريعة التأثر (Irritable bowel syndrom) المعروفة بقسوة آلامها وتأثيرها فى حياة من يمرضون بها رغم علم المرضى أن هذا علاج وهمى وفقا لخطوات البحث الذى أجرى بغرض تقييم تأثير الدواء الوهمى.
المدهش فى الأمر أن البحث الذى أجرى على تلك المجموعة من المتطوعين الذين تناولوا الدواء الوهمى من عبوات معروفة لهم ومدون عليها عبارة (Placebo) قد أعربوا عن ارتياحهم بعد تناول الأقراص فى نسبة تجاوزت ستين بالمائة من عددهم!
تعد قضية الدواء الوهمى أمرا مثيرا للكثير من علامات الاستفهام خاصة فى مجال تجريب الأدوية الجديدة إذ يثبت العلم أنه يسجل نتائج تصل إلى ٣٠ ــ ٤٠٪ تشير إلى فاعليته رغم غياب أى عنصر فعال فيه فى مقابل الأدوية الحقيقية.
أكد الطبيبان Ted Kaptchuk & Beth Israel من طب هارفارد أن النتائج التى حصلا عليها أدهشتهما لكنهما بعد لا يملكان جوابا شافيا خاصة أن المرضى تناولوا الدواء وهم على دراية كاملة بحقيقته.