لماذا اعتاد المسلمون التجمع لصلاة ليلة 27 رمضان بجامع عمرو ابن العاص؟ - بوابة الشروق
السبت 29 مارس 2025 1:18 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لماذا اعتاد المسلمون التجمع لصلاة ليلة 27 رمضان بجامع عمرو ابن العاص؟

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 26 مارس 2025 - 11:01 ص | آخر تحديث: الأربعاء 26 مارس 2025 - 11:01 ص

يزداد إقبال المصليين في ليلة الـ27 من رمضان على جامع عمرو ابن العاص بمنطقة الفسطاط وسط القاهرة، ليعيد ذلك المشهد للأذهان حكاية أقدم مسجد تأسس في مصر، وفي كامل قارة إفريقيا، حيث استمر 1420 عاما في نشر العلوم الإسلامية وجمع المصليين من مختلف أنحاء القاهرة، كما إنه بقي شاهدا على أحداث التاريخ من تغير دول وعواصم وسلاطين إلا إنه ظل رمزا للعصر الإسلامي في مصر.

وتسرد جريدة الشروق أهم أوصاف جامع عمرو ابن العاص وأشهر المحطات التاريخية التي مر بها عبر القرون المتلاحقة، وذلك نقلا عن كتاب المواعظ والاعتبار لتقي الدين المقريزي، وموقع الهيئة المصرية العامة للاستعلامات.

-بناه الصحابة

حاصر الجيش الإسلامي حصن بابليون حين اختار أحد المسلمين ويدعى "قصعبة ابن كلثوم" أرضا من البساتين ليبني فيها بيتا له، ثم بعد استكمال فتح الأراضي المصرية على يد عمرو ابن العاص أرسل أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أمرا ببناء جامعا للصلاة في مصر، ووقع اختيار عمرو ابن العاص على البستان الذي اختاره قصعبة ليعرض عليه المال مقابل تلك الأرض، فاختار قصعبة أن يتبرع بالبستان دون مقابل ليبنى عليها أول مسجد في مصر وإفريقيا بأكملها.

شارك عدد من الصحابة في بناء المسجد، منهم أبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، والزبير ابن العوام، والمقداد ابن الأسود، وعبادة ابن الصامت -رضي الله عنهم أجمعين- وتم بناء المسجد سنة 21 هجريا، وكان من أوائل بنايات مدينة الفسطاط بجانب دار عمرو ابن العاص رضي الله عنه، حيث كان المسجد مركزا للمدينة التي سكنها المسلمون الفاتحون وتوسعت حتى أصبحت أكبر مدن الديار المصرية.

كان بناء الجامع في حينها بسيطا على نفس طراز المسجد النبوي في عهده الأول، حيث كانت جدران الجامع من الطوب اللبن وسقفه من الجريد وأرضيته من الحصى وأعمدته من الخشب، وبلغت مساحته 50 * 30 ذراعا، تعادل 600 متر مربع، ولم يكن بها منارات ولا منابر ولا صحن يتوسطه بينما كان السقف على ارتفاع منخفض، وكان الخطيب يلقي الخطبة دون منبر، إذ منع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أن يكون الخطيب بمكان مرتفع عن المصليين الجالسين على الأرض.

أقدم جامعة دينية مصرية

يشتهر الأزهر الشريف بتدريس العلوم الشرعية ولكن جامع عمرو ابن العاص كان مركزا لعلوم الإسلام لمئات السنين قبل تأسيس الأزهر، وكان العلماء يقيمون حلقات التعليم في الزوايا وهي أقسام من الجامع، وكان من أشهر علماء درسوا في جامع عمرو الإمام الشافعي وكانت له زاوية معروفة، وكذلك الليث ابن سعد، والعز ابن عبد السلام، وابن هشام صاحب السيرة، وتخطت عدد حلقات التعليم بالجامع الـ100 حلقة، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري.

رجال مشهورين بخدمة المسجد

وحفظت أعمال البناء بجامع عمرو عبر تاريخه عددا من الأسماء المحفورة لرجال عملوا على توسعة وترميم الجامع، وكان من أوائل من رمم المسجد الصحابي معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه، حيث أضاف 4 مآذن للجامع، بينما ضاعف عبدالعزيز ابن مروان مساحة المسجد، ورفع عبدالله ابن عبد الملك الأموي سقف الجامع، وفي العهد الطولوني أشرف خمرويه ابن أحمد ابن طولون على إصلاح الجامع بعد تهدمه، كما أعاد صلاح الدين الأيوبي المسجد بعد تهدمه في حادثة مختلفة، وكان الأمير المملوكي سلار هو من جعل كامل أرضية الجامع من الرخام.

حرائق وزلازل وبقاء الجامع

تعرض جامع عمرو عبر تاريخه الطويل لعدد من الحرائق والزلازل التي رغم شدتها بقي الجامع كآخر بناية من فسطاط عمرو ابن العاص رضي الله عنه، وكان أول حريق يصيب الجامع في عهد أحمد ابن طولون وتم ترميمه وتحسينه، وكان الحريق الأكبر في نهاية العهد الفاطمي حين أحرق وزير الفاطميين شاور مدينة الفسطاط بـ20 ألف قارورة نفط ولكن صلاح الدين الأيوبي تمكن من إعادة بناء المسجد الذي تهدم بعد نحو 200 سنة بفعل زلزال قوي ضرب مصر في عهد المماليك، وأعاد بناء الجامع في حينها الناصر قلاوون.

التصميم الحالي للجامع

يختلف التصميم الحالي بنسبة كبيرة عن الهيئة الأساسية للمسجد إذ مر بعدة ترميمات عبر أكثر من 1000 عام، وكان آخر من أعاد بناءه بالكامل هو الحاكم المملوكي مراد بيه قبيل قدوم الحملة الفرنسية، كما أن تصميم مراد بيه هو ما بقي من الجامع بمئذنتين بالجهة الغربية وجهة القبلة، وصحن كبير وسط الجامع به قبة وفسقية، محاط بـ4 أروقة لها أسقف خشبية، أكبرها رواق القبلة، وبه قبة من عهد عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه، ومحرابين مجوفين، بجانب كل منهما منبر تحيطها أعمدة متوجة تحمل عقود الرواق.

يذكر أن مراد بيه حين أتم بناء الجامع صادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وصلى معه الأمراء وكبار القادة حين افتتاحه، ومنذ حينها أصبحت عادة متوارثة للتجمع في آخر يوم جمعة من شهر رمضان للصلاة بجامع عمرو بن العاص.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك