بانديرما.. قصة سفينة أتاتورك بحرب استقلال تركيا التي تحولت لمتحف ومعلم شاهد على عصره‬ - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 12:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بانديرما.. قصة سفينة أتاتورك بحرب استقلال تركيا التي تحولت لمتحف ومعلم شاهد على عصره‬

تركيا - منال الوراقي
نشر في: الخميس 27 يونيو 2024 - 9:37 ص | آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2024 - 1:01 م

داخل مدينة سامسون الشمالية في الشمال التركي، وعلى شاطئ البحر الأسود، ترسو سفينة "باندرما" التي أقلت قائد حرب الاستقلال ومؤسس الجمهورية التركية الحديثة ورئيسها الأول، مصطفى كمال أتاتورك، ليقود حرب استقلال تركيا في عام 1919.

في جولة لـ"الشروق" داخل السفينة، قال إسماعيل إركه، مرشد سياحي معتمد من وزارة السياحة والثقافة التركية، إن سفينة بانديرما، التي لعبت دورًا مهمًا في تأسيس الجمهورية التركية، تم تشييدها في ميناء مدينة غلاسكو في أسكتلندا عام 1878، تحت اسم "تروكاديرو"، ثم قامت بنقل البضائع في أوروبا تحت اسم "كيمي" لسنوات عديدة.

ولكن بحلول 12 ديسمبر 1891، غرقت السفينة، ليتم إزالتها من المياه وإصلاحها وإعادة تعويمها في نفس العام، ثم تم نقلها بعد ثلاثة أعوام فقط إلى "إيداري محسوسة"، والتي كانت تعني في ذلك الوقت الإدارة البحرية.

وأشار المرشد إلى أنه ومنذ ذلك التاريخ وتحديدا في عام 1994 فصاعداً بدأت السفينة بنقل البضائع والركاب في البحار العثمانية تحت اسم "بانديرما"، ثم وفي 28 أكتوبر 1910، عندما تم تغيير اسم "إيداري محسوسة" إلى "الإدارة البحرية العثمانية"، تم تغيير اسم السفينة إلى "بانديرما" وتم تحويلها إلى عبارة بريد.

وتحدث إسماعيل عن دور السفينة في حرب الاستقلال التي قادها مصطفى كمال أتاتورك، فقال في أعقاب هزيمة وتفكك الإمبراطورية العثمانية بعد خسارة الحرب العالمية الأولى، أبحر أتاتورك، في مايو 1919، متجها بسفينة باندرما إلى ولاية سامسون، حيث خطب خطبته الشهيرة على ميناء سامسون مشعلاً الشرارة الأولى لحروب التحرير والاستقلال، التي استمرت منذ عام 1919 حتى إعلان تأسيس الجمهورية عام 1923.

وبعد وصول مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه إلى سامسون، في 19 مايو 1919، وإعلان تأسيس الجمهورية في عام 1923، واصلت العبارة خدماتها البريدية، حتى خرجت من الخدمة من قبل "إدارة الملاحة التركية" في عام 1924، حيث تم تفكيك السفينة وبيعها عام 1925.

ولكن، أعيد بناء السفينة باستخدام الرسومات الأصلية لها كمرجع وتم تحويلها إلى متحف من قبل حكومة ولاية سامسون، التي تولت حقوق الاستخدام والتشغيل لعبارة بانديرما في 7 فبراير 2005، وتم افتتاحها للزوار في 19 مايو 2006.

واليوم، تعد السفينة من المتاحف التاريخية المميزة في مدينة سامسون وهي نسخة طبق الأصل للعبارة التي أبحر فيها مصطفى كمال إلى سامسون لبدء حرب الاستقلال.

وأشار المرشد المعتمد من وزارة السياحة والثقافة التركية أن السفينة تحولت الى متحف لتكون شاهد على الحرب التي قادها مصطفى كمال أتاتورك لتأسيس الجمهورية التركية، حيث أصبحت رقم 1 من بين 43 معالم الجذب في سامسون.

ويضم متحف السفينة في داخله مقصورة القبطان وغرفة نوم أتاتورك والسطح والمطبخ وبعض التماثيل الشمعية لمصطفى كمال ورفاقه والصور التاريخية، بجانب بعض المقتنيات الأصلية للسفينة مثل ساعة الحائط والهاتف ومواد قياس الخرائط وطفاية الحريق والطاولة والكراسي المصنعة عام 1878.

ويقع متحف السفينة، اليوم، في حديقة النضال الوطنية وداخل شاطئ بانديرما في منطقة جانيك بولاية سامسون بشمال تركيا، حيث يسعى القائمون عليه لإعطاء صورة كاملة للزوار عن أهمية هذه السفينة من خلال اخبارهم بأدق التفاصيل.

وتضم حديقة النضال الوطنية ومتحفها المفتوح، الذي تم إنشاؤه على مساحة 35 ألف متر مربع، بجانب متحف سفينة بانديرما، أيضا نقوش خزفية ترمز إلى الحرب والصراع الصعب لتحرير واستقلال تركيا، الذي استمر منذ معركة جاليبولي حتى سقوط العدو في البحر في إزمير.

كما يضم المتحف نقش الشهداء، والذي نقش عليه بأسماء 1200 شهيد من سامسون ونواحيها، الذين فقدوا في حرب الاستقلال، فضلا عن 10 نقوش برونزية تصف حرب الاستقلال، ونصب التحرير الوطني بسبعة مجسمات، والمدافع والبنادق.

ويضم أيضا الطوربيدات والغواصات والألغام التي تم استخدمها في حرب الاستقلال التركية، كما يتم عرض المواد الحربية مثل المدافع المضادة للطائرات وغيرها.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك