حلمي التوني.. إرث فنى خالد مع نجيب محفوظ - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 6:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حلمي التوني.. إرث فنى خالد مع نجيب محفوظ

حلمي التوني
حلمي التوني
محمود عماد:
نشر في: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 11:26 م | آخر تحديث: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 11:26 م


ارتبط اسم حلمى التونى دائما بالإبداع، ورسوماته لها أسلوب ووقع مختلف. لديه مدرسته الخاصة المتمردة كما وصفها هو بنفسه. لديه دائما جانب مختلف ومتميز ليس مثل أحد سواء فى معارضه الفنية المختلفة التى احتلت بها لوحاته صدارة المشهد الإبداعى التشكيلى، أو برسوماته لأغلفة الأعمال الأدبية.
وبالطبع أكثر تلك الأغلفة إبداعا وتمردا وشهرة هى إعادة رسمه لأغلفة أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ لدار الشروق، فقد أبدع التونى فى إعادة رسم الأغلفة بأسلوبه الخاص المتمرد الذى أعطى أعمال نجيب محفوظ روحا جديدة وبعدا آخر فى دنيا الإبداع ويقول الفنان الكبير حلمى التونى عن تجربة إعادة رسمه لأغلفة أعمال نجيب محفوظ، ورؤيته لتلك التجربة فى أحد الحوارات التى أجرتها معه «الشروق» قبل رحيله:


«أتميز طوال عمرى بأننى ثائر ومتمرد، وظهر ذلك عند ذهابى للعمل فى «دار الهلال» فى خمسينيات القرن الماضى، كان وقتها طريقة ونظام العمل غير مرتبة وسيئة والشغل مبنى على النقل من الخواجات فى جميع المجالات، ووقتها كنت شابا مندفعا ولدى بذرة تغيير، وكنت أرفض النقل فكنت أقرأ النص وارسم رسمة موازية له وبالتالى اختلف إنتاجى عما هو سائد، وهنا كانت بداية التمرد والتى آتت ثمارها فى النهاية وهى التميز لذلك لجأ إلى عدد من الأدباء المتمردين أولهم الكاتبة نوال السعداوى مع أول أعمالها «الأنثى هى الأصل» الذى حاولت نشره فى مصر لكنها فشلت، فذهبت إلى لبنان وأنا كنت هناك وقتها ورسمت لها أول غلاف.


ثم ارتبطت أعمالى بعد ذلك بالكتاب المتمردين والمختلفين منهم جمال الغيطانى، يوسف القعيد، يوسف إدريس، حتى جاءت قمة الهرم عندما طلب المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق أن أقوم برسم أغلفة جديدة لأعمال نجيب محفوظ، ولأننى بطبعى متمرد ومازلت رغم كبر السن، رفضت أن أقدم رسومات أغلفة نجيب محفوظ فى شكل حارة أو مولد، لكننى قررت أتبع مدرستى المتعارف عليها وهى تقديم عمل موازٍ.
وبدأت بالإطلاع من جديد على الـ52 كتابا الخاصة بالأديب نجيب محفوظ، ولجأت إلى مخزونى من صور اللوحات وبدأت بعمل بحث فى اختيار رسم لوحة من اللوحات أو جزء تفصيلى من لوحة له علاقة بالنص وقمت بإخراج مختلف تماماً للغلاف الخاص بالطبعة الجديدة، وكان لإبراهيم المعلم فضل فى كتابة اسم نجيب محفوظ بشكل أكبر وواضح عن التفاصيل الأخرى على الغلاف، فكان إخراجى ثابتا باختلاف الرسومات واخترت اختيارت اعتقد أنها موفقة من لوحات تم وضعها بشكل متواضع وليس صارخا.


وتبقى رسومات الـ52 غلافا لأعمال نجيب محفوظ علامة مبهرة فى مشوار حلمى التونى الفنى الطويل الزاخر بالعديد من الأعمال، ولكن ربما ما يعطى التميز الكبير لتجربة إعادة رسم الفنان حلمى التونى لأغلفة أعمال نجيب محفوظ هو ذلك المزيج العجيب البديع بين التمرد والأصالة، كما أن تجربة رسم أغلفة أعمال نجيب محفوظ هى تجربة لإدخال الفن التشكيلى عالم رسومات الأغلفة من أوسع أبوابه، ليرتبط مشروع حلمى التونى الإبداعى بمشروع نجيب محفوظ الإبداعى حتى يخلدا فى ذاكرة الإبداع معا.


رحل الفنان الكبير حلمى التونى عن عالمنا، ولكن ستبقى أعماله الفنية العديدة فى مشواره الفنى الزاخر بالإبداع لتخلد روحه وفنه فى ذاكرة الجميع وإلى الأبد، وبالطبع يظل مشروع إعادة رسم أغلفة أعمال نجيب محفوظ واحدا من أهم محطات مشروعه الفنى العظيم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك