ممدوح أحمد يكتب: روايتا «منتهى وليس الآن» بريشة الراحل حلمى التونى - بوابة الشروق
السبت 1 مارس 2025 2:38 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ممدوح أحمد يكتب: روايتا «منتهى وليس الآن» بريشة الراحل حلمى التونى


نشر في: الجمعة 28 فبراير 2025 - 7:09 م | آخر تحديث: الجمعة 28 فبراير 2025 - 7:09 م

اهتمت الدراسات النقدية بدراسة «الغلاف وتصميمه» «فهو لم يعد حلية شكلية بقدر ما هو يدخل فى تضاريس النص. بل أحيانا يكون هو المؤشر الدال على الأبعاد الإيحائية للنص»‫.

وبالنظر إلى أغلفة روايات «هالة البدرى» وما فيها من رسومات، وألوان، وأشكال، قد أزالت الغبار، وكشفت الستار عما يحتويه النص من أفكار، فقد حملت الكثير من مضامين الرواية، وخلقت حالة من الانسجام بينها وبين المتن الروائى، فخلق حالة إيجابية عند المتلقى.

ففى  روايتى «منتهى»، و«ليس الآن» ارتبط الغلاف بالموروثات الشعبية بكافة أنماطها وتشعباتها، فنجد الثقافة المادية، والأزياء الشعبية، والحيوانات وإذا أمعنا النظر فى غلاف الروايتين، نجد أن صورة المرأة قد تصدرت الغلافين، فهى مركز الغلاف، ونالت نصيب الأسد منه، ولعل تصدر صورة المرأة لمشهد الغلافين ليس فقط التلاحم بينها وبين النص الأدبى فحسب، بل هى السمة التى يتميز بها الفنان التشكيلى الذى قام برسم غلاف الروايتين وهو «حلمى التونى». الذى يعد من أبرز الفنانين فى مجال تصميم الكتب، والمجلات والذى لقب برسام النساء الذى صرح أن «المرأة أيقونة دائمة الجمال، والأصل الحقيقى للحياة وهى أيضا بداية الفن والإبداع؛ ولذلك فهى ملهمة كل الفنانين».

ويبدو أن الفنان قام أولا بقراءة نص الروايتين، قراءة واعية، متأنية، واستوعب المتن الروائى جيدا، فقام بوضع رسوماته التى تتناسب دلالة، وإيحاء مع نص الروايتين، ونظرا لأنه يميل إلى استلهام الموروث الشعبى فى رسوماته فقد أبدع فى رسم لوحة فنية منقطعة النظير، لخصت مضمون الروايتين، وعبرت عن واقع البيئة الشعبية بكل حذافيرها.

ففى رواية «منتهى» يتصدر الغلاف امرأة، يظهر عليها الجمال المثالى، كما تراه المجتمعات الشعبية، مرتدية جلبابا مزركشا ذا ألوان فاقعة، مع ثقل أردافها الممتلئة المستديرة، والصورة انحازت إلى منطقة الصدر كرمز للأنوثة والجمال، وهذا ما أكده النص الروائى فى مواقف متعددة فى الرواية «قالت نعمة التى وقفت تهش له مفعمة بصحة فرسة صغيرة منقلتة إلى الفضاء، نهداها مشدودان إلى أعلى، مستقزان من يحادثها».

وهى علامة من علامات نضج الفتاة وتحملها للمسئولية «صغيرتهن ... بزها فى صدرها فى حجم الرمانة يخرق عين الشمس ... يا وديدة».

وصورة المرأة تتطابق شكليا بشكل كبير مع شخصية «رخية» إحدى الشخصيات الثانوية فى الرواية، فهى مع تقدمها فى العمر، وزيجاتها الكثيرة، إلا أنها ظلت تحافظ على جمالها وأنوثتها «لها نهدان ينشران حربتيهما، ويتحديانه من تحت جلباب رخيص مزركش بورد فاقع ... ولم تختف من كفيها وقدميها الحنة أبدا».

ونجد أن شخصيات الغلاف الأنثوية قد ارتبطت بالتابوهات الجنسية المحرمة داخل المتن الروائى، فنجد أسفل الغلاف صورة لامرأة عارية، يبدو عليها الذل والانكسار والخضوع، تغطى وجهها بيديها، مع التواء القدمين، علامة من علامات الحسرة والندامة، وكأنها فعلت جرما تنتظر عقابه، وهذا يتوافق مع شخصية «روايح» التى أقامت علاقة غير شرعية مع «بشير القهوجى» انهارت روايح على الأرض:

- أحب على رجلك يا ستى، استرينى!! استرينى، يسترك ربنا دنيا وآخرة.. قالت قومى اختبئى فى مقعد الغلة لو ذهبت إلى داركم البلد كلها ستعرف الفضيحة».

- أما رواية «ليس الآن» فقد لخصت رسومات الغلاف أحداث الرواية وركزت على شخصية «محمود» الأسطورية، الذى أبى الرضاعة من امرأة مرتين، فتسابقت نساء المنتهى والقرى المجاورة على إرضاعه، نظرا للخير الذى يحل عليهن بعد إرضاعه، عندما تقارن بين من ترضعه؛ كيف حلت عليها آثار النعمة والعافية، وبين من ينتظرنه «وأقسمت «أم هاشم»  أنها حين تعود إلى دارها بعد إرضاعه تجد فاكهة لا تعرف مصدرها، وأن زوجها وأولادها يتصورونها هدية من أهل المولود، لكنها لا تذيع سرا إذ تقول إن الملائكة التى تحيط به هى التى تملأ الدار بالخير».

*ماجستير فى الأدب والفنون الشعبية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك