- والعمق الأساسى فيه يكمن فى تسليط الضوء على القيم الإنسانية لشخصية الأم البطلة
أقيمت جلسة نقاشية لكتاب «الخواجاية» للكاتبة فيمونى عكاشة ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، وأدار الجلسة الكاتب الصحفى سيد محمود، وناقش الكتاب كل من الدكتور محمد بدوى والدكتورة شيرين أبو النجا.
رحب سيد محمود بالحضور؛ وأثنى على الرواية، وقال: «نعيش مع سيرة مختلفة، سيرة روائية كما نقرأ على الغلاف، كتبتها «فيمونى عكاشة» عن أمها «جيردا» المرأة الهولندية التى عاشت معظم حياتها فى مصر منذ قدومها فى بدايات خمسينيات القرن الماضى، ورغم صفحات الرواية الثلاث مئة؛ من القطع الكبير، وملحق الصور التى تضىء الرواية وتمنحه حيوية ودفئا عائليا، مازال فى رحلة حياة «جيردا» الكثير ليروى.
وأشار إلى أن فيمونى تفتتح كتابها بإهداء إلى أنور؛ وجيردا؛ وشكر خاص لمجموعة من الأصدقاء والكتاب الذين دعموها حتى خرج الكتاب للنور.
فى البداية، تحدثت فيمونى عكاشة عن خلفية الكتاب، الصادر عن دار الشروق، قائلة: «النص استغرق ثلاث سنوات للانتهاء منه، ولم أكن فى البداية مهتمة بنشر الحكايات، لكن مع مرور الوقت تطورت الفكرة حتى شكلت النص النهائى. أمى كانت حكاءة ممتازة وكان لديها مخزون من الخطابات التى كانت ترسلها لأهلها فى هولندا، وهذا الأرشيف دفعنى للحكى عنه».
وقال الدكتور محمد بدوى عن التحليل النقدى للنص، موضحا: «عندما قرأت الكتاب وجدت أنه ممتع ومهم جدًا، فنحن أمام سيرة تختلط بمفاهيم الرواية السيرية. جزء من جاذبية الكتاب أنه يقف فى المنتصف بين السيرة الغيرية والسيرة الذاتية. الكتاب يعكس رغبة الساردة فى طرح تقاطعاتها مع الأم، وهناك تماهى بين الساردة والشخصية المسرودة».
وأشار بدوى إلى أن العمق الأساسى فى الكتاب يكمن فى تسليط الضوء على القيم الإنسانية لشخصية الأم البطلة، مشيدًا بتركيز النص على الجانب الإنساني، بعيدا عن الخلفية السياسية للأحداث والشخصيات.
أما الدكتورة شيرين أبو النجا، فقد أكدت أهمية الكتاب قائلة: «هذا كتاب يستحق النقاش والحديث عنه كثيرًا. يمكن قراءته كسيَرَة غيرية وذاتية، أو كوثيقة اجتماعية تؤرخ للحياة الاجتماعية وعادات المصريين، وتوثق لصعود وانهيار مصنع الغزل والنسيج فى المحلة من خلال حياة الأب».
أضافت أبو النجا أن الكتاب يصلح أيضًا كوثيقة تاريخية تروى أحداثًا هامة مثل حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 وثورة يناير 2011، مشيرة إلى أن الكتاب يحول التاريخ الشفوى إلى تاريخ مكتوب. كما اعتبرت أن الكتاب يمكن أن يُقرأ من زاوية النسوية من خلال رصد التغيرات التى تطرأ على البنية المجتمعية.
وأشادت أبو النجا بالكتاب واعتبرته ممتعًا ومدهشًا على كافة المستويات الأدبية.
يُذكر أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، ويُعد مناسبة مهمة لعشاق القراءة والثقافة، ويفتتح المعرض يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، ويُمدد حتى 9 مساءً فى يومى الخميس والجمعة.