هوس ألمانيا بدعم إسرائيل.. أصوات ألمانية تنادي بوقف تمويل مهرجان برلين بعد تكريم مخرج فلسطيني - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هوس ألمانيا بدعم إسرائيل.. أصوات ألمانية تنادي بوقف تمويل مهرجان برلين بعد تكريم مخرج فلسطيني

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 29 فبراير 2024 - 8:11 م | آخر تحديث: الخميس 29 فبراير 2024 - 8:17 م

صدر تصريح من وزيرة ألمانية، أثار جدلا، على منصات التواصل الاجتماعي، حول إفصاح الوزيرة عن تصفيقها لمخرج إسرائيلي في حفل توزيع الجوائز بمهرجان برلين السينمائي، ولم يكن موجه للمخرج الفلسطيني.

وقالت كلاوديا روث، وزيرة الدولة الألمانية للثقافة، إنها كانت تصفق فقط للثنائي الإسرائيلي وليس الفلسطيني، بعدما فازا بإحدى الجوائز الكبرى في الحفل الختامي المشحون سياسيا لمهرجان برلين السينمائي.

وفي بيان على موقع إكس (تويتر سابقا)، يوم الاثنين، حاول مكتب روث توضيح أن تصفيقها "كان موجهًا إلى الصحفي والمخرج اليهودي الإسرائيلي يوفال أبراهام، الذي تحدث لصالح الحل السياسي والتعايش السلمي في المنطقة".

وفاز الفيلم الفلسطيني - النرويجي «لا أرض أخرى»، الذي عُرض للمرة الأولى، ضمن فعاليات مهرجان برلين في دورته الـ74 بجائزتي أفضل فيلم وثائقي في المهرجان، بالإضافة إلى جائزة الجمهور في برنامج البانوراما لأفضل فيلم وثائقي.

وقال باسل عدرا المخرج الفلسطيني، إنه ناضل من أجل الاحتفال بنجاح فيلمه، بينما الناس في غزة "يذبحون ويذبحون"، وحث ألمانيا على وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وفي حديثه بعد ذلك مباشرة، شجب أبراهام "حالة الفصل العنصري"، حيث يظهر الفيلم مدى التناقض الذي يحدث على أرض فلسطين من حيث توفر عوامل الأمان ومقومات الحياة للمستوطنات، في مقابل هدم المنازل الفلسطينية بالجرّافات وقطع مواسير المياه وخطوط الكهرباء التي تغذي المساكن الفلسطينية المتواضعة، بحسب صحيفة الجارديان.

وأنهى أبراهام خطابه بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإلى "الحل السياسي لإنهاء الاحتلال"، وكانت تلك اللحظة واحدة من عدة لحظات أعرب فيها صانعو الأفلام عن تضامنهم مع القضية الفلسطينة، وأيضا ذُكرت معركة طوفان الأقصى كفعل "دموي" ارتكبه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر 2023، في البيان الافتتاحي الذي أدلت به مارييت ريسنبيك، المديرة المشاركة لمهرجان برلين، والذي دعا إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

- التغريدة ردة فعل على الهجوم الألماني ضد المهرجان

لم يمر حفل توزيع الجوائز مرور الكرام، حيث صدرت كثير من التعليقات الممتعضة والغاضبة نتيجة لوجود أصوات داعمة للقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من أن الفائزين في المهرجان السينمائي يتم اختيارهم من قبل لجان تحكيم مستقلة مكونة من متخصصين سينمائيين دوليين، إلا أن السياسيين المعارضين ألقوا باللوم أيضاً على المفوضة الفيدرالية الألمانية للثقافة، باعتبارها المسئولة عن التعليقات التي تم الإدلاء بها على المسرح.

ودعا مندوب عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) إلى استقالة روث، بينما اقترح سياسي من الحزب الديمقراطي الحر (FDP) سحب التمويل الحكومي لمهرجان برلين، وتم تمويل المهرجان، أحد أكبر 3 مهرجانات سينمائية أوروبية من قبل الدولة الألمانية بحوالي 12.9 مليون يورو هذا العام، أي ما يقرب من ثلث ميزانيتها الإجمالية، بحسب الجارديان.

وكانت تغريدة روث التي ذكرت فيها أنها صفقت للمخرج الإسرائيلي فقط رد فعل على هذه التصريحات التي طالبت بإقالتها، لكي تنأى بنفسها عن اللغط المثار ونيران الانتقادات المفتوحة.

- هوس ألمانيا بدعم إسرائيل

تتمسك ألمانيا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع بدفاع مميت عن إسرائيل، وتستخدم عبارة "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" كعبارة مكررة في بيانات وتصريحات المسؤولين الألمان، حيث صرح على سبيل المثال المستشار الألماني أولاف شولتز على منصة إكس "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وواجب على كل دولة حماية مواطنيها"، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "نحن متضامنون تماما مع إسرائيل، ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي".

ورغم استمرار العدوان الإسرائيلي وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، واتهامها بالقيام بإبادة جماعية داخل غزة المحاصرة، إلا أن دعم ألمانيا لحكومة نتنياهو لا يزال مستمرا، ولم تدعُ ألمانيا حتى إلى وقف إطلاق النار.

وضع كثير من المتخصصين تفسيرات حول الدعم الدائم لإسرائيل، وكان على رأسها بالتأكيد ما يتعلق بالهولوكوست، والجرائم التي وقعت في حق اليهود خلال فترة الحكم النازي، ويذكر كمال إينات عضو هيئة التدريس في جامعة صقاريا التركية في مقال رأي نشرته وكالة الأناضول بعضا من هذه الأسباب: "لا شك في أن الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد اليهود في عهد أدولف هتلر قد رهنت السياسة الألمانية لصالح إسرائيل حتى يومنا هذا، وهناك أشخاصا يبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار هذا النهج، وفي هذه المرحلة يعمل اللوبي الإسرائيلي بقوة، حيث تتم تغطية موضوع المحرقة بشكل مستمر على شاشات التلفزيون والصحف الألمانية، مما يذكّر الألمان بأنه رغم مرور السنين فإن الجريمة التي ارتكبها أسلافهم الأجيال الحالية أيضا تتحمل القدر نفسه من المسئولية".

كما صرح ميشيل لودوس السياسي الألماني في حوار مع الجزيرة قائلا: "إن ألمانيا تخاطر بسمعتها بسبب هوسها بدعم إسرائيل، ويبدو أن السياسيين الألمان والعديد من صناع الرأي يعتقدون أن دعم إسرائيل دون قيد أو شرط، يعني أنهم تعلموا الدروس الصحيحة من التاريخ الألماني الحديث".

وأضاف لودوس: "على الرغم من كل الدمار الذي تتحمله هذه الحكومة الإسرائيلية حاليا في قطاع غزة، فإن معاناة الفلسطينيين في القطاع ليست في الأساس قضية ذات أهمية في وسائل الإعلام الألمانية"، وهذا الغياب الإعلامي يؤثر على الناس ورؤيتهم للقضية الفلسطينية.

هذا الأمر معروف في ألمانيا ويوجد تيارات تحاول معارضته، إن فكرة أن ألمانيا تعاني من جرعة زائدة من Vergangenheitsbewältigung ــوهو مصطلح ألماني يصف تعامل ألمانيا مع الماضي النازي ــ ليست جديدة، فقد وصفت ألمانيا كثيرا بأنها مقيدة سياسيا بشكل مفرط بسبب شعورها بـ"العار الوطني"، ويرفض حزب البديل من أجل ألمانيا ثقافة الذكرى في ألمانيا باعتبارها مجرد عبادة الذنب، ويريد التقليل من التركيز على الجوانب المظلمة للتراث الألماني والتركيز على الجانب المشرق من التاريخ، بحسب مقال في صحيفة الجارديان.

وقال نائب المستشار الأخضر روبرت هابيك في خطاب حظي بتغطية إعلامية كبيرة في الأول من نوفمبر، بعد الانتقادات التي وجهت لألمانيا بسبب دعمها لإسرائيل: "إن هذه العلاقة الخاصة مع إسرائيل تنبع من مسئوليتنا التاريخية، لقد كان جيل أجدادي هم الذين أرادوا إبادة الحياة اليهودية في ألمانيا وأوروبا، بعد الهولوكوست، كان تأسيس إسرائيل بمثابة وعد بحماية اليهود - وألمانيا مضطرة للمساعدة في ضمان إمكانية الوفاء بهذا الوعد، وهذا هو الأساس التاريخي لجمهوريتنا.. مسئوليتنا التاريخية تعني أيضًا أنه يجب أن يكون اليهود قادرين على العيش بحرية وأمان في ألمانيا، وألا يخافوا أبدًا من إظهار دينهم وثقافتهم علنًا"، وهذه التصريحات تعكس جوهر الأسباب الأساسية للدعم الألماني.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك