أزمة كورونا وغلاء الأسعار يغيران عادات وتقاليد أضحية العيد - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 4:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أزمة كورونا وغلاء الأسعار يغيران عادات وتقاليد أضحية العيد

بهاء العمدة
نشر في: الأربعاء 29 يوليه 2020 - 10:28 م | آخر تحديث: الأربعاء 29 يوليه 2020 - 10:28 م

نائب شعبة القصابين: ظروف الجائحة وتزامن عيد الأضحى مع امتحانات الثانوية العامة وراء ضعف القوة القوة الشرائية
مواطنون: غيرنا عاداتنا والأسعار نار

في أحد المحلات بحي بولاق الدكرور، يجلس بائع العجول مصطفى محمد، في انتظار مشتري الأضاحي الذين لا يأتون، ينظر الرجل إلى محله الممتلئ بالعجول وفي عينيه حسرة على ما آلت إليه الأوضاع وما بات عليه وضع السوق الآن، هدوء يملأ الأرجاء بعد أن كان الضجيج هو البطل في سنوات مضت.

حالة ركود أصابت أسواق الماشية بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وقطعان الخراف والماشية تملأ محلات الجزارة بينما يجلس أصحابها في انتظار مشترين، لا يأتون كان المحل ممتلئ بالناس من كل مكان جاية تشتري لكن الوقت مفيش.

بورصة الأسعار
قال سعيد زغلول، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، إن أسعار الأضاحي واللحوم مستقرة قبل عيد الأضحى، متوقعًا استمرار حالة الاستقرار وعدم وجود أى زيادات خلال أيام العيد.

وأوضح زغلول أن الأسعار تكاد تكون متقاربة مع أسعار العام الماضي، مضيفًا أن انخفاض الأسعار يرجع لعدة عوامل أهما ظروف جائحة كورونا ووقف حركة البيع والشراء، وتزامن عيد الأضحى مع امتحانات الثانوية العامة، وكذلك ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، بالإضافة إلى تراجع أسعار الماشية في الأسواق، نظرا لاعتماد مزارع التربية على المستورد ونجاح قرض البتلو في زيادة أعداد الماشية عند المربين.

قبل العيد
من ناحيته، اعتاد مصطفى محمد تاجر مواشٍ من مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، أن يأتي إلى منطقة بولاق بعد عيد الفطر بعشرين يومًا للبيع، وأتى هذا العام وكله أمل أن يبيع ماشيته كالأعوام السابقة غير أن الحال تبدّل والأضاحي لم تجد زبونًا لها.

وقال محمد "حركة البيع ضعيفة خالص والبيع للجزار مش للزبون العادي، أسعار الخراف والعجول لم يختلف سعرها عن العام السابق لكن الفرق في الإقبال.. مفيش إقبال على الشراء والأسعار كانت بين 52 لـ53 جنيهًا للكيلو جرام بقري، والسنة دي بقت بين 53 لـ55 جنيها للكيلو جرام".

وبحسب التاجر، فإن سبب عدم الإقبال على الشراء يرجع إلى فيروس كورونا وحالة الركود التي تمر بها البلاد.

وعلى نفس الصعيد، يشكو كرم علي، جزار وتاجر ماشية بمحافظة سوهاج، حاله وغيره من التجار، حيث أكد أن حركة البيع باتت معدومة، مذضيفًا "الناس مفيش معاها فلوس الأسعار تسببت في عزوف المواطنين عن الشراء الأسعار، السنة دي غالية جدًا، السنة اللي فاتت الخروف البلدي كان الكيلو جرام بـ50 جنيها والسنة دي وصل لـ55 و 60 جنيها، والعجول البقري كانت من 40 إلى 42 جنيها للكيلو جرام ووصلت لـ50 جنيها، والعجول الجاموس من 38 إلى 40 جنيها للكيلو جرام ووصلت لـ47 جنيها".

ويرجع السبب في رتفاع الأسعار برغم عدم إقبال المضحين على الشراء، إلى غلق أسواق المواشي خوفا من انتشار فيروس كورونا، غير أن الحاج عاطف يرى أن الأسعار متقاربة مع أسعار العام الماضي.

كان زمان
هذا العام تغيّرت عادات شراء المواطنين للأضحية، فبعد أن كانت شريحة واسعة من المواطنين تقبل بكثافة على شراء وحجز الأضاحي، تغيرت الأمور وبات المواطنون يحجزون اللحوم بالكيلو جرام، ومن كان يضحي بمفرده، حاليًا يشترك مع أربعة، حسب كلام الحاج عاطف.

وأضاف "كان هناك زبونًا اعتاد أن يشتري عجلًا قرابة 600 كيلو جرام كل عام، السنة دي أخد عجل 300 كيلو جرام بس وأحيانًا ييجي شخصين لشراء خروف واحد".

انقلب الحال
من بين هؤلاء عبد الناصر نبيل، الذي اعتاد لسنوات أن يشتري وشقيقته عجلًا كل عيد أضحى، يسيران على خطى أبيهم الذي رحل قبل سنوات، واعتاد شراء أضحية، غير أن هذا العام أصبح العثور على عجلٍ بسعر مقبول لا يثقل كاهلهما ضربًا من المستحيل.

ولم يكن أمام نبيل سوى شراء خروفًا ليحافظ على الطقس السنوي، قائلًا: "ناس كتير بطلت تجيب أضحية في الظروف اللي إحنا فيها وكل سنة الحاجة اللي بنجيبها بتقل".

من ناحيته، روى حاتم عبد الحميد رحلته في شراء الأضحية، قائلًا: "الحمد الله اشتريت النهارده خروف للعيد وحدي وفعلا فيه زيادة في الأسعار السنة دي واضحة جدا اشتريت الخروف بـ 2900 جنيها، والسنة اللي فاتت اشتريته بـ2300 جنيها"، وأرجع السبب إلى أزمة كورونا.

بدوره أوضح الشاب أكرم محمود أن ذبح الأضحية في المنزل "أمر تربينا عليه وهو نهج والدينا وأجدادنا اعتدنا منذ الصغر مرافقتهم لاختيار الأضحية وشرائها حتى كبرنا، وصرنا نؤدي ذلك بأنفسنا"، مضيفاً أن شراء الأضحية ونقلها للمنزل يكون يوم الوقوف في عرفة "فنتكفل بإطعامها ورعايتها إلى ما بعد صلاة العيد فنستأجر الجزار لذبحها مقابل 1000 جنيه وبالنسبة لمخلفات الأضحية فنستأجر آخر لتنظيفها"

وأكد محمود أن ذبح الأضحية في المنزل أمر شب عليه وهو من العادات الموروثة المرتبطة بالعيد وأنه سيربي أبناءه على ذلك.

ويقول حسام الجندي إن كل عام في هذا التوقيت يتفق مع أحد الجزارين لحجز أضحية العيد وتركها عند الجزار إلى يوم العيد، ثم يذبحها في أحد مجازر القاهرة صباح يوم العيد.

وأضاف أن المجزر في يوم العيد يكون ممتلئًا بالعديد من الأضاحي لذبحها، فمع الخوف من كورونا هذا العام قررت أن أخرج الأموال المخصصة للأضحية في شكل صكوك لأحد المؤسسات الخيرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك