مستشار رئيس الشيشان: وجود الأمم وبقاؤها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 6:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مستشار رئيس الشيشان: وجود الأمم وبقاؤها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق

علي كمال وآلاء يوسف
نشر في: الإثنين 29 يوليه 2024 - 4:53 م | آخر تحديث: الإثنين 29 يوليه 2024 - 4:53 م

أكد الشيخ صالح حجي مجييف، مستشار رئيس جمهورية الشيشان للشؤون الدينية، خلال كلمته بالمؤتمر العالمي التاسع للأمانة لعامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، أن اجتماعنا اليوم لمناقشة موضوع الأخلاق وطرق المحافظة عليها في عصرنا الراهن، هو اجتماع في غاية الأهمية، ذلك لأن وجود الأمم وبقاءها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق، وإننا معاشر المسلمين نفتخر بالنظام الأخلاقي في ديننا الإسلامي الحنيف، ابتداء من مصدره وأساسه، فهو رباني المصدر، وقد بينه المولى الجليل تبارك وتعالى في كتابه العزيز، وهذا النظام الأخلاقي الذي جسده حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في حياته بأقواله وأفعاله، فكان قبل البعثة الصادق الأمين، ونال أعلى وسام، وأرفع رتبة من الله تعالى عندما امتدحه المولى فقال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

وأضاف خلال كلمته بجلسة الوفود، أن النظام الأخلاقي في الإسلام له أسس قوية ومتينة، ومناسبة وصالحة لكل زمان ومكان، وكل مجتمع يتبنى هذا النظام سيعيش أبناؤه بأمن وأمان، متحابين متآلفين، إنه نظام شامل يدخل في كل مجالات الحياة، الظاهرة والباطنة، في علاقة العبد مع ربه ومع نفسه ومع الناس، الأخلاق الإسلامية واحدة لا تتجزأ، فالمسلم يتحلى بالأخلاق في جميع حالاته، في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، ومع جميع الناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم، والأخلاق الإسلامية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، لأن منهجها ثابت، فالفضيلة في الإسلام ثابتة، والرذيلة كذلك، والأخلاق الإسلامية مرتبطة بالعقيدة والإيمان، فهذا حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يقول: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، والأخلاق الإسلامية مرتبطة بالعبادات، فعلى سبيل المثال، في الصلاة، قال الله تعالى: ﴿وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون﴾ وفي الزكاة، قال تعالى: ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾.

كما أوضح أن البناء الأخلاقي في العالم اليوم مهدد بالانهيار إن لم نقل بالزوال، بسبب ما نشاهده من أعمال القتل والتدمير التي يقوم بها الإنسان بحق أخيه الإنسان، وخاصة ما يرتكبه اليهود الصهاينة، من أبشع صور عمليات القتل وإزهاق الأرواح البريئة، بحق إخواننا في فلسطين وفي غزة، نسأل الله أن يفرج عنهم، وإن البناء الأخلاقي العالمي مهدد أيضا من جهة أخرى بسبب سياسات التغافل والكيل بمكيالين ومساواة المجرم الصهيوني بالضحية الفلسطيني، ومساواة صاحب الأرض الفلسطيني بالمحتل الصهيوني، هذه التصرفات المخزية التي نراها من كثير من دول العالم كأمريكا وأوروبا الذين كانوا وما زالوا يدعون ويتغنون بالحرية والديمقراطية والإنسانية، والتي ظهر للجميع بأنها لديهم كاذبة ومزيفة، فموقفهم المخزي من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل المحتلة بحق إخوتنا الأبرياء في غزة، سيكون وبالا عليهم.

وتابع: لقد دعت روسيا الاتحادية مرارا وتكرارا وخاصة بعد بداية الحرب في غزة إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، وقدمت مساعدات عاجلة، وكذلك فعلنا في جمهورية الشيشان، بحكم أننا أحد مكونات الدولة الروسية الاتحادية، كما قمنا باستضافة عشرات الأسر من غزة، وبأمر من فخامة الرئيس رمضان أحمد قديروف – حفظه الله- قمنا وعلى وجه السرعة ببناء بيوت مجهزة بكل الاحتياجات للإخوة الفلسطينيين، وهم الآن يسكنون بيننا آمنين مطمئنين، فالأخلاق ليست كلاما يقال، بل مبادرات وأفعال الرجال.

أما على الصعيد الداخلي، فإن مجتمعنا الشيشاني يحافظ على الأخلاق الإسلامية رغم التيارات الجارفة في العصر الحديث، ورغم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الجانب، وذلك عبر عدة أمور منها: التربية الشيشانية المنزلية للأولاد، فالأسرة الشيشانية تهتم اهتماما شديدا جدا بتربية الأطفال منذ الصغر، وتربط أفراد الأسرة علاقات قوية واحترام شديد وخاصة للكبار، وأكثر من ذلك عندنا في الشيشان عندما يمشي الكبير في شوارع المدن يقف له الجالس، ويفسح له المجال للعبور أولا، ويقدم لقضاء حوائجه، وذلك احتراما له وتأدبا معه، من الغريب قبل القريب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك