الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي: التاريخ خير شاهد أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف ولا برصاص بل بقيمة الأخلاق والتسامح - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 5:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي: التاريخ خير شاهد أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف ولا برصاص بل بقيمة الأخلاق والتسامح

قطب سانو
قطب سانو
علي كمال وآلاء يوسف
نشر في: الإثنين 29 يوليه 2024 - 1:41 م | آخر تحديث: الإثنين 29 يوليه 2024 - 1:41 م

قال الدكتور قطب سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، إن دار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تقدمان خدمات مثلى وعطاءات كبرى توجه وتسدد وترشد الموقعين عن رب العالمين، عسى الله أن يزيدهم توفيقًا ورشادًا وسدادًا.

وأشار سانو في كلمة ألقاها نيابةً عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى أن المؤتمر ينعقد في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات مذهلة في الفكر والسلوك، وتغيرات متلاحقة في المفاهيم والمنطلقات، وتقلبات متصاعدة في المواقف والموازين، وتحديات محيرة في عالم القيم والأفكار والمبادئ، وفوق كل ذلك، فإنه يعاني من صراع متقد بين الحق والباطل، وبين النور والظلام، وبين الرحمة والقسوة، وبين العدل والجور، مما أدى إلى نشوب حروب جهنمية وصراعات دموية في أرجائه لا تفتأ تحصد أرواح الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن، وتقضي على الثمرات والممتلكات، وتطال جهارًا نهارًا القيم والمبادئ. ولقد أحسنتم صنعًا في اختياركم عنوان هذا المؤتمر، إبرازًا لذلك الدور المرتجى للبناء الأخلاقي في كفكفة تلك الأهوال المفجعة، ولملمة تلك الظروف المفزعة من خلال فتاوى صادقة جامعة واعية منبثقة عن تمسك شديد بالمنظومة الأخلاقية والبناء الأخلاقي.

وتابع: "إن صمود الأمة الإسلامية اليوم، شعوبًا ومجتمعات ودولًا، أمام كل ما سبق ذكره أعلاه من صنوف المآسي والكوارث، يكون بالتفاف أبنائها حول أمِّ القيم وعماد التقدم وأساس التحضر، إنها قيمة الأخلاق. أكرم بها قيمةً، وأعظم بها أساسًا للتطور والنهضة والرقي. فهذه القيمة هي النور الذي يُستضاء به في ظلمات الظلم والقهر والجور والطغيان والبغي، وهي الشعاع الذي يستنار به في خضم الفتن والمحن والابتلاءات والإكراهات، وهي البلسم الذي يستشفى به عند تكاثر الأوجاع وتعاظم الأدواء، وهي الملاذ الآمن من الإلحاد والجحود والتيه والهوان الحضاري. إنها فوق كل ذلك سبب الانتصارات ومفتاح الإنجازات وأساس الإبداعات والاختراعات، والمنقذ من الأوهام والخرافات".

واستطرد قائلا: "اسألوا التاريخ، والتاريخ خير شاهد، أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف ولا برصاص، بل بهذه القيمة الفذة العظيمة التي جعلت الناس في مشارق الأرض ومغاربها يدخلون في دين الله أفواجًا. اسألوا التاريخ، والتاريخ خير شاهد، أن الحضارة التي سعدت البشرية في ظلها ذات يوم، وانتشر التسامح والتعاون والتضامن والتآزر في أرجائها، كانت حضارة انبثقت وقامت على هذه القيمة، قيمة الأخلاق".

واستكمل: "اسألوا التاريخ، والتاريخ خير شاهد، أن الحضارات التي قامت ثم انهارت، وظهرت ثم أفلت، كان سبب ذلك كله انهيار هذه القيمة وضمورها في أرجائها، ذلك لأنها هي الروح التي تغذي الحضارات بالقوة والمناعة، ويؤدي انهيارها إلى فقدانها تلك القوة والمناعة".

وأكد أن هذه القيمة الجامعة المانعة باتت اليوم مهددة، ومطاردة أكثر من أي وقت مضى، فذكرها في المحافل والمنتديات والمؤتمرات مدعاة إلى تحامل الجائرين وتسلط المتجبرين واشمئزاز الظالمين العابثين بالحقوق والضالعين في الاعتداء على الحرمات والمقدسات، وما أحداث افتتاحية دورة أولمبياد البارحة عنكم ببعيد.

ولفت إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تجدد دعوتها للأمة الإسلامية والعالم الحر إلى المسارعة إلى وضع حدٍّ للاحتلال البغيض والظلم الغاشم الذي تتعرض له فلسطين المحتلة منذ عقود على أيدي حفنة من الصهاينة المتطرفين الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية والرحمة والعدل، كما أنها تجدد دعوتها للمنظمات والمؤسسات الدولية إلى التعاون والتضامن من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها القيم والمبادئ في هذا العصر، وذلك من خلال تعزيز قيمة الأخلاق في نفوس الناشئة، وتضمين المناهج والمقررات الدراسية القيم والمثل الخالدة، وتربية الأجيال على التمسك بها وتمثلها في حياتهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك