قال وزير النقل، هشام عرفات، إن الوزارة ستقوم بإجراء كشف أمراض النوم والإضطرابات على سائقي القطارات ومترو الأنفاق أسوة بالكشف النفسي الذي تم إجرائه مؤخرا، في إطار نشر وعي ثقافي جديد خاص بإضطرابات النوم بين السائقين، وتطبيقا لدور الوزراة في تقليل نسب الحوادث على الطرق.

وأضاف عرفات، في تصريحات صحفية له على هامش ندوة مبادرة الحد من حوادث الطرق التي عقدت، اليوم، بمقر وزارة النقل، أن الوزارة تعمل على توعية السائقين بأمراض النوم التي تسبب عدم التركيز أثناء القيادة، وخاصة سائقي سيارات النقل العام ونقل البضائع، لافتا إلى انخفاض أعداد ضحايا حوادث الطرق تدريجيا، والسعي للوصول للمعدلات العالمية في انخفاض نسبة الحوادث والضحايا لتتقارب مع نسب الدول المتقدمة مثل السويد.

وأشار عرفات، إلي أن الوزارة قامت بتخطيط متكامل لإنشاء طرق جديدة منذ بداية عام 2014، مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، حيث يتم إضافة طرف جديدة كل عام لتقليل الحوادث، وبالفعل تم إنشاء 7 آلاف كيلو متر جديد من الطرق.

ولفت الوزير إلي أن ٣٣٪ من حوادث الطرق تحدث بسبب إضطرابات النوم والأمراض الناتجة عنه، منوها إلى أن الحوادث التي تقع بسبب إضطرابات النوم تكون في الأغلب نتيجة فقد التركيز والنوم لمدة ثواني أثناء القيادة بشكل الإرادي.

وأوضح أن العنصر البشري يعتبر من الأسباب الرئيسية للحوادث، ويمثل حوالي 75% من أسبابها، وتمثل اضطرابات النوم أثناء القيادة نسبة كبيرة من أسباب تلك الحوادث، منوها إلى وجود نسبة من الحوادث تقع بسبب صيانة المركبة المتحركة وجودتها.

ونوه عرفات إلي أن معدلات حوادث الطرق في مصر انخفضت بفضل المشروع القومي للطرق، والذي بدأت الدولة في تنفيذه منذ أغسطس 2014، متوقعا انخفاض معدلات حوادث الطرق بشكل أكبر بعد افتتاح آخر قطاع من الدائرى الإقليمي (القوس الشمالي الغربي) المدرج بالمشروع القومي.

وأعلن الوزير عن التنسيق مع أحد المراكز الطبية الخاصة بطب النوم والمخ والأعصاب للبدء في هذه المبادرة، والتي تهدف إلى تقليل نسبة الحوادث ومعامل الخطورة المرتبطة بالأخطاء البشرية الناتجة عن إضطرابات النوم، وذلك من خلال تشخيص وعلاج إضطرابات النوم، وبالتالي الحد من حوادث الطرق المترتبة على بعض أو كل تلك الأمراض.

وأشار عرفات إلى أهمية التركيز على الجانب التوعوي والتثقيفي لينعكس ذلك على نجاحات حقيقية في هذا النطاق، مستعرضا طرق تفعيل المبادرة وتوضيح الجهات المستهدفة (سائقو نقل البضائع والركاب التابعين للهيئات الحكومية والشركات الخاصة)، وكيفية البدء بالتجربة على عينة من السائقين من بعض الشركات العاملة في المجال، ثم تعميمها بعد تقييمها وتحليل النتائج النهائية.

من جانبه، قال مدير مركز بورميدا لطب النوم، رامز رضا مصطفى، إن السائق الذي تقل عدد ساعات نومه يوميا عن ٤ ساعات فإنه معرض لـ ١١ حادثة طريق أثناء القيادة.

وأضاف رئيس المركز، خلال كلمته بورشة العمل، أن حوادث الطرق المتكررة التي تشهدها مصر، وخاصة في محافظات القاهرة الكبرى، سببها الأرق الناتج عن قلة النوم، وما يسببه من قلة في تركيز وقدرة العقل على الحكم الصحيح، بالإضافة لمخاطر أخرى منها إرتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية.

كما أوضحت الأستاذ مساعد بكلية الطب جامعة القاهرة، مها يوسف، أن ثلث حوادث الطرق التي تشهدها مصر، سببها قلة النوم، لافتة إلى أن السائق المصاب بإضطرابات النوم لا يعي ذلك، لأنها أمراض ذات ثقافة غير منتشرة بين الناس، وأن هناك علاقة قوية بين إضطرابات النوم وسلامة الطرق.