قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، إن مرفق كوفاكس (الذي تقوده منظمة الصحة العالمية، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة) يهدف إلى تنسيق إتاحة اللقاحات وتوزيعها بطريقة منصفة في جميع البلدان والمناطق، عند التوصل إلى لقاح مأمون وفعال، بغض النظر عن وضعها الاقتصادي.
وأكد المنظري أن هناك 156 بلدا انضمت إلى مرفق كوفاكس، وهو ما يمثل 64% من سكان العالم، وتجري حاليا 38 بلدا آخر محادثات للانضمام، لذا نتوقع أن يزداد هذا العدد، لافتا إلى ضم الغالبية العظمى من بلدان الإقليم إلى مرفق كوفاكس، حيث سينضم 11 بلدا كبلدان ذاتية التمويل، وستنضم بقية البلدان في إطار مبادرة الالتزام المسبق بالشراء التي طرحها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، وستقدم المبادرة الدعم المالي للبلدان المؤهلة حتى تتمكن من شراء اللقاح، بناءً على وضعها الاقتصادي.
ولفت المنظري إلى أنه فور ثبوت مأمونية اللقاح وفعاليته والتصريح باستخدامه، تنصح المنظمة جميع البلدان بتوزيع جرعات تغطي 20% من سكانها، بدءاً بالفئات الشديدة التعرض للخطر من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون من حالات صحية كامنة.
وأشار المنظري إلى أن التوزيع العادل للقاحات ليس الإجراء الصحيح الذي ينبغي القيام به فحسب، بل هو التصرف الذكي الذي ينبغي القيام به لمكافحة الجائحة، لافتا إلى أن الطلب على لقاح كورونا سيزداد فور ثبوته، ولذا اتخذت بعض البلدان خطوات لحماية سكانها عن طريق تأمين إمدادات اللقاحات بشكل مباشر.
وأكد المنظري أن قادة الدول يريدون حماية شعوبهم أولا، ولكن التصدي لهذه الجائحة العالمية يجب أن يكون جماعيا، وعلى قادة البلدان التعامل مع الأمر من منظور شامل، مطالبا بضرورة نتجنب "قومية اللقاحات" إذا أردنا إيقاف الجائحة بسرعة وكفاءة، وإذا لم نتعاون معا في وضع خطة عالمية لإدارة توزيع اللقاحات بطريقة عادلة، فقد تحدث ارتفاعات في الأسعار لا داعي لها، مع تكدس اللقاحات في بعض الأماكن دون داعٍ ونقصها بما يهدد الحياة في أماكن أخرى.
ولفت المنظري إلى أن الشراء الفردي للقاحات قد يؤدي أيضا إلى المجازفة بدفع ثمن لقاح لا تثبت مأمونيته أو فعاليته في نهاية المطاف.
وأكد المنظري أن الانضمام إلى مجموعة اللقاحات في إطار مرفق كوفاكس يؤدي إلى التخفيف من حدة هذا الخطر.