صندوق النقد: حصة الدولار فى الاحتياطى العالمى للعملات تهبط لأدنى مستوى منذ 2014
الهند آخر الدول المحذرة من التعامل فى العملات الرقمية فى العام الحالي
هبط الدولار الأمريكى إلى أدنى مستوى فى أكثر من ثلاثة أشهر أمام سلة من العملات الرئيسية، مسجلا أكبر هبوط سنوى منذ 2003 بفعل الشكوك بشأن استمرارية انتعاش نمو الاقتصاد الأمريكى فى أعقاب قانون الضرائب الذى صدر الأسبوع الماضى.
وأحد التطورات الأكثر إثارة فى أسواق العملات فى 2017 هو الصعود الصاروخى للبيتكوين وعملات رقمية أخرى، ورغم تراجعها فى نهاية العام إلا أن الكثير من هذه العملات الرقمية سجلت قفزات هذا العام.
وانخفض مؤشر الدولار، الذى يقيس قيمة العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات منافسة، أثناء الجلسة إلى 92.080 وهو أدنى مستوى منذ الثانى والعشرين من سبتمبر قبل أن يقلص خسائره إلى 0.32% عند 92.309، منهيا العام على خسارة قدرها 9.5 بالمائة فى أكبر هبوط سنوى منذ 2003 .
فى حين سجل اليورو أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 1.2028 دولار موسعا مكاسبه هذا العام إلى 14.2%، قبل أن يتراجع عن بعض مكاسبه ليسجل 1.20 دولار فى نهاية التعاملات.
هذا وينهى الدولار العام منخفضا أيضا مقابل الين اليابانى والجنيه الاسترلينى والدولار الكندى والكرونة السويدية والفرنك السويسرى، وهى المكونات الأخرى فى مؤشر الدولار.
وتراجعت حصة الدولار الأمريكى فى الاحتياطيات العالمية للنقد الأجنبى فى الربع الثالث إلى أدنى مستوى منذ منتصف 2014، بينما زادت حصة اليورو واليوان الصينى، بحسب بيانات صادرة من صندوق النقد الدولى.
وزادت الاحتياطيات المحتفظ بها بالدولار الأمريكى إلى 6.13 تريليون دولار، أو ما يعادل 63.5% من مخصصات الاحتياطيات فى الربع الثالث، من 5.91 تريليون أو ما يعادل 63.8% فى الربع الثانى.
وهذا هو ثالث انخفاض فصلى على التوالى لحصة الدولار الأمريكى فى الاحتياطيات العالمية.
وارتفعت بيتكوين 1.18% فى جلسة اليوم إلى 14564.76 دولار فى بورصة بيتستامب التى مقرها لوكسمبورج. ورغم أن العملة الرقمية الأشهر فى العالم تراجعت من مستوياتها القياسية القريبة من 20 ألف دولار التى سجلتها قبل 12 يوما إلا أنها تنهى العام على مكاسب تبلغ نحو 1400%.
وفى سياق متصل استمرت التحذيرات من العملات الرقمية من دول كثيرة فى العالم، وحذرت الهند من الاستثمار فى العملات المشفرة بما فيها بيتكوين وشبهتها بمخططات الاحتيال على طراز «بونزى»، ضامة صوتها إلى الكثير من الدول التى اصدرت
تحذيرات بهذا الشأن.
وأعلنت وزارة المالية الهندية فى بيان انه رغم انتعاش التبادلات الذى ادى إلى ارتفاع هائل للأسعار، فإن العملات المشفرة «لا تتمتع بقيمة ذاتية ولا يدعمها أى نوع من الأصول».
وأضافت «هناك خطر حقيقى ومتزايد بحدوث فقاعة استثمارية على ما يحدث فى مخططات على نسق هرم بونزى قد تؤدى إلى انهيار مفاجئ وطويل الامد».
وانهارت أسعار بيتكوين بنسبة نحو 40% من سعر قياسى بلغ 19500 دولار فى الشهر الحالى بعد انسحاب مستثمرين نتيجة الصعود الصاروخى الذى سجلته العملة الشديدة التقلب.
وكرر المحللون والحكومات التحذير من فقاعة قد تنفجر فى أى وقت بعد تهافت المستثمرين، بمن فيهم عدد كبير قليل الخبرة، نحو هذه العملة.
وأكدت الحكومة الهندية على ضرورة توخى المستهلكين «الحذر الشديد لتفادى الوقوع فى فخ هذا النوع من الخطط الاحتيالية».
وأتى اعلان الحكومة الهندية غداة اعلان كوريا الجنوبية التى تعتبر مركزا للشركات المستندة إلى العملات المشفرة انها ستحظر التبادل المغفل بالعملات الرقمية.
كما عبر نائب رئيس البنك المركزى الاوروبى عن القلق من الارتفاع المتواصل فى قيمة البيتكوين.
كذلك، اعتبرت رئيسة الفيدرالى (المركزى الامريكى) جانيت يلين أن البيتكوين ليست عملة، وناشدت المصارف التأكد من تقيد تحويلاتها بالعملات الرقمية بقوانين مكافحة تبييض الاموال.
تجدر الاشارة إلى أن سلسلة «بونزى» هو نظام بيع هرمى، وشكل من أشكال الاحتيال من قبل فرسان تعمل على شكل كرة الثلج، والتى تتمثل فى وعد بالربح كبير، ويمول هذا الربح من تدفق رساميل نفسها لتستثمر تدريجيا حتى انفجار فقاعة المضاربة. وهذا النظام يحمل اسم تشارلز بونزى الذى اشتهر بعد القيام بعملية تزوير عقارى فى ولاية كاليفورنيا على أساس هذا المبدأ.