شُيعَتْ، اليوم السبت، جثامين 5 أشخاص من أسرة واحدة، إلى مثواهم الأخير في مقابر عامود السواري، منطقة كرموز، غربي الإسكندرية، وذلك عقب آداء صلاة الجنازة عليهم بمسجد حجاج، منطقة بحري، حيث لقوا مصرعهم بحادث حريق منزل، بسبب الخلافات على الميراث.

ويأتي ذلك فيما قررت نيابة الجمرك في الإسكندرية، حبس، بائع أعلاف، 38 عاما، 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بإشعال النيران في مسكن أسرة مكونة من 5 أشخاص "أقاربه" وقتلهم عمدًا "محترقين ومصابين"، بعد سقوط السقف عليهم من شدة النيران.

ومثلّ، المتهم، مساء الجمعة، أمام النيابة العامة طريقة سكب مادة سريعة الاشتعال "بنزين" وإضرام النيران بغرفة سكنية تعلو منزل قديم في شارع سوق الميدان، منطقة بحري، قبل إغلاقها على الضحايا؛ وذلك بعد ضبطه واعترافه بارتكاب الحادث، وسط حراسة أمنية مشددة.

والضحايا هم: "خالد.ب"، وزوجته "مريم.م"، ربة منزل، وأبنائهم "أحمد، ونور، ورقية"، 10 و13 و17 عاما في المراحل التعليمية المختلفة "إبتدائي، إعدادي، ثانوي" على الترتيب.

وطلبت النيابة مواصلة تحريات المباحث، حول ملابسات نشوب الحريق في العقار رقم 7 المكون من دور أرضي، وطابقين علويين، وجزء من السطح عبارة عن غرف منفصلة ذات أسقف خشبية.

وتلقت النيابة تقريري الأدلة الجنائية، والحماية المدنية، الخاصين بتحديد بداية ونهاية الحريق، واستمعت لأقوال شهود العيان من الجيران، وسلمت جثث الضحايا لذويهم لمواراتهم الثرى، عقب مدها بتقارير الطب الشرعي وبيان أسباب الوفاة.

وجاء بالتحقيقات أن الضحايا فارقوا الحياة متأثرين بالاختناق، وحروق بعضهم، وإصابة البعض الآخر؛ بسبب سقوط السقف عليهم، وعدم تمكنهم من مغادرة المنزل، إثر شدة الحريق، بعد أن أغلق المتهم الأبواب عليهم حتى لا يتمكنوا من الخروج.

وأضافت التحقيقات أن الضحايا من منطقة العجمي، وليسوا من سكان المنزل الأساسيين، بل يقيمون مؤقتًا لدى "أبناء خالتهم" بسبب تعثرهم ماليًا، حيث حضروا للمطالبة بحقهم في الميراث والمنزل محل الحريق، وأقاموا بغرف مسقوفة بالخشب أعلى العقار الذي شهد الحادث.

وذكرت التحقيقات أن المتهم من أقارب الضحايا، وهو وراء الحادث، وأنه سبق وهدد بحرق المنزل عقب وصولهم، بسبب الخلاف على الميراث، حيث رفض بقائهم في المنزل، إلا أن الأسرة لم تأخذ الأمر على محمل الجدية، واعتبروه يهذي، وقرروا الإقامة بإحدى الغرف أعلى العقار.

وذكر شهود العيان من الجيران للشرطة أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية، بعد وفاة والديه، وسبق وحاول التخلص من حياته بإلقاء نفسه من أعلى العقار منذ بضعة أشهر، إلا أن شقيقه والجيران أنقذوه.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء خالد البروي، عدة إخطارات من إدارتي: الحماية المدنية، وشرطة النجدة، ومأمور قسم شرطة الجمرك، تفيد ورود بلاغات من الأهالي، حول وقوع حريق بشقة سكنية في نطاق حي الجمرك، وقضى على محتوياتها، وقاطنيها.

وبانتقال الشرطة، رفقة سيارات الإطفاء، والإسعاف إلى موقع البلاغ، تم السيطرة على النيران إخمادها وتبريد آثارها؛ لعدم وصولها إلى المنطقة المجاورة، وجرى فرض سياج تأميني في محيط الحريق، حتى انتهاء عملية التبريد، ورفع آثاره.

وجرى نقل الضحايا إلى المستشفى ومنها إلى المشرحة، وقطع المرافق عن العقار، وعرض ملفه على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بالحي لإعداد تقريرا بشأنه وبيان حالته الإنشائية.

تم ضبط المتهم، وتحرير محضر إداري بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيق.