سفاح الجيزة يعاني اضطرابا نفسيا.. هل ترتبط جرائم العنف بأمراض الصحة العقلية؟ - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 6:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سفاح الجيزة يعاني اضطرابا نفسيا.. هل ترتبط جرائم العنف بأمراض الصحة العقلية؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 31 أغسطس 2023 - 2:12 م | آخر تحديث: الخميس 31 أغسطس 2023 - 2:12 م

بدأت منصة شاهد في عرض حلقات مسلسل "سفاح الجيزة" يوم 24 أغسطس الجاري، ومن المقرر أن تعرض حلقتين كل أسبوع، من بطولة أحمد فهمي، وباسم سمرة، وركين سعد، وحنان يوسف، داليا شوقي، وجيهان الشماشرجي، وريم حجاب، ميمي جمال، وصلاح عبدالله، وإخراج هادي الباجوري، وتأليف محمد صلاح العزف، والعمل مستوحى من أحداث حقيقية لشخص يدعى قذافي فراج، ارتكب عددا من جرائم القتل والنصب والاحتيال والتزوير، وصدر بحقه 4 أحكام إعدام نهائية.

منذ تصدر المسلسل الحديث على منصات التواصل الاجتماعي، بدأ المتابعون في تحليل الحلقتين، وتفسير تصرفات الشخصية الأساسية الذي يجسد شخصية السفاح أحمد فهمي، وركز كثيرون على علاقته بوالدته، وشرع البعض في وضع تحليلات وتكهنات عن تأثير هذه العلاقة على شخصية البطل بل واستنتج البعض أن والدته سوف تكون سبب أساسي في إصابته بمرض نفسي أدى لارتكابه هذه الجرائم البشعة، وينتشر المتابعون عرض الحلقة 3 و4 خلال نهاية الأسبوع الحالي؛ للعثور على أدلة تثبت وجهة نظرهم.

يتضح من متابعة التعليقات وسرعة ربط البعض بين الجريمة والمرض النفسي أن هناك حالة عامة من وضع المرض النفسي لصيق بارتكاب العنف، ولكن هل ذلك أمراً حاسماً يمكن الجزم به في أي نقاش يتعلق بالعنف والقتل، ذلك كان محل أحاديث ومقالات طويلة في المنصات الأمريكية الفترة الماضية، والتي آلت نتائجها إلى القول إن ليس هناك حتمية نهائية بضرورة أن مرتكب العنف بالضرورة مريض نفسي.

وهذا التفسير قوي الانتشار للربط بين الصحة العقلية والعنف يتجاوز الأشخاص العاديين فكثير يؤمن بهذه الفكرة، حيث نجد كل من الرئيس السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق مايك بنس هذا الادعاء في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية للبنادق في إحدى جلساتها، حيث قال ترامب حينها: "المشكلة ليست مشكلة أسلحة، هذه مشكلة صحة عقلية، هذه مشكلة اجتماعية، هذه مشكلة ثقافية، هذه مشكلة روحية".

جاء في تقرير "NBCI" المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية الأمريكي، وهو جزء من مكتبة الطب الأمريكية "الإجابة التي كثيرا ما نسمعها هي المرض العقلي عندما نسأل عن العنف، وهو تفسير يتناسب مع التصور السائد بأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية خطيرة يشكلون خطرا، لكن معظم أعمال العنف، لا ترتبط ارتباطًا سببيًا بالمرض العقلي".

وذكر أيضاً أنه "إذا اختفت الأمراض العقلية الخطيرة فجأة، فإن العنف سوف ينخفض بنحو 4% فقط أكثر من 90% من حوادث العنف، بما في ذلك جرائم القتل، ستظل تحدث".

ومن التقارير التي تدعم هذا التصور، الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وجد أن 25% فقط من المعتدين "في عينة التحقيق" تم تشخيصهم بمرض عقلي.

ويؤكد كلً من جون روزل، وجيفري سوانسون، بحسب تقريرهما لـNBCI، أن ربط المرض العقلي بالعنف يعزز الوصمة والخوف غير المبرر من الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية، بالإضافة إلى ذلك قد يميل بعض المدافعين عن الصحة العقلية، بشكل مفهوم، إلى التركيز على العنف في السعي للحصول على تمويل لتحسين دعم الصحة العقلية لدى الناس، ولكن تقديم مثل هذه القضية يمكن أن يؤدي إلى أولويات غير متسقة، وموارد خاطئة، وتدخلات قسرية ضد الأشخاص المصابين بأمراض عقلية.

وبحسب تقرير نشر في مجلة "سيكولوجي توداي" لديفيد ريتو، عضو هيئة تدريس في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، ذكر فيه أنه في عام 2023، نشرت دراسة استعرض الهجمات الجماعية المسلحة في الفترة من 2016 إلى 2020، ومن بين النتائج العديدة التي خرجت بها الدراسة أن 34% من مرتكبي العنف لديهم تاريخ في تعاطي المخدرات "مع اعتبار 12% منهم أنهم كانوا تحت تأثير المخدرات عند ارتكاب الفعل"، وعانى 28% من أعراض ذهانية، وكان ما يزيد قليلاً عن نصفهم قد تلقوا نوعاً ما من علاج الصحة العقلية بشكل متقطع.

ووجدت مراجعة الأدبيات التي أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2016 أن مطلقي النار الجماعي المصابين بأمراض عقلية خطيرة يمثلون أقل من 1% من جرائم القتل السنوية المرتبطة بالأسلحة النارية، ووجدت أيضًا أن حوالي 3% فقط من جرائم العنف عامة ترتبط بمرضى الصحة العقلية، بحسب ما ورد في تقرير لمنصة فوكس الأمريكية.

ويقول إريك ب.إلبوغين، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ديوك: "في حين أن ارتكاب العنف أمر غير شائع نسبيًا بين أولئك الذين يعانون من مرض عقلي خطير، فإن عند حدوثه، فإنه في كثير من الحالات يتشابك مع قضايا أخرى مثل تعاطي المخدرات، وتجارب الطفولة السلبية، والعوامل البيئية، وإذا كان الشخص يعاني من مرض عقلي حاد، فقد يكون لديه عوامل خطر أخرى للسلوك العنيف، لذا قد لا يكون المرض العقلي هو الذي يدفع العنف على الإطلاق، بل عوامل مثل التعرض للإيذاء عندما كان طفلاً، أو كونه عاطلاً عن العمل، أو العيش في حي ترتفع فيه معدلات الجريمة، هذه عوامل مشتركة أخرى"، وفق تقرير نشر عام 2021 بـAPA جمعية علم النفس الأمريكية.

وأضاف، "قد يبدو أن بعض الأبحاث تدعم فكرة أن الأشخاص المصابين بمرض عقلي يشكلون خطراً على المجتمع، لكن نظرة فاحصة تكشف أن الوضع أكثر تعقيدا، من التعميمات السائدة، لأن هناك صلة بين الصحة العقلية والعنف ولكن فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي حاد ليسوا عنيفين".

وقال أيضاً جيفري سوانسون، الحاصل على دكتوراه في علم الاجتماع الطبي في جامعة ديوك، في نفس التقرير: "نحن بحاجة إلى القيام ببعض الجهود الجادة لكسر الأساطير حول هذه الأفكار، لأن الناس يصدقونها، ولها عواقب حقيقية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك