** فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى كان الأهلى سباقًا على المستوى الإدارى لكرة القدم، بتقديم منصب «مدير الكرة» إلى عالم اللعبة فى مصر، وربما فى الوطن العربى. وكان دور هذا المدير هو الربط بين اللاعبين وبين مجلس الإدارة، ووضع قواعد ولوائح مالية تتضمن المكافآت والعقوبات للاعبين فى حالات الفوز بالبطولات والمباريات وفقًا لمجموع النقاط الشهرى التى يحققها الفريق فى الدورى العام على سبيل المثال. والأمر ارتبط بتقديم فكرة صندوق اللاعبين وتنظيم مباريات الاعتزال. وهكذا كان الأهلى سباقًا. وأعتقد أن الكابتن صالح سليم تولى منصب مدير الكرة فى السبعينيات مع الكابتن عبده صالح الوحش، مدرب الفريق، الذى عرف فى تلك الفترة بفريق التلامذة. ثم جاء هيديكوتى، المدرب المجرى. ثم تولى الكابتن حسن حمدى منصب مدير الكرة فيما بعد.
** سبق بيراميدز فى تعيين الكابتن هانى سعيد فى منصب المدير الرياضى، والآن قرر الأهلى تعيين الكابتن محمد رمضان مديرًا رياضيًا، وله اختصاصات مدير الكرة، على أن يكون مشرفًا على إدارة الكشافين والتعاقدات للتعاون مع الجهاز الفنى وتوفير احتياجاته. كما جاء فى الخبر، لكن ما مهام المدير الرياضى؟
** أذكر أنه حين قرر ليفربول تجديد عقد محمد صلاح أن يورجين كلوب كان يردد دائما حين يسأل عن التعاقد: «هذا الأمر متروك للمدير الرياضى، فعلاقتى مع اللاعبين فى الملعب، لا تحتمل أن أنفرد برفع قيمة التعاقد مع محمد صلاح، بينما لا أسعى لرفع قيمة التعاقد مع اللاعبين الآخرين. تلك مسألة مالية بحته من اختصاص المدير الرياضى للنادى».
** يجمع الكابتن محمد رمضان بين وظيفة واختصاصات المدير الرياضى وبين منصب مدير الكرة، وهنا مزج بين الجديد والقديم، وبين مسميات تبدو غير متسقة. فاختصاصات المدير الرياضى بما هو معروف عنها فى علوم الرياضة واسعة وعريضة وشاملة، وتتضمن التعاقدات مع اللاعبين الجدد، وقرار اتخاذ رحيل لاعبين فى الفريق بالاتفاق مع المدرب، ووضع مشروع طويل الأمد يتعلق بفلسفة لعب الفريق، وأهدافه من المشاركة فى المسابقات المختلفة، ويرتب الأوليات أيضًا فيما يتعلق ببعض قرارات المشاركة فى بطولات، وينسق مع المدير الفنى بأى فريق يشارك فى بطولة معينة فهل بالتكوين الأساسى أم بالفريق الثانى من الشباب، كما حدث فى مشاركة ليفربول فى كأس العالم للأندية والدفع بفريق من الشباب، ليشارك مسابقة محلية، كما أن المدير الرياضى مكلف بالبحث عن المواهب ووضع خطط للنهوض بفرق الناشئين فى النادى، وتحديد المهارات المطلوبة فى تلك الفرق بما يتفق مع تطور اللعبة وزيادة تعقيداتها وصعوبتها.
** وصعوبة مهمة المدير الرياضى معروفة، فهو الرجل الذى يرسم خطط المستقبل، وكيف يلعب الفريق الأول وفرق النادى فى مسابقات كرة القدم. فما الشخصية التى يلعب بها؟ وهذا يعنى التنسيق مع المدير الفنى ومدربى قطاعات الناشئين. كمت يمتد عمل المدير الرياضى إلى التسويق، وتنظيم رحلات خاصة للفريق فى فترات الإعداد للمواسم الجديدة، كما يحدث فى رحلات الفرق الأوروبية لا سيما الإنجليزية إلى الولايات المتحدة أو إلى الشرق الأقصى فى أسيا، وذلك ضمن عملية ترويج للنادى وأداء مباريات ودية تحقق دخلًا ماليًا. ولا أعنى أن يسافر الأهلى إلى أمريكا أو آسيا لكن ترتيب رحلات عربية تروج للفريق بما يملكه من شعبية كبيرة، وقد كان للفرق المصرية رحلات قديمة فى السابق قبل زمن المدير الرياضى بعقود، وفعلها الاتحاد السكندرى والأهلى فى عشرينيات القرن الماضى، بالسفر إلى أوروبا، وكذلك الإسماعيلى الذى قام برحلات عربية فى فترة الستينيات. وربما حين تنتظم أجندة المسابقات المحلية يمكن أن تعود تلك الرحلات.
** المدير الرياضى له مهام مالية، ومنها تحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات. وهو فى النهاية منصب مهم جدًا ومنصب مستقل عن الإدارة، ومنصب مستقل عن مدرب الفريق، ومنصب يحتاج إلى دائرة محيطة تسمح له بأداء مهام منصبه، ليس فقط فى دائرة النادى، وإنما فى دائرة صناعة كرة القدم.