«هل» وأخواتها - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:32 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«هل» وأخواتها

نشر فى : الأحد 3 نوفمبر 2024 - 5:40 م | آخر تحديث : الأحد 3 نوفمبر 2024 - 5:40 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، تناول فيه استخدامات (هل) الواردة فى اللغة العربية، مؤكدا أنه لا يقصد من وراء مقاله إعطاء درس فى اللغة، لكن بسبب تكرار استخدام هذه المفردة فى عناوين العديد من التقارير الإخبارية، مما جعلنا مضطرين للتعامل مع (هل) ونحن نتابع ما يدور حولنا كل يوم. تطرق الكاتب أيضا إلى مفردات أخرى يمكن اعتبارها أخوات لـ(هل) وتقوم بنفس الفعل.. نعرض من المقال ما يلى:

ما أكثر ما تصادفنا الأسئلة التى تبدأ بمفردة «هل»، التى تصفها معاجم اللغة بأنها حرف استفهام لطلب التصديق الإيجابى، ويُجاب عنه بـ «نعم» أو «لا»، وفى مكانٍ آخر وصفت بأنها «حرف استفهام يُسأل به عن مضمون الجملة وقد يراد بالاستفهام به النفى أو الأمر أو العرض»، ومن ذلك قول الآية القرانية الكريمة: «هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ». وفى مكان ثالث نطالع الآتى: (كلمة «هل» هى أداة استفهام تستخدم للسؤال عن شىء ما، من الأصل الجذرى «ه ل ل»، الذى يدل على البيان والظهور والغلبة).

وعن استخدامات «هل» فى لغتنا العربية يرد أنها للاستفهام عن الأشياء والأمور بطريقة إثبات أو نفى. وتأتى، عادة، فى بداية الجملة الاستفهامية. كما أنها ترد فى العديد من الشواهد القرآنية والأدبية كأداة استفهام شائعة الاستخدام، وتستخدم أيضا للتعبير عن الشك أو التردد حول موضوع معين. وفى إيجاز نقول إن دلالات هل تتوزع على الاستفهام، الشك أو عدم التأكد، الاستبعاد والنفى، التعجب والاستنكار.

الغاية هنا ليست درسا فى اللغة، وإنما أتى الأمر تحت تأثير تكرار استخدام هذه المفردة التى بها تستهل عناوين العديد من التقارير الإخبارية فى الصحف وعلى المواقع الإلكترونية، وسنعطى أمثلة على ذلك من عناوين وردت، يوم  الخميس الماضي ، على أحد هذه المواقع: هل تحسم أصوات العرب فى ميشيجان سباق الانتخابات الأمريكية؟، هل تطيل إسرائيل أمد الحرب لتجنب حرب أهلية؟، «هل أصبح الدولار الأمريكى فى خطر بعد توقع بريكس؟».

«هل» الساحرة فى مقدمة عناوين هذه الأخبار ستجذبك جذبا لقراءتها، لكن «هل» ليست يتيمة، فلها أخوات تفعل الفعل نفسه، ومثلها ترد فى مفتتح عناوين الأخبار والتقارير، من قبيل: «ماذا تعرف عن»، كأن من صاغ العنوان يريد أن يوقعك فى شك من أمرك، فهل ما تعرفه، مثلاً، عن حياة كامالا هاريس المرشحة للرئاسة الأمريكية كافٍ أم تحتاج إلى المزيد؟ والسؤال: «ماذا تعرف عن..؟»، يذكرنا بسؤال شاع فى صحافة زمان كان يأتى فى صيغة عنوان لزاوية ثابتة فى المجلات والجرائد هو: «هل تعلم؟»، وتحته تنشر معلومات يفترض من اختارها للنشر أنها غير معروفة كفاية عند القراء، وأذكر أننا كنا نفعل الشىء نفسه فى صحف الحائط التى أصدرناها عندما كنا تلاميذ فى المدرسة، شعورا منا بأن «هل تعلم؟» تنطوى على شىء من التحدى.

لـ«هل» أخت أخرى، إن صح التأنيث هنا، هى علامة الاستفهام: «لماذا؟»، وبعيدا عن عناوين الأخبار، ألسنا مطوقين فى الحياة بـ«هل» و«لماذا» و«ماذا»، سعيا للتغلب على صور الحيرة التى تجابهنا ونحن محمولون، ولسنا مختارين، فى الأغلب الأعم على متابعة ما يدور حولنا؟

التعليقات