باكستان على صفيح اضطراب سياسى جديد - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 4:57 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باكستان على صفيح اضطراب سياسى جديد

نشر فى : الثلاثاء 5 أبريل 2022 - 7:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 5 أبريل 2022 - 7:10 م
نشر موقع 180 مقالا للكاتبة منى فرح.. نعرض منه ما يلى.
يبدو أن رئيس الوزراء الباكستانى، عُمران خان، بدأ معركة محفوفة بالمخاطر من أجل الاحتفاظ بالسلطة. الخطوة الدراماتيكية التى اتخذها خان بطلبه حل البرلمان الباكستانى جاءت كرد فعل على أكبر اختبار سياسى يواجهه خلال فترة ولايته، عندما قدم 11 حزبا معارضا اقتراحا بحجب الثقة عن حكومته، بينها حزب حليف أنه كان سيصوت إلى جانب المعارضة. تقدمت المعارضة الباكستانية، فى 8 مارس، بمذكرة لحجب الثقة عن رئيس الحكومة، إثر اتهامه بـ«سوء الإدارة الاقتصادية، وبارتكاب هفوات على صعيد السياسة الخارجية، وبأنه المسئول المباشر عن تراجع سعر صرف الروبية وتضخم الدين العام». يُذكر هنا أن المعارضة تعتبر انتخابات 2018 مزورة، وتُشكك بشرعية خان من الأساس. تعرض خان أيضا لانتقادات شديدة فى واشنطن بسبب دور باكستان المزعوم فى تسهيل استيلاء طالبان السريع على السلطة فى أفغانستان، بالإضافة إلى انتقادات غربية بسبب عدم معارضته العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا. يرفض خان كل هذه الاتهامات، ويصفها بـ«مؤامرة» مُدبرة من الغرب، وأمريكا خاصة، هدفها الإطاحة به «عقابا» له لأنه رفض الاصطفاف وراء مواقفها بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا بسبب علاقات التقارب الحاصل بين إسلام اباد وبكين.
بقى خطوة طلب حل البرلمان محفوفة بالمخاطر للغاية بالنسبة إلى خان الذى يواجه اليوم أخطر أزمة سياسية منذ انتخابه فى العام 2018. لقد فقد خان؛ تقريبا؛ جميع حلفائه الأقوياء، وأصبح شبه معزول فى السياسة الباكستانية، لاسيما بعد انشقاق أعضاء من تحالفه الحاكم وانضمامهم إلى المعارضة، واستقالة نائب المدعى العام، احتجاجا على حل البرلمان. والأكثر خطورة على مستقبله السياسى، هو تعثر علاقته مع مؤسسة الجيش، ولطالما أعلنت مؤسسة الجيش فى باكستان بوضوح رغبتها فى الحفاظ على واجهة لا علاقة لها بالسياسة فى باكستان؛ ومن هنا جاء موقف الجيش الرافض لحل البرلمان. وتضيف الجغرافيا السياسية لباكستان معضلة أخرى، حيث يبدو أن رئيس الوزراء والجيش لديهما وجهات نظر متباينة حول كيفية التعامل مع علاقات القوى العظمى والقوى الإقليمية.
يخشى كثيرون من أن تؤدى الأزمة إلى اعتقالات جماعية للمعارضة. وحتى إذا تم تأييد حل البرلمان، فإن هذه الخطوة لا تزال تضع خان فى موقف ضعيف بشكل كبير لخوض الانتخابات المقررة خلال التسعين يوما المقبلة، فقرار حل البرلمان زاد من وحدة المعارضة... يبدو أن باكستان تتجه نحو اضطراب سياسى جديد.

النص الأصلى

التعليقات