حتى لا يطير الدخان - محمود قاسم - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 يوليه 2024 12:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى لا يطير الدخان

نشر فى : الجمعة 5 يوليه 2024 - 8:25 م | آخر تحديث : الجمعة 5 يوليه 2024 - 8:25 م

سوف يوضع اسم مصطفى محرم فى قائمة البارزين الذين زاوجوا بين الأدب المصرى وأيضا الأدب العالمى وبين السينما المصرية وذلك منذ تخرجه فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، فهو أبرز من قدم أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم وأيضا الكاتب نجيب الكيلانى، وقد ترك أثره على المخرجين الذى كتب لهم ومن أشهرهم أشرف فهمى وأحمد يحيى وحسام الدين مصطفى، كما يحسب له أنه كتب فيلم «حتى لا يطير الدخان» عن إحسان عبد القدوس وهو واحد من الأعمال الأدبية القليلة جدا التى قام ببطولتها عادل إمام فى السينما، باعتبار أن هذا النجم الكبير لم يكن يهتم بنوع النص الذى يقدمه، والرواية القصيرة التى كتبها عبد القدوس تتبع سيرة الطالب فهمى فى كلية الحقوق منذ أن جاء من قريته عام 1967 وعاش حياة قاسية مثل كل الفقراء الذين يأتون للدراسة بالمدن الكبرى فيحتاجون إلى مصاريف وأموال ومسكن وزى مناسب للجامعة، وقد تعرف فهمى على مجموعة من الطلاب فى نفس الكلية فعاش إلى جوارهم يقوم بخدمتهم ويحاول أن يتلمس من نعيم الحياة، هؤلاء الطلاب ينتمون إلى طبقة اجتماعية غنية، يستخدمون فهمى كى يدبر لهم المخدرات ويشتريها لهم من المنبع، وفى سهرات الشباب فى منزل واحد منهم يقوم بتحضير مستلزمات الكيف لدرجة أنه يدبر لهم فتاة يعرفها يقومون بالانقضاض عليها أثناء وجوده، إنها سنية البنت الفقيرة أيضا التى ترفض مثل هذا السلوك وسوف يتزوج منها فهمى فيما بعد أن صار عضوا فى مجلس الشعب.


نقول مجلس الشعب لأن الأحداث دارت فى الفترة التى كان مجلس النواب يحمل هذا العنوان، إنها فترة حكم كل من أنور السادات وحسنى مبارك بما يعنى أن كاتب السيناريو وجد أمام عينيه نصا أدبيا لا يستطيع أن يضيف إليه أو أن يحذف منه، باعتبار أن إحسان عبد القدوس كان يكتب النص الأدبى شبه مكتمل ليتحول على يدى الكاتب إلى فيلم بدون محذوفات، ما عدا بعض النصوص الجريئة مثلما فعل فى «ولا يزال التحقيق مستمرا» و«أرجوك أعطنى هذا الدواء»، لذا فإن الكاتب جعل النص يناسب فترة الثمانينيات التى شهدت صعود الطلاب الذين تخرجوا وساروا من المدمنين، وقد جاء عنوان النص الأدبى أن فهمى كان يتعمد إغلاق نوافذ البيت حتى لا يطير دخان المخدرات حتى لا يقل تأثيره على هؤلاء المتعاطين بشكل جماعى، وفى الفيلم يقع فهمى فى غرام شقيقة أحد زملائه جسدتها نادية رسلان، وقد تعاملت معه الفتاة بكبرياء وحدة وصدته، لكنها عادت كى تجثو تحت قدميه بعد أن طلقها زوجها وبعد أن انهارت مكانتها الاجتماعية وحاولت أن تسترد فهمى الذى صار من رجال المجتمع الأغنياء لكنه تعمد إهانتها ورفضها ليتزوج من سنية التى جسدتها سهير رمزى.
أخرج الفيلم أحمد يحيى وهو واحد من المخرجين المتميزين وقد عمل مع عادل إمام فى فيلم متوسط القيمة يسمى «كراكون فى الشارع»، وقد كانت له بداية متميزة فى السينما سواء أمام عبد الحليم حافظ كممثل طفل، ثم كمخرج يكتب له على الزرقانى فيلمه الأول «العذاب امرأة»، وقليلا ما اتجه هذا المخرج الموهوب إلى الأعمال الأدبية فاتجه إلى التليفزيون، ولعل أهمية هذا الفيلم أن مخرجه قد عاش ظروفا مشابهة لنفس ظروف فهمى فى عالم الإدمان.

التعليقات