** هل تصدى حارس المرمى الإنجليزى بيكفورد لركلة جزاء السويسرى مانويل أكانجى بفضل الزجاجة التى كانت بيده قبل الضربة ؟ والتى وصفت هنا بأنها مماثلة لزجاجة أبوجبل حارس مرمى المنتخب الوطنى فى بطولة إفريقيا. والواقع أن مانويل نوير حارس مرمى ألمانيا كان يستعد لركلات الجزاء الترجيحية مع إسبانيا فى دور الثمانية بورقة أخفاها فى جوربه، مثلما فعل حارس منتخب بلاده ينس ليمان فى كأس العالم 2006، حين كان يستعد لركلات الجزاء الترجيحية فى الأدوار الإقصائية، فكان ليمان قد حصل من مدربه على ورقه أخفاها فى جوربه عن طرق تسديد المنافس لركلة الجزاء. إذن هى فكرة قديمة عمرها 18 سنة، مع الاعتذار لأبوجبل ولمدربه. وعلى أى حال أنقذت زجاجة بيكفورد منتخب إنجلترا بينما الوقت لم يسعف نوير لمراجعة الورقة المخفية فى جوربه أمام إسبانيا، ففى الدقيقة 119، سجل الإسبانى ميكيل ميرينو هدف الفوز برأسه.. وشاهد نوير الكرة تمر أمامه وقد إرسم على وجهه تعبير الحيرة. لم يكن من المفترض أن ينتهى الأمر هكذا ففى جوربى ورقة ركلات الجزاء؟!
** الليلة تواجه إسبانيا المرشحة الأولى للقب بانتصارات متتالية على منافستها فرنسا التى تعانى من أزمة تهديف من جمل ملعوبة، ويتسلح الإسبان بشباب أضفى حيوية وديناميكية على أداء الفريق مثل لامين جمال، ونيكو ويليامز، وبيدرى الذى أصيب وربما يلعب بديله دانى أولومو، ورودرى استاذ خط الوسط، وفابيان رويز.. بجانب بدلاء لا يقلون عن مستوى اللاعبين الأساسيين، فيما ما زال منتخب فرنسا يبحث عن قائده كيليان مبابى صاحب القناع الأسود الذى لسبب ما لم يعد يجرى كما كان، ولم يعد يسدد كما كان. أما جريزمان فهو يطارد شبح مبابى منذ سنوات ويبحث عن ذاته فى هذه البطولة أكثر مما يبحث عن ذات الفريق. وأفضل لاعبى فرنسا التى لعبت مباريات غير مقنعه فى البطولة هو نجولو كانتى فى الوسط.
** حقق منتخب إسبانيا الفوز فوعلى كرواتيا وإيطاليا وألبانيا فى دور المجموعات، وعلى جورجيا 4/1 فى دور الستة عشر، وهزمت ألمانيا فى معركة كروية فنية وبدنية فى دور الثمانية 2/1. وحقق المنتخب الفرنسى فوزًا واحدًا فى دور المجموعات، وهزم بلجيكا فى دور الستة عشر 1/صفر، ثم البرتغال فى دور الثمانية بركلات الجزاء الترجيحية5/ 3.
** إسبانيا قدمت درسًا جمع بين شراسة الهجوم والضغط، وتميز هذا الضغط بتكنيك شديد الاحترافية والذكاء، وهو الضغط بالتمركز حيث يتقدم 4 أو 6 لاعبين إسبان إلى ملعب الفريق المنافس ويقيدون عملية بناء الهجوم تمامًا بما يدفع الخصم إلى إرسال كرات طويلة ترتد عليه سريعًا. لم تتخل إسبانيا عن الاستحواذ تمامًا أو أسلوب تيكى تاكا ففى بعض مبارياتها تجاوز عدد تمريرات الفريق 800 تمريرة.
** هولندا وإنجلترا مباراة كلاسيكية. قدم الهولنديون أفضل مبارياته أمام رومانيا وفازوا 3/صفر، ولم يقدم الإنجليز أفضل مبارياتهم بعد. وأداء الفريق بطىء. وروتينى. وكانت مباراتها مع سويسرا محلمية حيث تعادل ساكا فى الدقيقة الأخيرة. وتوج بطلًا فى هذه المباراة بمهارته وباتسامته التى لاتفارق وجهه فى أصعب الأوقات. وتفوقت إنجلترا فى ركلات الجزاء الترجيحية. لكن ساوث جيث مدرب الفريق يصف البطء هدوءًا فى الأداء بينما يراه النقاد والخبراء شديد البطء وليس هدوءا. ولا أحد ينسى أيضًا أن المنتخب الإنجليزى تأخر بهدف أمام نظيره سلوفاكيا وسجل جود بيلينجهام التعادل فى الوقت القاتل وسجل هارى كين هدف الفوز فى الوقت الإضافى.
** يبقى فى جميع الأحوال أن ألمانيا لم تعش مثل تلك البهجة منذ 88 عامًا
منذ أولمبياد برلين 1936، حيث شاهد أدولف هتلر مباراة كرة القدم الوحيدة التى حضرها على الإطلاق، ومنى منتخب المانيا يومها بهزيمة أمام النرويج 2/صفر. ولم تعش ألمانيا نفس البهجة الحالية حين استضافت كأس العالم 2006 وخرج منتخبها بالمركز الثالث، وبعلاقة وثيقة بين علم ألمانيا وشعبها.. وهذه الأيام شعوب أوروبا تقضى صيفًا ممتعًا فى البلاد. ومواقع المشجعين تحفل بالبهجة والسعادة وكرة القدم والرياضة.