** منذ سنوات أخذ إنفانتينو رئيس الفيفا يتحدث عن بطولة كأس العالم من 48 فريقا، وعن اختراع بطولة القارات للأندية، وعن كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقا. وكانت تلك الأفكار تبدو أحلاما من جانب الفيفا وشركائه من الرعاة، لتنمية موارد الفيفا المالية من كرة القدم أو لتعظيم القوة المالية للعبة. ومنذ سنوات تحدث رئيس جمهورية كرة القدم عن جوائز بالمليارات، وأشار إلى شركاء من الصين، وعن تمويل عظيم من شركات تجارية عملاقة. وأجرى مفاوضات من بنوك عالمية، ومؤخرا أعلن الفيفا منذ أيام عن مجموع جوائز للبطولة بقيمة مليار دولار، على أن توزع على فرق المسابقة 775 مليون دولار كجوائز ثم يوزع الفيفا 250 مليون دولار على الأندية التى لم تشارك فى هذه البطولة!
** تشير بعض التقديرات إلى أن النادى الفائز فى البطولة المكونة من 32 فريقًا قد يحصل على ما يصل إلى 100 مليون دولار (77.5 مليون جنيه إسترلينى)؛ وهذا يعادل الفوز بدورى أبطال أوروبا، ولكن بعد لعب سبع مباريات فقط. ولم يعلن الفيفا عن قيمة الأموال التى ستدفع لكل فريق من ضمن فرق البطولة مقابل المشاركة فقط، وليس جوائز المراكز، لكن هذا المبلغ الضخم من أين؟ ما هو مصدر تمويله؟
** التمويل من شركة دازن، «Dazn» والاتفاق وقع العام الماضى وتحديدا فى شهر ديسمبر، وفازت الشركة بحقوق البث لجميع مباريات البطولة، وهى شركة يملكها الملياردير البريطانى السير لين بلافاتنيك، وهو من مواليد أوكرانيا ، والاتفاق يتضمن بث جميع المباريات الـ63 مجانا فى جميع أنحاء العالم، وسوف تستضيف المباريات 11 مدينة بين 14 يونيو و13 يوليو. وستقام المباراة النهائية على ملعب ميتلايف فى نيوجيرسى، وهو ملعب يتسع لـ93 ألف متفرج، وهذا الملعب خاص بفريق نيويورك جاينتس من دورى كرة القدم الأمريكية. وربما فى حسابات شركة دازن فتح سوق لها فى الولايات المتحدة الأمريكية عبر بوابة كرة القدم، وجمع المليار دولار وأكثر، من شركات تجارية عملاقة تبيع إعلاناتها عبر منصات دازن الاحتكارية فى مختلف دول العالم مثل شركات من نوعية أبل، وهايسنس، وكوكاكولا، بجانب البنوك الكبرى أو أكبر هذه البنوك فى العالم. خاصة أن توقعات الفيفا تشير إلى أن عدد مشاهدى البطولة فى العالم على الهواء مباشرة قد يتجاوز مليارى مشاهد على الأقل. خاصة أن موعد إقامة كاس العالم للأندية سيكون فى وقت انتهت فيه مباريات الدوريات الأوروبية الكبرى، مما سيدفع المشجعين للأندية المشاركة والمحبين للعبة كرة القدم متابعة البطولة وهو ما يمثل إغراء للشركات التجارية الكبرى.
** وستشكل الفرق الأوروبية أكبر مجموعة فى كأس العالم للأندية حيث من المقرر أن يشارك 12 فريقًا. وجاء فى بيان صادر عن رئيس جيانى إنفانتينو: «لن تكون كأس العالم للأندية قمة كرة القدم للأندية فحسب، بل ستكون أيضًا عرضًا حيًا للتضامن الذى سيفيد الأندية على نطاق لم تفعله أى مسابقة أخرى على الإطلاق. حيث سيتم توزيع جميع الإيرادات الناتجة عن البطولة على الأندية المشاركة ومن خلال تضامن الأندية فى جميع أنحاء العالم؛ حيث لن تحتفظ الفيفا بدولار واحد. ستظل احتياطيات الفيفا، الموجودة لتطوير كرة القدم العالمية، دون مساس». وكلام إنفانتينو يشير إلى أن الفيفا ينقل اللعبة إلى الاشتراكية، إن جاز التعبير!.