«أرامكو».. وتحوّل الطاقة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 7 نوفمبر 2024 2:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«أرامكو».. وتحوّل الطاقة

نشر فى : الأربعاء 6 نوفمبر 2024 - 7:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 6 نوفمبر 2024 - 7:15 م

نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالًا لخبير الاقتصاد العراقى وليد خدورى، تناول فيه التحديات التى تواجه التحول نحو الطاقة المستدامة، وذلك على لسان رئيس شركة «أرامكو السعودية»، المهندس أمين الناصر، فى محاضرة له الشهر الماضى بسنغافورة.. نعرض من المقال ما يلى:
ذكر رئيس شركة «أرامكو السعودية» المهندس أمين الناصر فى محاضرة له فى 21 أكتوبر الماضى فى سنغافورة خلال مؤتمر «أسبوع سنغافورة الدولى للطاقة»، أن هناك عدة تحديات تتمثل فى قصر النظر لتوقعات «تحول الطاقة»، منها: ارتفاع التكاليف المالية لمشاريع الطاقات المستدامة عن التقديرات الأولية؛ وعدم الأخذ بنظر الاعتبار اللازم حجم التوسع فى الأسواق الآسيوية ودورها الضخم فى أسواق الطاقة العالمية، بحسب الدورية الأسبوعية البترولية الباريسية «بترواستراتيجيز».
أكد الناصر أهمية الأسواق الآسيوية، التى تستهلك حاليًا أكثر من نصف الطلب العالمى على الطاقة. وأنها تلعب دورًا أساسيًا فى تجارة الطاقة العالمية، نظرًا لعدد سكانها المرتفع ولديناميكية اقتصاداتها.
وأضاف الناصر أن أسواق الطاقة الآسيوية تلعب حاليًا دورًا محوريًا فى صناعة الطاقة العالمية من حيث ضخامة حجم استهلاكها الطاقوى ودورها فى ريادة صناعات الطاقات المستدامة. ونبه رئيس شركة أرامكو السعودية إلى أن معظم خطط تحول الطاقة لا تأخذ بنظر الاعتبار آراء وأولويات أسواق الطاقة الآسيوية؛ الأمر الذى يشكل فجوة كبيرة فى توقعات مراحل تحول الطاقة.
كما أشار الناصر إلى أن معظم خطط تحول الطاقة يركز على التغيير من السيارات الخاصة، ومحاولة استبدالها بالسيارة الكهربائية أو الهجينة، دون الأخذ بنظر الاعتبار وبالكفاية اللازمة وسائل النقل الأخرى من حافلات النقل العام، وشاحنات السلع والمواد الثقيلة والنقل البحرى والجوى، وما تشكله وسائل النقل الأخرى من أهمية كوسائل للنقل وما تستهلكه من وقود بترولى.
تكمن هناك تحديات عديدة فى مجال النقل، حيث يتم التركيز إعلاميا وفى خطط تحول الطاقة، على أنه بناء على ازدياد عدد السيارات الكهربائية سيتم نجاح مراحل تحول الطاقة، لكن هناك عوامل عدة أخرى تدل على قصر النظر فى هذا المجال، يتوجب أخذها بنظر الاعتبار. مثلًا: هناك على الطرقات العالمية حاليا نحو 57 مليون سيارة كهربائية، مقارنة بنحو 1.5 مليار سيارة تحرق البنزين أو الديزل.
كما يتوجب الإشارة إلى أن أغلبية استعمال السيارة الكهربائية حاليًا تأتى فى الصين، ثم أقطار السوق الأوروبية المشتركة، فالولايات المتحدة. هذا، مع العلم، أن نحو 70 فى المائة من توليد الكهرباء فى آسيا حاليا يتم بوسائل الطاقات التقليدية (الوقود الأحفورى)، وليس من مصادر الطاقات المستدامة؛ هذا فى حين أن معدل استهلاك الكهرباء للفرد الواحد فى آسيا يساوى نحو عشر ما يتم استهلاكه من الفرد الواحد للكهرباء فى الدول الصناعية.
وانتقل الناصر إلى تحد آخر يواجه تحديات مراحل الطاقة، وهو قصر النظر «للدراسات العالمية فى هذا المجال. ففى حين توصلت اليابان والأقطار الأوروبية والولايات المتحدة إلى معدل مستقر نسبيًا لطلبهم النفطى، فإنه رغم ذلك ما زالوا يستهلكون معدلات عالية من النفط، مقارنة باستهلاك الدول النامية ذات أعداد السكان العالية وانطلاق نمو اقتصادى موعود».
فرغم أن معدل الاستهلاك الفردى السنوى للنفط فى الولايات المتحدة هو نحو 22 برميلًا، مقارنة بنحو 9 براميل فى أقطار الاتحاد الأوروبى، فإنه يبلغ نحو 1.4 برميل فى الهند وأقل من برميل واحد فى الدول الإفريقية. ومن ثم، فمن المتوقع أن يرتفع عاليًا استهلاك النفط فى دول «الجنوب العالمى» مع النمو الاقتصادى المستقبلى لأقطار الجنوب المكتظ بالسكان.
ويتوقع رئيس «أرامكو السعودية» أن يستمر الطلب العالمى للنفط على معدله الحالى الذى يفوق 100 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، بمعنى أنه سيستمر استهلاك النفط على مستوى معدله الحالى خلال العقود المقبلة، على عكس ما تتنبأ به بعض التوقعات، وبالذات توقعات وكالة الطاقة الدولية، من ناحية. لتستمر المحافظة على هذه المعدلات بعد عام 2050 بحلول مرحلة تصفير الانبعاثات، التى كان قد تم توقع توقف استهلاك النفط فيها فى حينه، من ناحية أخرى.
من نافل القول، إن هذه التوقعات آتية من واحدة من كبرى شركات النفط فى العالم، ومن دولة ذات أضخم الاحتياطات النفطية (فى المنزلة الأولى مع الولايات المتحدة وروسيا).
لكن فى الوقت نفسه، فإن خبرة شركة أرامكو السعودية واسعة بحكم نشاطها النفطى مع العديد من أسواق وشركات النفط، الأمر الذى يوفر لها الخبرة والمعرفة الواقعية لأسواق النفط العالمية، ومن ثم، فإن استنتاجاتها وتوقعاتها مبنية على هذه الخبرات الواسعة، حيث، على سبيل المثال، تشكل صادراتها اليومية إلى الأسواق النفطية الآسيوية منذ عقود أكثر من 60 فى المائة من مجمل صادراتها، ناهينا عن استثماراتها فى الصناعات البتروكيماوية فى الصين، بالإضافة إلى استثماراتها منذ العقد الماضى فى استثماراتها فى السعودية بالصناعات المستدامة.

التعليقات